أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن عبد الملك ريغي زعيم حركة "جند الله" السنية اعدم شنقا صباح الأحد في إيران. وقالت الوكالة "بناء على حكم أصدرته محكمة الثورة في طهران تم فجر اليوم الأحد إعدام عبد الملك ريغي شنقا".
وجرت محاكمة ريغي في جلسات مغلقة ولم تسرب أي معلومات عن سيرها. وقد قررت السلطات محاكمته في طهران وليس في محافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق) التي شهدت عددا كبيرا من العمليات المسلحة اتهمت حركة جند الله بتنفيذها.
وزعمت النيابة العامة "الثورية" في طهران في بيان إن ريغي زعيم مجموعة ارهابية معادية للثورة في شرق البلاد مسئول عن عمليات قطع طرق وسرقات مسلحة وزرع قنابل وعبوات في أماكن عامة وهجمات مسلحة على القوات العسكرية والأمنية وأبرياء وعمليات قتل وجرح وإثارة الرعب والخوف وخطف رهائن.
واضافت الوكالة إن محكمة ثورية في طهران حكمت على ريغي بالاعدام شنقا باتهام المحاربة والافساد في الأرض لارتكابه 79 عملا اجراميا، حسب زعم الوكالة.
وتابعت "إن حركة جند الله الارهابية قامت منذ 2003 ب35 عملية خطف الرهائن من الرعايا الايرانيين والأجانب و25 عملية ابتزاز وأكثر من أربعين عملية مسلحة في قطع الطرق بحيث استشهد نتيجة هذه الأعمال الشريرة 154 من قوى الأمن والأبرياء وأصيب 320 شخصا بجروح"، وفق زعمها.
كما أدين ريغي بالتعاون مع الأجانب وتلقي مساعدات مالية واستخباراتية منهم.
وذكرت الوكالة أن ريغي ادين باقامة علاقات مع عناصر الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية بمن فيهم ضباط الاستخبارات الأمريكية والصهيونية تحت غطاء الناتو (حلف شمال الاطلسي) وبعض الضباط الاستخباراتيين في بعض الدول العربية، وفق المزاعم الإيرانية.
وبعد مطاردة استمرت سنوات، تمكنت إيران من اعتقال ريغي في فبراير الماضي في عملية قامت خلالها السلطات الإيرانية بتحويل مسار طائرة كان على متنها في رحلة بين الامارات العربية المتحدة وقرغيزستان. أصول بلوشية وينتمي عبد المالك ريجي إلى قبيلة ريجي إحدى أكبر القبائل البلوشية، توفي أبوه منذ أكثر من عامين، وهو أحد خمسة أشقاء، أحدهم أعدمته طهران في أواخر مايو الماضي، بينما قُتل الثالث في عملية تفجير بسيارة مفخخة، وله شقيق آخر يقال إنه المنظر الحقيقي لجماعة "جند الله"، وأن ريجي مجرد القائد الميداني للتنظيم.
أما الخامس فهو الذي يعود إلى تاريخ مقتله عام 2002م بداية الشرارة الأولى للمواجهات التي انطلقت ضد السلطات الإيرانية في إقليم (سيستان بلوشستان) عندما قتله عناصر الحرس الثوري أمام عين شقيقه عبد المالك، الشاب الذي لم يتجاوز عمره آنذاك 23 عاما، فجمع عددا من رفاقه للقيام بعمليات مسلحة ضد القوات الحكومية حتى ترفع يدها عن سكان الإقليم الذي يقطنه السنة جنوب شرق إيران، ومنها تحول هذا الشاب إلى أكبر مناهض لنظام الملالي في طهران.
وظلت إيران تعتقد لسنوات أن ريجي يتخذ من باكستان نقطة انطلاق لشن هجماته في الإقليم المحاذي له، وأنه يتخذ منها مقرًا لإقامته، وقد طالبت مرارًا من إسلام أباد تسلمه. وفي وقت سابق، اتهمت الحكومة الإيرانيةالولاياتالمتحدة بأنها منحت ريجي جواز سفر أفغانيًا، وأنه التقى بعدد من المسئولين العسكريين من الناتو في أبريل 2008.
القمع السياسي وتقول جماعة "جند الله"، التي تعرف أيضا باسم "حركة المقاومة الشعبية في إيران"، إنها تقاتل ضد القمع السياسي والديني للمسلمين السنة في البلاد.
وفي أكتوبر الماضي، تبنت الجماعة المسئولية عن تفجير أدى إلى مقتل اثنين وأربعين شخصًا بينهم خمسة عشر من قادة الحرس الثوري، الجناح العسكري لما تسمى ب "الثورة الإسلامية في إيران".
وكان من بين القتلى نائب قائد القوات الأرضية للحرس الثوري الجنرال نور علي شوشتاري، وقائد الإقليم رجب علي محمد زاده.
وقالت الجماعة في بيانها التي تنبت فيه العملية أنها جاءت ردًا على "جرائم النظام الإيراني بحق الشعب البلوشستاني الأعزل"، مشيرة إلى أن "هذه الجرائم" لم تترك للبلوش خيارا آخر سوى المقاومة والرد على النظام بالمثل".
كما اتهمت الجماعة طهران بممارسة التمييز العنصري والطائفي إلى جانب عمليات قتل وإعدامات وصفتها ب "الوحشية"، في إشارة إلى الإعدامات التي تنفذها الحكومة الإيرانية بحق السّنة في إيران، وكان آخرها في يوليو الماضي حين أعدم 13 من أفراد الجماعة ، بعد اتهامهم بالضلوع في هجمات مختلفة.
واشترط عبد الملك ريجي لوقف الهجمات إزالةِ قواعد الحرس الثوري وباقي القواعد العسكرية من سيستان وبلوشستان، والإفراجِ عن السجناء السياسيين دون قيد أو شرط، وإقامةِ نظام فيدرالي في الإقليم