بعد خمس سنوات من استلامه مهمة المنسق الأمريكي الخاص لتدريب وتأهيل قوات الأمن الفلسطينية، من المقرر أن يُنهي الجنرال كيث دايتون مهمام منصبه في الخريف القادم. هذا ما كشفت عنه أمس الأربعاء صحيفة "هاآرتس" الصهيونية التي قالت انه كان من المقرر أن يُنهي الجنرال دايتون مهمته في السلطة الفلسطينية قبل حوالى السنة، إلا أن الضغوطات التي مورست عليه من قبل الادارة الأمريكية جعلته يتراجع ويُمدد فترة خدمته في المناطق الفلسطينية، وزادت الصحيفة الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر فلسطينية وأمريكية وصهيونية، قائلة إنّ الإدارة الأمريكية قد اختارت خليفة لدايتون، ولكنّها ترفض حتى الآن الكشف عن اسمه.
وقال الصحيفة أيضاً إنّ إنهاء مهمة دايتون رفعت منسوب الشكوك لدى السلطة الفلسطينية في رام الله، حيث عبّرت المصادر الفلسطينية، بحسب "هاآرتس" عن خشيتها من أنّ الإدارة الأمريكية ترغب من وراء ذلك تخفيف تدخلها في ما يجري على الأرض، كما أنّ الطرف الفلسطيني لا يعرف من هو الذي سيقوم بمهة دايتون بعد إنهاء مهمته.
وقال مراسل الشئون العسكرية في الصحيفة، عاموس هارئيل، إنّ المنسق الأمريكي دايتون كان وما زال شخصية مقدّرة جداً من قبل صنّاع القرار في تل أبيب، مشيراً إلى أنّ الادراة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي يؤكدون على أنّه بفضل الجنرال دايتون تمت إعادة تأهيل القوات الأمنية الفلسطينية التي تدربت في المملكة الأردنية الهاشمية، تحت إشراف أمريكي، وتمكنت هذه القوات، بحسب المصادر الأمريكية والأوروبية، من فرض الأمن والنظام في الضفة الغربيةالمحتلة، كما أنّ الجنرال دايتون ساهم إلى حد كبير في تمكين القوات الفلسطينية من فرض سيطرتها على الأرض وصد القوى المتطرفة الإسلامية، على حد تعبير المصادر، التي أكدت على أنّ الإدارة الأمريكية صرفت خلال فترة دايتون على تأهيل وتدريب قوات الأمن الفلسطينية منذ شهر مايو من العام 2007 مبلغ 392 مليون دولار.
يشار إلى أنّ الجنرال دايتون وصل إلى المنطقة في شهر ديسمبر من العام 2005، قادماً من البنتاجون في واشنطن، حيث عمل نائباً لمدير قسم السياسة والتخطيط الإستراتيجي في هيئة الأركان. وقبل ذلك كان في العراق، مكلفاً بمهمة البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية.
وكان دايتون قد كشف عن حقيقة عمله في محاضرة ألقاها السنة الماضية في واشنطن حيث قال "إنّنا جميعاً في فريق التنسيق الأمني نتشاطر القناعة بأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو مصلحة وطنية لدولنا على التوالي، وبالتالي فإنّ المساعدة على حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني تصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة"، وأضاف "ان الروابط بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل غير قابلة للانفصام لا اليوم، ولا غداً وستبقى إلى الأبد".
وقال أيضاً "كانت الفكرة من تشكيل فريق التنسيق الأمني الأمريكي، خلق كيان أو جهاز ينسق بين مختلف المانحين الدوليين في إطار خطة عمل واحدة تنهي حالة تضارب الجهود، وتعبئ المزيد من الموارد وتهدئ من مخاوف الإسرائيليين حول طبيعة قدرات قوات الأمن الفلسطينية، وكان على فريق التنسيق ان يساعد السلطة الفلسطينية على تحديد الحجم الصحيح لقواتها وتقديم النصح لها فيما يتعلق بإعادة بنائها وتدريبها وتحسين قدراتها، لفرض حكم القانون وجعلهم مسئولين أمام قيادة الشعب الفلسطيني الذي يخدمونه".
وكشف دايتون النقاب عن أنّه غالباً ما يزور هو وفريقه الأردن ومصر، وحتى أنه سمح لهم بالتنسيق مع دول الخليج، على حد قوله.
وقال أيضاً إنّه "بعد أن عين محمود عباس، سلام فياض رئيساً لحكومة من التكنوقراط في يونيو 2007، انتقل مركز اهتمامه من غزة إلى الضفة الغربية، ومنذ ذلك الوقت سلكنا سمتا ثابتاً في دعمنا لحكومة سلام فياض المعتدلة في الضفة الغربية".
أمّا عن سبب اختيار الأردن للتدريبات فقال "الفلسطينيون أرادوا التدرب في المنطقة، لكنهم أرادوا الابتعاد عن العشيرة والعائلة والتأثيرات السياسية. الإسرائيليون يثقون بالأردنيين، والأردنيون متلهفون للمساعدة. تجهيزاتنا كلها غير خطرة وهي منسقة مع الفلسطينيين والإسرائيليين. تأكدوا من فهم هذا. نحن لا نقدم شيئاً للفلسطينيين ما لم يتم التنسيق بشأنه مع دولة إسرائيل وبموافقة إسرائيلية".
وقال دايتون أيضاً "في لقاءاتي مع القادة الفلسطينيين، في طولكرم ونابلس في الشمال والخليل وبيت لحم في الجنوب، تبين لي أن هناك ثقة عميقة في قدراتهم وفي تعليقاتهم الإيجابية حول التعاون مع الجيش الإسرائيلي في المنطقة. في بيت لحم، ولدهشتي أشار قائد المنطقة بفخر الى أنه هو والقائد الإسرائيلي قد عملا معاً حيث كان منع التجول مطبقاً منذ العام 2002، في الضفة الغربية، ولكنه لم يعد يطبق في بيت لحم وأنه سمح للفلسطينيين بإدارة نقاط التفتيش الخاصة بهم للسيطرة على أعمال التهريب".