أكدت قيادة عمليات الجيش الألماني مقتل أربعة من جنودها وإصابة خمسة آخرين في أفغانستان. وقال متحدث باسم القيادة إن الجنود تعرضوا لهجوم بالصواريخ أثناء قيامهم بدورية الخميس (15-4)، شمالي أفغانستان. وكانت صحيفة "رور ناخريشتين" الالمانية والموقعان الالكترونيان لمجلتي "ديرشبيجل" و "فوكس" أفادت في وقت سابق بمقتل الجنود اثر تعرضهم لهجوم بقذيفة مضادة للدروع. وفي المقابل قال داد الله محسومي قائد شرطة إقليم باغلان القريب من اقليم قندز شمالي افغانستان لوكالة الانباء الالمانية أن لغما أرضيا انفجر في عربة مدرعة تابعة لقوات الاحتلال التي يقودها حلف شمال الاطلسي (الناتو) في افغانستان وتسبب في مقتل الجنود.
صدمة وغضب وفى برلين، أبدى نادي الجيش الألماني "صدمته وغضبه" لسقوط أربعة من الجنود الألمان الخميس في أفغانستان مطالبا برفع كفاءة تسليح القوات الألمانية العاملة هناك. وقال في بيان إنه بعد هذا الحادث يفترض أن لا يغلق الساسة ولا الرأي العام عينه عن الوضع الذي يعيش فيه الجنود الألمان منذ فترة طويلة في أفغانستان والذي يشبه حالة الحرب خاصة في إقليم "قندوز". وطالب نائب رئيس النادي فولفجانج شميتسلر بالإسراع في تسليح الجنود الألمان في أفغانستان بالأسلحة الضرورية، كما وعد وزير الحرب الألماني تسو جوتنبيرج . وأضاف شميتسلر "إن من المثير للألم أن لا نخطو هذه الخطوة المستعجلة إلا بعد أن نشهد موت وجرح زملاء آخرين بالجيش الألماني" . يذكر أن وزير الحرب الألماني كارل تيودور تسو جوتنبرج يزور أفغانستان حاليا. وبوفاة الجنود الأربعة ارتفع عدد قتلى الجنود الألمان في أفغانستان منذ عام 2002 إلى 43 قتيلا. وأشارت وزارة الحرب الألمانية أن هذه الزيارة تأتي بعد نحو أسبوعين على مقتل ثلاثة جنود ألمان في معارك مع حركة طالبان في ولاية قندوز شمال أفغانستان، ما أسفر أيضًا عن سقوط ثمانية جرحى. وواصل وزير الحرب الألماني كارل تيودور تسو جوتنبرج زيارته لأفغانستان حيث تفقد الخميس قوات بلاده المتمركزة في "فايزأباد" عاصمة إقليم "بدخشان" شمال شرقي البلاد. ويتمركز في فايزأباد نحو 400 جندي ألماني، بالإضافة إلى نحو15 شرطيا لتدريب أفراد الشرطة الأفغانية. الجدير بالذكر أن الأوضاع الأمنية في بداخشان أفضل بكثير من الأوضاع المتردية في إقليم قندز حيث تتمركز أعداد كبيرة من القوات الألمانية التي تتعرض لهجمات مستمرة أسفرت قبل أسبوعين عن مقتل ثلاثة جنود ألمان وإصابة ثمانية آخرين بجروح متفاوتة. وكان جوتنبرج قد تفقد في مستهل زيارته المفاجئة لافغانستان الأربعاء معسكري القوات الألمانية في قندز ومزار الشريف شمالي البلاد ، حيث أعلن عن تعزيز تسليح القوات الألمانية المتمركزة هناك وإرسال مدفعين من نوع "2000" لتعزيز الحماية للقوات الألمانية المتمركزة في الشمال.
مدرعات جديدة وأعلنت وزارة الحرب الألمانية أنها وقعت الخميس عقد شراء ستين عربة مدرعة من إنتاج سويسري.. وأكدت أن هذه العربات ستدخل الخدمة خلال العام المقبل. وأوضح متحدث باسم الوزارة أن هذه العربات ليست جزءً من نحو 150 إلى 200عربة مدرعة كان وزير الحرب "كارل تيودور تسو جوتنبرج" قد أصدر أوامر بتوفيرها لاستخدامها في العمليات خلال العام الجاري. وكان تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الصادرة الخميس قد ذكر أيضا أن الوزارة ستطلب من.. شركة أمريكية للتسليح .. شراء 90 عربة إضافية من نفس النوع للعام المقبل 2011 . وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن العربة المدرعة تتسع لخمسة أفراد وتوفر الحماية ضد الألغام الأرضية والأسلحة الخفيفة والقذائف المضادة للدروع ويمكنها الميل بنسبة 60 بالمئة وهي مزودة أيضا بنظام لضبط ضغط الهواء في الإطارات. ويأتي التعاقد الفوري على شراء العربات المدرعة كرد فعل سريع على تدهور الأوضاع الأمنية في شمال أفغانستان حيث فقدت القوات الألمانية التي تتمركز في هذه المنطقة قبل أسبوعين ثلاثة من جنودها في معارك مع مجاهدي طالبان. يذكر أن قوات الاحتلال الألمانية في أفغانستان تملك في الوقت الحالي 975 عربة مدرعة مختلفة الأنواع، ويعمل الجيش في الوقت الحالي على إحلال 600 مدرعة منها بأخرى جديدة للتعامل بشكل أفضل مع الألغام المزروعة على جانب الطرق وضد الهجمات التي تتعرض لها القوافل. وتشير التقديرات إلى أن تكاليف شراء ستين مدرعة مع التجهيزات الإضافية الخاصة بالتسليح والتشويش والاتصال ستصل إلى 5ر61 مليون يورو.
انسحاب أمريكى وعلى صعيدٍ آخر، أفاد استطلاع للرأي نشرته مجلة "شتيرن»" الأربعاء (14-4)، أن تأييد مهمة الجيش الألماني في أفغانستان بلغ أدنى مستوياته لدى الرأي العام الألماني. ووافق مجلس النواب الألماني في فبراير الماضي، على تمديد المهمة العسكرية سنة، وزيادة عناصر الكتيبة الألمانية 850 جندياً لرفع عددهم إلى 5300 جندي. ومن جهةٍ أخرى، أشارت صحيفة "تايمز" البريطانية إلى أن الولاياتالمتحدة بدأت تغير إستراتيجيتها في الحرب على أفغانستان وأنها بدأت سحب قواتها من مناطق في وادي "كورينجال" بشرق البلاد الذي بات يدعى "وادي الموت" بعد مقتل 42 من الجنود الأمريكيين وجرح المئات منهم هناك منذ عام 2005. وأضافت "تايمز" أن القوات الأمريكية أنشأت قاعدة عسكرية على بعد نحو عشرة كيلومترات شمالي الوادي في محاولة لمنع مجاهدي حركة طالبان من التسلل إلى المنطقة. ومضت الصحيفة إلى أن القوات الأمريكية في أفغانستان تخلت عن سبع قواعد كانت تتمركز فيها منذ أواخر العام الماضي على طول المناطق الشرقية الأفغانية القريبة من الحدود الباكستانية. وقالت إن الخطوات العسكرية الأمريكية في المنطقة أثارت غضب باكستان التي ترى فيها تراجعًا أمريكيًا إزاء مواصلة الضغط على قوات طالبان والفصائل المسلحة الأخرى هناك وبالتالي إلقاء العبء على الجانب الباكستاني.