حذر مسئول فلسطيني الأربعاء (21-4)، من مخطط صهيوني لإقامة قطار أنفاق يربط بين شطري مدينة القدس يمر أسفل المقدسات الإسلامية تشرف على تنفيذه شركة أمريكية. يأتى هذا فى ظل انشغال كل من مصر فى ملف مياه النيل، وسوريا ولبنان فى ملف التهديدات الصهيو أمريكية على خلفية مزاعم تسليح سوريا حزب الله اللبنانى بصواريخ "سكود" الباليستية. وقال حاتم عبد القادر مسئول ملف القدس في حركة فتح لإذاعة "صوت فلسطين"، إن النفق سيتم حفره بطول عدة كيلومترات يبدأ من بناية السبع في القدسالغربية وصولا إلى مفترق مقبرة "مأمن الله" صعودا إلى منطقة باب الخليل. وأضاف "النفق سيلتف حول الجدار الغربي والجنوبي لسور القدس ثم يتجه شرقا إلى ساحة البراق قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى، كما أن جزءً من النفق سيتم حفره أسفل المقبرة الأرمنية المقابلة لدير الأرمن باتجاه باب النبي داوود". وذكر عبد القادر أن شركة أمريكية تدعى "ماريشال إنجينيرنج" ستقوم بتنفيذ المشروع وأنها وصلت إلى مرحلة متقدمة بوضع التصميمات الهندسية بحفر النفق وتصميم عربات القطار الخفيف. كما حذر المسئول من خطورة هذا المشروع وتهديده لعروبة القدس ومن فرض وقائع جديدة على الأرض من خلال ربط شطري المدينة بشبكة قطار، بالإضافة إلى شبكة القطار الخفيف التي تربط شطري المدينة فوق الأرض والمقرر أن ينتهي العمل فيها أواخر هذا العام. وأضاف ختاما أن الهدف من هذا المشروع هو نقل أعداد كبيرة من الصهاينة من القدس إلى محيط المسجد الأقصى في القدس، وطالب في ذات الوقت بتحرك عربي وإسلامي عاجل للتصدي لهذا المشروع ومقاطعة الشركة الأمريكية.
عربدة الاحتلال ومن جهتها، حذرت رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني من خطورة شبكات مترو الأنفاق الصهيونية الجديدة أسفل القدس والمسجد الأقصى، داعية الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية إلى التحرك قبل فوات الأوان. وقالت الرئاسة في بيانٍ لها الأربعاء (21-4): "تتابع رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني بقلق بالغ الأنباء الخطيرة التي كشفت من خلالها قيادات فلسطينية عن شبكات مترو أنفاق أسفل أحياء القدسالشرقية، وهو ما يتوافق مع ما كشفت عنه الحركة الإسلامية في فلسطينالمحتلة عام 48 مؤخرًا من قيام سلطات الاحتلال بإنشاء قطار خفيف أسفل المسجد الأقصى في سلسلة أعمال ومخططات إنشائية من المقرر أن ينتهي العمل فيها نهاية العام الجاري". وأشارت رئاسة "التشريعي" إلى أن ذلك يتزامن مع أشكال العربدة التي تمارسها سلطات الاحتلال في أرض المدينة المقدسة وسمائها، والتي كانت آخر مظاهرها قيام المروحيات الصهيونية بممارسات استفزازية في أجواء المسجد الأقصى المبارك بهدف إرسال رسائل واضحة ومكشوفة حول مآل المدينة المقدسة ومصيرها. وحذرت من خطورة المشاريع الصهيونية الجديدة لإنشاء شبكات قطارات أسفل المسجد الأقصى وأحياء مدينة القدس، مؤكدة أن سلطات الاحتلال تحاول مسابقة الزمن بغية حسم تهويد المدينة المقدسة وتنفيذ مخططاتها الحاقدة إزاء المسجد الأقصى المبارك، وتسلك كل ما من شأنه إضعاف الهوية العربية الإسلامية في المدينة المقدسة.
مخططات صهيونية وأضاف البيان أن "تدشين شبكات أنفاق أسفل المسجد الأقصى وأحياء مدينة القدس يؤشر على مخططات صهيونية خطيرة ينوي الصهاينة تنفيذها خلال المرحلة المقبلة؛ إذ سيكون في إمكان الصهاينة نقل المئات بل الآلاف منهم خلال دقائق معدودات إلى محيط المسجد الأقصى المبارك"، مؤكدًا أن هذه الخطوة تستهدف فرض وقائع خطيرة إضافية على الأرض، والتعجيل باستهداف المسجد الأقصى وإضعاف الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة إلى أدنى درجة ممكنة. ودعت رئاسة "التشريعي" قوى الشعب الفلسطيني وشرائحه كافة إلى التداعي العاجل والاستنفار الفوري من أجل رسم خطة منهجية لمواجهة المخططات الصهيونية الجديدة وإنقاذ القدس والمسجد الأقصى، مؤكدة أن المساعدة في تحقيق المصالحة الوطنية والتوافق الفلسطيني الداخلي يشكِّل أول بنود خطة الإنقاذ المفترضة، وأن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد تضافرًا فلسطينيًّا غير مسبوق لإحباط أهداف المخططات الصهيونية قبل فوات الأوان. كما دعت جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد جلستَيْن طارئتَيْن لبحث التهديدات الصهيونية للقدس والمسجد الأقصى، والعمل على رفع القضية إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أن خطر التهويد والاستباحة الصهيوني للقدس والأقصى بات اليوم في أعلى مراحله، ودخل في مرحلة حاسمة؛ ما يستوجب استنفارًا تامًّا وتحركًا عاجلاً عربيًّا وإسلاميًّا على مختلف المستويات.
