اتهم وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، في تصريحاتٍ تليفزيونية، قوى لم يسمها، بأنها تسعى لدفع مصر للحرب. وقال أبو الغيط "إن البعض يريد دفع مصر إلى الحرب لإثبات دورها في المنطقة، وهذا توصيف لما يردده البعض عن تراجع دور مصر الإقليمي".
وأكد وزير الخارجية المصري، في حوار لقناة "روسيا اليوم"، أن ما من شيء يحدث في الشرق الأوسط دون مشاركة القاهرة وفعاليتها، نظرًا لمكانتها التاريخية في المنطقة.
وعن إمكانية نشوب حرب فى المنطقة خلال الصيف الحالي، قال أبو الغيط إن المنطقة ليست على أعتاب مواجهة مسلحة بين الدولة الصهيونية من جانب، وإيران وسوريا ولبنان من جانب آخر، لأن الأمور هادئة، لكنه حذر من قيام أي طرف باستفزاز الآخر حتى لا تحدث مواجهة مسلحة.
وأكد وزير الخارجية على عدم استعداد مصر للدخول في حرب مع أي طرف شقيق في القارة الأفريقية، خاصةً مع دول حوض النيل بعد أزمة التوقيع على اتفاق عنتيبي، معتبرًا أن ذلك أمر مرفوض لكن مصر تسعى فى نفس الوقت للحفاظ على مصالحها وحقوقها التاريخية في مياه النيل، لأن هناك الكثير من الاتفاقيات التى لا يستطيع أحد أن يخرج منها إلا بالتراضي.
الفخ الإيراني وسبق وأن صرح أبو الغيط بأن هناك "فخ يستهدف تعديل مسار مصر والشرق الأوسط كله"، مشيرًا إلى أن إيران تقف وراءه.
وأوضح أن "أمريكا منذ عهد بوش ترغب في تغيير نظام الحكم في إيران سواء كان ذلك من الداخل أو عبر القوة العسكرية ولما كانت إيران ضمن محور الشر مع العراق وكوريا الشمالية، ورأت كيف غزا بوش العراق، فقد تحركت سريعًا لتعزيز قوتها وعندما بدأت تخصيب اليورانيوم، تحرك الغرب وبالطبع الصهاينة ضدها، ومن هنا بدأت إيران في استخدام بعض الأوراق وكان من أبرزها حزب الله وحماس".
وأضاف أنه "في 12 يوليو 2006، قام حزب الله بأسر جنود إسرائيليين واندلعت حرب مع إسرائيل استمرت 33 يومًا وأرادت إيران من خلالها توجيه رسالة لإسرائيل مفادها أنها لديها القدرة على ضرب أهداف بداخلها".
وتابع أنه "في مايو 2008 ، دخل حزب الله بيروت ، وفي 5 يناير 2009 ، طالب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله المصريين بالنزول إلى الشوارع وفتح معبر رفح بالقوة".
وبالنسبة لحماس، قال وزير الخارجية المصري أنها "تتلقى أيضًا دعمًا من إيران وبدا وكأنها تساعدها في تنفيذ الفخ عندما قام عناصرها بإزالة الحواجز بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية في 23 يناير 2008، وفي 19 ديسمبر 2008، رفضت الحركة أيضًا تجديد التهدئة مع إسرائيل وذلك بهدف الضغط على مصر لفتح معبر رفح والاعتراف بشرعية حماس، أي أن الهدف هو تطويع مصر بما يخدم مصالح إيران في المنطقة ".
واستطرد قائلًا "طهران لديها أوراق لتنغيص إسرائيل وهى حماس وحزب الله، هى توجه رسالة للغرب مفادها أن إيران تقدر تضرب إسرائيل من شمالها وجنوبها صباح مساء، إلا أن الأمن القومي المصري لايسمح بذلك، فلا توجد دولة محترمة تسمح بمرور السلاح عبر أراضيها، حيث يطالبنا الشيخ نصر الله بإمداد حماس السلاح، كما أننا عندنا التزام قانوني تجاه إسرائيل، فهناك معاهدة سلام بيننا، وأيضًا هناك 139 فندقًا في جنوبسيناء نحصل منهم على دخل كبير، لماذا أعطلهم؟، هذه أولوياتنا ولن نتراجع عنها، مصر أولًا وفلسطين ثانيًا والمصالح العربية ثالثًا واستقرار المنطقة رابعًا، مخطط إيران هو تطويع مصر ومحاولة النيل من خيارها الإستراتيجي القائم على السلام وجرها بالتالي لمواجهة مسلحة مع إسرائيل، لن نسمح بهذا أبدًا، سبق وحذرت من أن الذي يجرؤ على تكسير الحدود المصرية مع غزة هنكسر رجله، أيضًا فإن مصر لن تسمح لإيران وإسرائيل بالتلاعب بالمصالح العربية وإثارة التوتر في المنطقة".