- لن ينجح أى صاحب مشروع الا اذا عرف لغة عدوه ، وعمل بالقاعدة الذهبية " ان اخذوا منها رضوا " . - بعضهم يجرى أسرع نهشا من الذئب واكثر دهاءا من الثعلب وأعلى عواء من الكلب اذا رميت له عضمه بقلم : على القماش فى عام 1987 قام عاطف صدقى بتشكيل الوزارة ، وأختار فاروق حسنى وزيرا للثقافة ، وثار الادباء والمثقفين اذ ان الوزارة كان يتولاها عالم فاضل وهو الدكتور أحمد هيكل ، بينما المعلومات المتوافرة عن الذى جعله فأنجعل أنه كان سكرتيرا له فى فرنسا وايطاليا ، ولم يعرف له أحد نشاطا ثقافيا الا اذا كان النظام يعتبر ما قيل عنه خطة جديدة .. ولان كان من بين الموقعين على البيان برفض هذا الوزير قمم ثقافية وأدبية – بحق وحقيق – مثل عبد الرحمن الشرقاوى ود . نعمات أحمد فؤاد وغيرهم ، فقد ارتبك من اختاره الى درجة انه قال انه وضع اسمه رقم ( 5 ) ولكن القيادة السياسية اختارته ليتولى الموقع وحتى تهدأ الثورة ضد هذا الوزير- فاروق حسنى – واجه معارضيه بالاستحماء بالهانم ، وعلى الفور قام بتكوين جبهة ممن على استعداد ان يعقروا أى من يعارضه ، ولان لكل ثمن كلفه ، والاطماع لا تنتهى ومدد الميزانية لا يكفى ، فقد لجأ الى حيلة عبقرية لجلب الكنوز ، فألغى هيئة الآثار لتكون مجلسا تحت أمرته مباشرة ، وخصص النصيب الآكبر من دخل الاثار خاصة مع الانفتاح غير المحدود على المعارض الخارجية ، بتشكيل لجان من هؤلاء وكل بحسابه ، فاذا ارتكب كارثة هب هؤلاء ببيانات ومقالات تدافع عنه .. ولجأ هو الى تمثلية التنحى او تقديم استقالة ليكون استمراره مستندا الى حيثية ما يسمونه ارادة المثقفين ، وبهذا الاسلوب نجح فاروق حسنى فى منصبه ربع قرن ، وربما لو لم تأت ثورة يناير لظل فى موقعه الى ان يقضى الله أجل كل من يعارضه .. وبقاء ممن هم حوله والذى عرف قيمتهم فأطلق عليهم تعبيرا عبقريا وهو " الحظيرة " ليدخلها كل من يريد الكسب السريع والتمرغ فى النعم ولان شباب الثورة كان يرفض هذا السفه فثار على هذا الهزل ، ولكن لان أى خظيرة تمتلآ بالثعالب والحرباء أرتدى هؤلا " رواد الحظيرة " ثوب الثوار ، وقدموا أنفسهم على انهم عقول الوطن ، وظلوا فى مقدمة من يلتقون بكل قيادة وبهذا نجح هؤلاء فى استمرارهم واستمرار مكتسباتهم حتى لو تضورت البقرة الحلوب جوعا وثار الفقراء ، فهؤلاء هم الذين يتولون التعبير عنهم .. أى عن الفقراء !! وهكذا ظلوا مؤثرين فى اتخاذ القرار واختيار الوزير الذى يرضونه ، فاذا هدد مكتسباتهم طرحوا سمعته أرضا ، خاصة ان من يتحكم فى صفحات الصحف وميكرفونات الفضائيات من اتباعهم وربما هم بشحمهم ولحمهم ولم يختلف الوزراء الذين جاءوا بعد ثورة يناير عن الذى من قبل ، ما بين من أعطى لنفسه جائزة الدولة بنحو 400 مليون جنيه ، وبين من سفه أموال الدولة بحجة الترجمة والتنوير وتبين بتقارير الاجهزة انه نهب منظم للمال العام .. ولو كان لدى أحدهم مشروعا من قبل لكان نفع نفسه ، ولما انحدرت الثقافة نتاج 25 سنه الى حد السطحية والهزل بما لم يحدث فى أحط عصور الاضمحلال وحتى الذى اختلف عنهم وهو الوزير الاخوانى علاء عبد العزيز لم يقدم مشروعا ثقافيا ، بل حصر كل نشاطه على التحقيقم مع هؤلاء وما نهبوه ، وهى مهمة كان يمكن ان يقوم بها موظف رقابى اومستشار قانونى لديه ضمير ،و ليست المهمة الآولى ودون غيرها للوزير ، فحاربوه واعتصموا بمكتبه وسفهوه ليس لان لديهم مشروع ثقافى بل وفقا لمنطق المثل الشعبى يا واخد قوتى يا ناوى على موتى وبعد فاصل جديد من رواد الحظيرة اخرهم عصفور والذى نجح فى ان يعشش أكثر من مرة فى الوزارة بعنوان يتماشى مع معادة الاخوان ، الا انه مع استمرار الفشل الذريع ، جىء بوزير جديد وهو عبد الواحد النبوى ، ولانه لم يكن من قبل من رواد الحظيرة وشلة النهب ، ما ان تولى منصبه الى ان قام هؤلاء بالهب فيه والنبش فى سيرته ليتصيدوا له ، فقيل انه على علاقة بالازهر ، رغم ان عصفور وشلته طالبوا بالتواصل مع الآزهر ! ونجح ابتزازهم فى الغاء الرقابة تماما على افلام " البرنو " بدعوى انها تحمل ابداع ، وللاسف خضع الرجل بالاستجابة لقرار هدم قيم الشعب المصرى حفاظا على موقعه ، ورغم هذا ما ان بدأ بتغيير بعض انصارهم ففتكوا به حتى لو كان من أتى بهم لا ينتموا الى الاخوان ، اذ ان اى موقع وظيفى ولو كان هامشيا يخضع لمراجعة الآمن مرات ومرات فما الحال لو كان الموقع من القيادات ؟ وهكذا دخل النبوى عش الدبابير برجليه ، وضد من يملكون التأثير فى القرار ، ويمكنهم الحيلة باللجوء الى رجل خبرته فى الكبارى أكثر من خبرته فى الثقافة ليكون حكما بينهم وبالآصح لهم ، دون ان يتبين أحدا ان للوزير " مشروع ثقافى " من عدمه ليكون الفيصل المنطقى للابقاء عليه أو استبعاده واليوم أصبح عرش الوزير مهددا وسقف الحظيرة يعاد ترميمه .. ولن ينجح النبوى أو أى وزير يريد تغييرا الا اذا عرف لغة عدوه ، وعمل بالقاعدة الذهبية " ان اخذوا منها رضوا " .. فالبعض على استعداد ان يجرى أسرع نهشا من الذئب واكثر دهاءا من الثعلب وأعلى عواء من الكلب اذا رميت له عضمه وهذا هو حال الثقافة فى مصر