هددت كوريا الشمالية اليوم الأربعاء، بإغلاق الوصول إلى مجمع صناعي عبر الحدود إذا استأنفت سيول بث دعايتها المناهضة لها، كما أوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية في إطار الأزمة الحادة الناجمة عن غرق بارجة كورية جنوبية الذي حملت بيونج يانج مسئوليته. ومن جهتها، دعت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية اليوم الأربعاء، كوريا الشمالية، إلى وقف استفزازاتها وتهديداتها، معتبرة أن العالم يجب أن يرد على غرق البارجة الكورية الجنوبية الذي خلص تحقيق دولي إلى مسئولية بيونج يانج عنه.
وأعلنت الصين اليوم الأربعاء، أنها لا تزال تقيم نتائج تحقيق المراقبين الدوليين الذي حمل الأسبوع الماضي كوريا الشمالية مسئولية غرق بارجة كورية جنوبية في مارس.
وقال تشانج تشيجوان نائب وزير الخارجية الصيني، "إنها مسألة معقدة وليس لدينا معلومات مباشرة حول هذا الموضوع"، وأضاف "حاليا ندرس بجدية وحذر النتائج ونقيم المعلومات الصادرة من كل الأطراف، وسندير هذه القضية بشكل موضوعي وعادل".
وحمل تقرير لفريق تحقيق دولي الأسبوع الماضي كوريا الشمالية مسئولية غرق البارجة الكورية الجنوبية شيونان، وهو الحادث الذي راح ضحيته 46 من بحارة كوريا الجنوبية.
وضع الاستعداد للقتال وكانت كوريا الشمالية أمس الثلاثاء، قررت قطع كل علاقاتها مع كوريا الجنوبية وهددتها بحرب شاملة إذا فرضت عليها عقوبات جديدة، في الوقت الذي وافقت فيه الصين من جانبها على التعاون مع الولاياتالمتحدة في مواجهة هذه الأزمة الكورية الجديدة.
واتهمت كوريا الشمالية أمس القوات البحرية الكورية الجنوبية بانتهاك مياهها الإقليمية، وهددت بالرد بعمل عسكرى. وقالت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء إن بيونج يانج اتهمت جارتها الجنوبية بانتهاك مياهها الإقليمية، فى الوقت الذى أصدر فيه الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج إيل أمرا إلى قواته المسلحة باتخاذ وضع الاستعداد القتالى.
ونقلت الوكالة عن مجموعة محلية لمراقبين لكوريا الشمالية قولها إن مصادرها هناك أبلغتها أن الأمر الذى أصدره كيم أذيع بواسطة مسؤول عسكرى كبير، مضيفة أن آيل أبلغ جيشه أنه قد يتعين عليه الذهاب إلى الحرب لكنه لن يفعل هذا إلا إذا بدأت كوريا الجنوبية بالهجوم.
على الصعيد نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن مناورات مشتركة مضادة للغواصات أعلنت عنها كوريا الجنوبية فى وقت سابق ستجرى «فى المستقبل القريب».
وتقول كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة إن كوريا الشمالية أغرقت السفينة باستخدام طوربيد.
ويستبعد غالبية المحللين اندلاع حرب فى شبه الجزيرة الكورية ويقولون إن أياً من الدولتين الجارتين لن تغامر بالدخول فى حرب، فجيش كوريا الشمالية لا يقوى على الوقوف أمام كوريا الجنوبية المتفوقة تكنولوجيا والقوات الأمريكية، أما بالنسبة للشطر الجنوبى فالصراع سيخيف المستثمرين ويجعلهم يفرون من البلاد.
من جهتها، حضت الصين جميع أطراف الأزمة الكورية، الناتجة عن غرق بارجة كورية جنوبية، على ضبط النفس مؤكدة أن «الحوار أفضل من المواجهة».
إجراء دولى ضد بيونج يانج وفى سياق متصل، حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الأربعاء على إتخاذ إجراء دولى موحد ضد كوريا الشمالية بعد ثبوت تورطها فى غرق السفينة الحربية الكورية الجنوبية. وقالت كلينتون فى سول إن تدمير بيونغ يانغ للبارجة (تشونان) فى 26 اذار/ مارس الماضى يمثل تصرفا استفزازيا غير مقبول من جانب كوريا الشمالية.
وأضافت بعد إجراء محادثات مع نظيرها الكورى الجنوبى يو ميونغ هوان إن المجتمع الدولى لديه مسئولية وواجب للرد على مثل هذه التصرفات.
وحملت سول بيونج يانج مسئولية غرق البارجة تشونان فى 26 مارس الماضى مما أسفر عن مقتل 46 بحارا. وانكرت بيونغ يانغ تلك الاتهامات على الرغم من الادلة التى أوضحت تورط طوربيد كورى شمالى فى حادث الغرق.
وقالت كوريا الجنوبية أنها تعتزم عرض قضية غرق السفينة أمام مجلس الأمن الدولى كما انها أوقفت الاثنين التجارة مع كوريا الشمالية فى حين أعلنت بيونغ يانغ فى وقت متأخر الثلاثاء أنها سوف تقطع كل العلاقات مع كوريا الجنوبية وهددت بشن هجوم على كوريا الجنوبية فى حال إتخاذ إجراءات عقابية أو عقوبات ضدها.
ومن ناحية أخرى أصدرت كوريا الشمالية أوامرها لثمانية مسئوليين كوريين جنوبين بمغادرة المجمع الصناعى المشترك فى المدينة الحدودية كايسونج. ويعمل نحو 800 كورى جنوبى فى المجمع حيث توظف الشركات الكورية الجنوبية أكثر من 42 ألف عامل كورى شمالى يعملون عل إدخال العملة الاجنبية للبلاد.
وحاولت كلينتون خلال زيارتها لبكين التى استغرقت يومين هذا الاسبوع إقناع القيادة الصينية مواصلة الجهود الدبلوماسية المشتركة ضد بيونغ يانغ. وبدت بكين الحليف الدبلوماسى الوحيد لكوريا الشمالية مترددة فى هذا الشأن.
وأعرب الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن دعمه الكامل لكوريا الجنوبية فى هذه الأزمة. ومن المقرر أن تجرى القوات الكورية الجنوبية والأمريكية مناورات بحرية مشتركة وتدريبات مضادة للغواصات.
ومازالت الكوريتان فعليا فى حالة حرب بعدما انهى وقف إطلاق النار وليس معاهدة سلام الحرب الكورية (1950 - 1953).