يحتاج الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى مزيد من الوقت، إلى ما بعد الأول من كانون الثاني/يناير القادم، للإعلان عن تغييرات ينوي إدخالها على سياساته الفاشلة في العراق، والتي تواجه معارضة لا سابق لها، من قبل الرأي العام الأمريكي، حسبما تفيد استطلاعات الرأي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو إن إعلان بوش عن تغييرات "لن يتم قبل العام الجديد". وأضاف "لا نعرف متى ولا أستطيع أن أحدد موعدا". وقال "لقد قرر بصراحة أنه غير مستعد" لذلك. وكان البيت الأبيض يأمل في أن يتمكن بوش من إعلان استراتيجية جديدة قبل عيد الميلاد. إلا أنه لم يستبعد تأجيل ذلك، بالرغم من الضغوط التي تمارس على الرئيس بوش، وتعززها استطلاعات رأي جديدة، تؤكد عدم شعبية الحرب، ونفاد صبر الأمريكيين. وتحدث سنو عن مدى تعقيد المهمة. ونفى أن يكون هذا الوضع يعكس فشلا في عمل الرئيس، على حد زعمه. وقال إن "المسألة ليست أنه لا يعرف ماذا يريد أن يفعل (...) لن يتسرع تحت الضغط، وهو يريد القيام بذلك بشكل جيد". من جهتها، أعربت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس عن اقتناعها بأن بوش سيتريث "لفترة معقولة"، إلى أن "يشعر أنه أجرى مشاورات كاملة (...) وأنه رسم طريقا يثق به، ليسير قدما". وكانت تكهنات عدة أطلقت بشأن الإعلان عن تغيير الاستراتيجية الأمريكية في العراق. واضطر سنو أن ينفي معلومات أفادت أن خطط بوش قلبت رأسا على عقب، بسبب حوادث لا يعرفها الجمهور، ومعلومات قدمها قادته العسكريون، أو بسبب مشروع لإقصاء رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي تضعف سلطته. وأفاد استطلاع للرأي أن 74% من الأمريكيين يريدون انسحاب غالبية الوحدات المقاتلة الأمريكية من العراق، بحلول آذار/مارس 2008، كما أوصت مجموعة الدراسات، التي يترأسها وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر، والتي سلمت تقريرها في 6 كانون الأول/ديسمبر الجاري إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش. وكشف استطلاع آخر أن 60 في المائة من الأمريكيين يؤيدون تطبيق توصيات تقرير بيكر. لكن الاستطلاعين أظهرا أن الأمريكيين يعتقدون أن إدارة بوش لن تنفذ التوصيات الرئيسية من تقرير بيكر. وقال البيت الأبيض إنه يتفهم استياء الأمريكيين. وأضاف سنو "لكن في نهاية المطاف النصر سيعيد الثقة الكاملة إلى الجمهور".