مسار تلمودى وعلى صعيد تهويد القدس، كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أن الاحتلال الصهيوني وأذرعه التنفيذية بدأ بتنفيذ مشروع تهويدي كبير لتحويل منطقة جنوب المسجد الأقصى المبارك وخاصة منطقة دار الإمارة الأموية إلى منطقة ومسار توراتي تلمودي مرتبط بالهيكل المزعوم. وأكدت "مؤسسة الأقصى" -في تقرير لها اليوم الأربعاء (21-4)، من خلال زياراتها ورصدها المتواصل، أن الاحتلال بدأ بمشروع كبير لتهويدٍ كاملٍ لمنطقة جنوب المسجد الأقصى، يرتبط بمشروع تهويدي لبلدة سلوان، وخاصة منقطة وادي حلوة. وقالت المؤسسة "إن الاحتلال شرع في أعمال إنشائية لتحويل هذه المنطقة إلى مسار تهويدي تحت مسمَّى (مسار المطاهر التوراتية) كجزء من مسارات تهويدية تشمل الأسوار الإسلامية التاريخية للبلدة القديمة بالقدس"، مضيفةً أن لفظ "المطاهر" هو لفظٌ ومسمًّى لموقع ديني يهودي يتمُّ من خلاله، حسب ادِّعائهم" التطهُّر قبل دخول الهيكل المزعوم. وأكدت "مؤسسة الأقصى" أنه قد سبق البدء فى هذا المشروع، أعمال حفريات صهيونية واسعة استمرَّت لأشهر شملت سرقة وطمس معالم أثرية إسلامية في المنطقة، وهو ما كشفت عنه "مؤسسة الأقصى" قبل أشهر ووثَّقته بالصور، تبعها إعلان أذرع في المؤسسة الصهيونية ادَّعت فيه أنه تمَّ الكشف عن آثار يهودية تعود إلى عهد الهيكل الأول المزعوم، وتبع هذا الإعلان مباشرةً الشروع بتنفيذ مخطط لتحويل منطقة جنوب المسجد الأقصى إلى مسار توراتي تهويدي، وهو ما حذَّرت منه المؤسسة مرارًا وتكرارًا.
أعمال تجهيزية وجاء في التقرير الموثَّق بالصور الفوتوغرافية أن "مؤسسة الأقصى" قامت برصد تحركات أذرع المؤسسة الصهيونية في منطقة جنوب المسجد الأقصى؛ حيث لوحظ قبل فترة بدء أعمال تجهيزية تمهيدية في طرف منطقة دار الإمارة الأموية من الجهة الجنوبيةالغربية، قريبًا من تقاطع مدخل وادي حلوة، شملت افتتاح مدخل جديد لهذه المنطقة وأعمال جرف وتجهيز طريق ترابي من "الكركار"، تبعه وضع أبنية مؤقتة ونصب خيام، وإدخال معدات حفر إليها، وتبعه بعد وقت قليل أعمال حفريات وتجهيزات وتغييرات في أحد المواقع الواقعة أسفل موقع الإمارة الأموية من ناحية المدرسة الختنية جنوبي محراب المسجد الأقصى، وتتصل هذه الأعمال بمنطقة بعض الآبار الواقعة في المنطقة والمتصلة مع آبار أخرى واقعة جنوب المسجد الأقصى، تصل إلى المسجد الأقصى القديم. وقالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" إن الاحتلال الصهيوني بدأ قبل أيام بأعمال إنشائية شملت نصب أخشاب، ومدّ حبال، كمقدمة لتحضير وتحديد مسارات سياحية في منطقة الإمارة الأموية الواقعة خلف الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، قريبًا من مبنى الجامع القبلي المسقوف والمصلى المرواني، وترتبط هذه المسارات مع درج بنته واستحدثته المؤسسة الصهيونية وافتتحه "إيهود براك" رئيس الحكومة الصهيونية آنذاك عام 1999م كمرفق من مرافق الهيكل المزعوم. وتابعت، أن الاحتلال الصهيوني نصب قبل أيام لافتةً ملونةً، وضع عليها صورةً ملونةً لجزء من المخطط التهويدي، تحت عنوان (مسار المطاهر - هعوفل - الحدائق الوطنية حول أسوار يروشالايم)، وأشارت اللافتة إلى القائمين على المشروع التهويدي وهم: ما يسمى ب"سلطة الآثار الصهيونية"، وما يسمى ب"سلطة الحدائق والطبيعة"، وما يسمَّى ب "شركة تطوير شرقي القدس"، و"بلدية الإحتلال في القدس"، وزارة السياحة الصهيونية. وبحسب معلومات متوفرة لدى "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" فإن الاحتلال الصهيوني يخطِّط لربط هذا المسار التوراتي التلمودي بأسطورة الهيكل المزعوم؛ حيث سبق البدء بهذا المشروع التهويدي قبل أشهر أعمال حفريات واسعة في المنطقة، تمَّ خلالها سرقة تراب وحجارة أثرية إسلامية تاريخية من المنطقة، تم إلقاء قسم منها في مزبلة مغتصبة "معاليه أدوميم"، وقسم آخر تمَّ وضعه في مخازن ما يسمَّى ب"سلطة الآثار الصهيونية".