نفى الدكتور خالد زيادة سفير لبنان في مصر أن تكون قد اتخذت إجراءات استثنائية لحماية السفارة اللبنانية، بعد مقتل الشاب المصري "محمد مسلم" في بلدة "كترمايا" في لبنان، والتمثيل بجثته، مؤكدا أنه لا داعي لاتخاذ مثل هذه الإجراءات، فيما أرسلت وزارة الخارجية المصرية تقريرا للنائب العام يتضمن تفاصيل الحادث. وأكد السفير خالد زيادة الاثنين (3-5)، أن الوضع طبيعي تماما في محيط السفارة، وإن الجهات الأمنية المصرية تقوم بما تراه مناسبا خصوصا أنها تؤمن الحماية الروتينية لجميع السفارات. وردا على سؤال حول ما إذا كان قد تم الاتصال مع الجهات الأمنية المصرية، قال السفير خالد زيادة إنها لا تعدو على كونها "اتصالات روتينتية وعادية"،مشيرا إلى أن الحادثة التى استنكرها كل المسئولين اللبنانيين لا يمكن أن تكون سببا لتعكير العلاقات بين البلدين، خصوصا وأن الشعبين المصري واللبنانى أشقاء، وأهاب بوسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والإلكترونية أن تتوخى الدقة في نقل الأخبار. كانت تقارير قد تحدثت عن طلب السفارة اللبنانية في القاهرة من السلطات المصرية تأمين حمايتها، بعدما تلقت تهديدات توعد بالانتقام لقتل مواطن مصري والتمثيل بجثته في بلدة لبنانية.
الاجراءات القانونية على صعيد آخر، أرسلت وزارة الخارجية المصرية تقريرا للمستشار عبدالمجيد محمود للنائب العام يتضمن تفاصيل مقتل الشاب المصري "محمد مسلم" والتمثيل بجثته. جاء ذلك ردا على المذكرة التي تقدم بها النائب العام للوزارة الاحد ويطلب فيه إفادته بتفاصيل الحادث، والاجراءات القانونية التي اتخذت من جانب السلطات اللبنانية، حتى يتسنى للنيابة العامة فى مصر النظر قانوناً فى مدى اختصاصها بالقضية للتدخل، حرصاً على حماية أرواح ومصالح المصريين المقيمين بالخارج. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الاثنين عن السفير حسام زكى المتحدث باسم وزارة الخارجية إن تقرير الوزارة تضمن خلفية عن واقعة حادث القتل الجماعي للأسرة اللبنانية المكونة من 4 أفراد، والتي قامت السلطات اللبنانية بالقبض على المواطن المذكور للإشتباه في إرتكابه لها في ضوء وجود أدلة جنائية تفيد بذلك. وأضاف المتحدث أن التقرير تضمن أيضا ما أفادت به السفارة حول ملابسات هجوم أهالي البلدة على المواطن المصري وقتله طعنا ثم التنكيل بجثته، وكذلك الإتصالات التي يجري إجراؤها مع السلطات اللبنانية في شأن تلك الوقائع. وقال زكي إنه لا يوجد ما يستدعى تضخيم الأمور، مؤكدا أن هذا الحادث يمثل -على بشاعته- حادثا فرديا، وينبغي التعامل معه في هذا الإطار، مشيرا إلى أن التكليفات الصادرة إلى السفارة في بيروت تقضي بالتنسيق مع السلطات اللبنانية لملاحقة مرتكبي جريمة القتل والتنكيل التي حدثت، واتخاذ الإجراءات القانونية وفقا للقانون اللبناني. كان إبراهيم النجار وزير العدل اللبناني قد اعلن ان الاجهزة القضائية في بلاده قد بدأت في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد 10 متهمين في قضية مقتل الشاب المصري والتمثيل بجثته. وقالت والدة القتيل المصرى محمد سليم مسلم إنها علمت بواقعة الاعتداء على ابنها وقتله عندما كانت موجودة فى مركز الشرطة فى بلدة شحيم جنوبى بيروت، نافية ما ذكر بأنها كانت موجودة بمنزلها ساعة الاعتداء عليه أو أن تكون قد حضرت أو شاهدت تفاصيل