تنظم جبهة العمل في قضيه خالد سعيد غدًا، مسيرة صامتة على كورنيش الإسكندرية، تعبيرًا عن شكوكها في تقرير الطبيب الشرعي في حادثة وفاته الذي برأ الشرطة من المسئولية عن مصرعه، على خلاف رواية أسرته وشهود عيان التي تؤكد أن وفاته جاءت نتيجة تعرضه للضرب المبرح من اثنين من رجال الشرطة. وتأتي المسيرة كذلك احتجاجًا على محاولة وزارة الداخلية التقليل من شأن الجريمة التي أثارت ردود فعل على نطاق واسع، عبر تصويرها على أنها ليست قتل عمد. وستنظم المسيرة على الكورنيش من منطقة المنشية إلى منطقة الأزاريطة، وستبدأ في تمام الساعة السادسة ونصف مساءً وتستمر حتى الثامنة.
في سياق متصل، وجهت الحركة المصرية للتغيير "كفاية" الدعوات لكافة القوى السياسية والحزبية والإصلاحية للمشاركة في وقفتين احتجاجيتين في ذكرى مرور 40 يومًا على "مقتل" الشاب السكندري خالد سعيد (29 عامًا)، بعد تعرضه للتعذيب على أيدي اثنين من رجال الشرطة بقسم سيدي جابر بالإسكندرية.
وسيتم تنظيم الوقفتين الاحتجاجيتين في توقيت متزامن ظهر يوم الأحد الموافق 18 يوليو، وذلك أمام دار القضاء العالي بالقاهرة، وأمام مقر محكمة الحقانية بالإسكندرية، للمطالبة بإجراء تحقيق حيادي ونزيه في الواقعة، والتنديد بالنهج الأمني في اعتماد التعذيب كأسلوب عمل سواء مع السياسيين أو المواطنين العاديين.
وتدعو "كفاية" إلى إقالة اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية واللواء محمد إبراهيم مدير أمن الإسكندرية بتهمة المسئولية عن تعذيب خالد سعيد حتى الموت واللواء محمد سيد طلبة مدير أمن الدقهلية لمسئوليته عن تعذيب الشاب محمد صلاح محمود غريب (18 سنة) سائق "التوك توك" ضحية التعذيب داخل مركز شرطة بني عبيد.
وتسعى الحركة إلى حشد القوى السياسية والإصلاحية للتصدي للتعذيب داخل أقسام الشرطة ومقار الأجهزة الأمنية وممارسة ضغوط على النظام لإقرار تعديلات قانونية تحرم التعذيب وتضمن محاسبة المتورطين فيه.
وقال الدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام للحركة، إن المتظاهرين سيطالبون بالقصاص من قتلة خالد سعيد وكافة المتورطين في عمليات التعذيب داخل أقسام الشرطة التي وصفها بأنها تحولت إلى "سلخانات وتحول التعذيب فيها لأسلوب منهجي لعمل أجهزة الأمن"، على حد قوله.
وحمل قنديل وزير الداخلية المسئولية عن حوادث التعذيب التي تقع داخل أقسام الشرطة ومراكز الاحتجاز، وقال إنه بصفته السياسية يتحمل المسئولية عن مقتل خالد سعيد مطالبا بمحاسبته وإقالته من منصبه وكذلك كل من مديري أمن الإسكندريةوالدقهلية. فيما تقول وزارة الداخلية إن التعذيب ليس منهجًا أمنيًا، وتعتبرها حوادث فردية لا تتهاون عن محاسبة المتورطين فيها.
من جانب آخر، أعلن قنديل أن "كفاية" ستجري حوارا مع كافة القوى العمالية والاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني خلال المرحلة القادمة لإطلاق حملة ضد الغلاء الذي سيضرب الأسواق المصرية خصوصا في قطاع الغذاء.
وقال إن "كفاية" تعتزم تنظيم عدد من الفاعليات بالمشاركة مع هذه القوى لإيجاد مواجهة قوية للارتفاعات غير المقبولة في الأسعار، وستطالب النظام بإقرار سياسات تبعد مصر عن نموذج الاقتصاد الرعوي المعتمد على الخارج في جميع احتياجاته.