سجلت صحيفة "أيه بى سى" الإسبانية إدانتها لمنع الفيلم الإسباني "أجورا" من العرض في مصر، وأكدت أن المنع كان محاولة من أقباط مصر للحجر على أفكار الكتاب المسلمين، وذلك لعدم كتابة أعمال يدعون أنها مسيئة للمسيحية. وأشارت الصحيفة إلى تعرض الكاتب يوسف زيدان لأزمة مشابهة بعد عرضه لكتابه "عزازيل"، وقالت "زيدان معرض للسجن من ثلاث إلى خمس سنوات بسبب روايته "عزازيل" التي أثارت غضب الكثير من الأقباط في مصر واعتبروها إهانة، حيث تدور أحداثها حول الصراع بين الأديان الذي حدث في القرن الرابع قبل الميلاد".
وأضافت الصحيفة "ممدوح رمزي وهو محامي البابا شنودة هو أول الراغبين في فرض قيود على أعمال الكتاب المسلمين، حيث صرح لوكالة الأنباء الإسبانية "ايفى" بأنه طالب المدعى العام بالتحقيق مع زيدان بحجة أنه تدخل في شئون دين غير دينه وابتكر أشياء غير صحيحة في المسيحية".
وتساءل رمزى "لماذا تتم محاكمة مسيحي أهان مسلما بسرعة فائقة، وعند حدوث العكس لا يحدث هذا على الرغم من أن عدد المسيحيين في مصر 10% من 80 مليون مصري وغالبًا ما يشتكون من التمميز"، وفق زعمه.
وقال صحيفة "أيه بى سى": "كاتب "عزازيل" لا تروقه الكنيسة المصرية، حيث ترتبط في ذهنه بمقتل الرياضية الشهيرة هيباتيا ومصرعها الدامي على أيدى متعصبين مسيحيين بالإسكندرية في عام 415 ميلاديا وهذا المشهد الروائى المؤلم الذي جاء في رواية "عزازيل" دعا الصحافة الإيطالية للمقارنة بين فيلم أجورا الإسباني وهذه الرواية".
وأضافت "لقد اعتبر بعض النقاد أن الفيلم مقتبس من بعض فصول الرواية بينما قال زيدان إنه على الرغم من أن التاريخ على مدى 1500 عام يثبت أن هذا المشهد صحيح إلا أن الأقباط يرونه غير صحيح، حيث يعتقدون أن هيباتيا كانت ساحرة ولذلك هي قتلت".
وأضافت الصحيفة أن "عزازيل" التى سوف تترجم إلى 14 لغة بما فيها الإسبانية فتحت باب النقاش حول ما إذا كانت مصر قبطية قبل الإسلام أم لا".
وفي هذا السياق أعرب زيدان عن رفضه لهذا الزعم قائلاً "أنا لن أقبل بقول إن مصر كانت قبطية قبل دخول الإسلام، حيث إنها كانت لا تزال تشكل جزءًا من الإمبراطورية الرومانية، والجدل الذي أثير حول عزازيل ليس إلا نتيجة من ضغط الكنيسة على المسيحيين والتي نجحت أيضًا فى منع عرض الفيلم الإسباني الشهير أجورا في مصر".