الواقعة كما ذكرت بعض وسائل الإعلام. وأضافت أن ابنتها اتصلت بها وأخبرتها أن ابنها قتل عندما شاهدت الواقعة عبر التليفزيونات التى أشارت إلى وقوع الجريمة، مشيرة إلى أنها التقت القتيل قبل ساعات هى وزوجها اللبنانى بمركز الشرطة قبل أن تقوم قوى الأمن باصطحابه إلى موقع الجريمة لاستكمال التحقيقات حيث لم تكن تعلم أنه سيتم اصطحابه إلى البلدة. وأشارت إلى أن القتيل كان يعمل مع زوجها اللبنانى منذ قدومه إلى لبنان فى ديسمبر الماضى "مساعد جزار" وهى الحرفة التى لم يكن يحترفها فى مصر، حيث كان يعمل فى صناعة الألمنيوم بحى الجمالية بالقاهرة. وأكدت أنه وصل عبر سوريا عن طريق بعض المهربين من منطقة (الهرمل) الذين طلبوا أموالا مقابل تسهيل دخوله إلى لبنان. وبدت الأم متماسكة على نحو مذهل على الرغم من بشاعة الجريمة التى ارتكبت، وذلك خلال لقائها مع وكالة أنباء الشرق الأوسط التي استمعت إلى إفادتها حول الجريمة حيث رفضت أن يتم تصويرها خوفا على حياتها وحياة أسرتها، كما أشارت إلى أنها غادرت بلدة (كترمايا) وتقيم حاليا مع ابنها من زوجها اللبنانى فى منطقة أخرى لخشيتها من التعرض للاعتداء من جانب أهالى البلدة. وقدمت والدة الشاب المصرى القتيل عرضا من وجهة نظرها حول الجريمة، مشيرة إلى أن ابنها كان يقيم معها بمنزلها ببلدة (كترمايا) منذ وصوله إلى لبنان حيث كانت تخشى أن يتعرض للتوقيف من جانب السلطات الأمنية، ومن ثم الترحيل نظرا لأنه كان يقيم بطريقة غير شرعية. وأوضحت أنه قبل وقوع الجريمة توجه القتيل (محمد سليم مسلم) لقص شعره ثم توجه إلى منزل شقيقته قبل أن يعود إلى منزل والدته الذى كان يقيم به، ولم يخرج منه إلى أن تم إلقاء القبض عليه، مشيرة إلى أنها ظنت أن قوى الأمن جاءت لإلقاء القبض عليه على خلفية اتهامه بارتكاب جريمة اغتصاب قاصر التى سبق أن ثبت عدم تورطه فيها. وأشارت إلى أن بلدة (كترمايا) شهدت حادثة مشابهة لتلك الحادثة، سبقت هذه الجريمة بأربع سنوات عندما قتل أحد الأشخاص كبار السن بنفس الكيفية وطعنت زوجته التى دخلت فى غيبوبة استمرت فترة طويلة. ونفت ما تردد حول واقعة اتهام ابنها باغتصاب إحدى الفتيات القاصرات فى البلدة، مشيرة إلى أن هذه الفتاة ثبت أنه تم الاعتداء عليها قبل قدومه إلى لبنان وهى لديها وثائق من الطب الشرعى تثبت ذلك. وقالت إن شقيقة هذه الفتاة الكبرى تم الاعتداء عليها من جانب والدها المحبوس حاليا بسبب هذه القضية، وأنها كانت ترغب فى تزويج ابنها لهذه الفتاة حتى يحصل على الإقامة الشرعية على الرغم من علمها بواقعة اغتصابها ويتم "سترها". وأشارت إلى أن هذه الفتاة استمعت قبل يومين من وقوع جريمة قتل الطفلتين وجديهما لمشادة بين الجد الذى قتل واثنين من الغرباء اللذين غادرا منزله دون أن تتبين الفتاة ملامحهما. وقد استمعت المحامية اللبنانية مارجو خطار لإفادة والدة القتيل، كما استمعت لإفادات عدد من إخوته غير الأشقاء الذين يحملون الجنسية اللبنانية، حيث أنجبت هذه السيدة ستة أولاد بينهم أربع بنات وولدان من زوجها اللبنانى يعمل أحدهم بالأمن العام فى لبنان، وكانت غادرت مصر منذ أكثر من 36 عاما لتتزوج وتقيم مع زوجها اللبنانى. وعلمت الوكالة أن بعض الفضائيات عرضت مبالغ مالية لاستضافة والدة القتيل حيث وصل عرض إحدى الفضائيات إلى عشرة آلاف دولار، كما عرضت تأجير ستوديو فى بيروت لاستضافتها.