تسود حالة من الخوف والرعب بين أهالى الأطفال المصابين والمحتجزين بمستشفيات بني سويف بسبب ما شهدتها المحافظة فى وفاة 4 أطفال من بين 36 طفلاً نتيجة تناولهم محلول الجفاف الفاسد، مما أدى لإصابتهم بارتفاع مفاجئ فى درجات الحرارة وإسهال وقيء وغثيان وفقدان للوعي بسبب تناولهم محلول جفاف في مستشفيات مراكز ببا وإهناسيا والواسطى. وقال الدكتور عمرو سليم، رئيس لجنة الصحة بحملة "مين بيحب مصر" لتطوير العشوائيات وسكان القبور فى تصريحات له, إن المأساة البشعة التى شهدتها محافظة بنى سويف فى وفاة 6 أطفال تعد من أبشع الكوارث التى تقوم بها وزارة الصحة فى حق المواطن المصرى والتي فشلت فيها وزارة الصحة فى توفير العلاج الآمن والرعاية كاملة بدون إهمال للمريض المصرى"، واستكمل سليم، قائلاً: "تأخرنا فى إصدار بيان الحملة لكى تتضح لنا الصورة كاملة, ونعزى أسرنا فى بنى سويف فى وفاة الأطفال". وتتضح صورة وفاة الأطفال الستة ببنى سويف أن محلول الجفاف الوريدي المستخدم حسب رواية البعض هو المسبب للوفاة فى حين أن هناك 16 محافظة قد قامت بصرف نفس التشغيلة ولم يحدث فيها ما حدث ببني سويف، مما يثير الشكوك حول طريقة تخزين محلول الجفاف فى مخازن مديرية الشئون الصحية ببنى سويف أو حدوث تسمم غذائي للأطفال بميكروب تسبب لهم فى الإسهال الشديد وألقى قبل وصولهم المستشفى, كما أنه بعد البحث داخل المستشفيات مراكز ببا وإهناسيا والواسطى تبين وجود نواب الأطفال فقط فى المستشفيات المذكورة ووجود 3 أخصائيين فقط تم استدعاؤهم من منازلهم أو عياداتهم الخاصة بعد وصول الحالات إلى المستشفى، مما يظهر التسيب داخل المستشفيات الحكومية وعدم حضور الأطباء الأخصائيين داخل المستشفى أثناء النوبوتجيات الدورية. وبعد ظهور النتائج الأولية أمس لتحليل محلول الجفاف بسلامة التشغيلة يصبح المحلول بريئا من وفاة الأطفال ويتبقى لنا أن الطريقة المثلى للأطباء للتعامل مع هذه الحالات والتفاعلات الدوائية بين المحلول والأدوية المصاحبة لها قد تكون السبب فى وفاة الأطفال. والجدير بالذكر أن هناك تفاعلات دوائية بين البوتاسيوم وبين السيفاتريكسون صوديوم "وهو مضاد حيوي يعطى فى حالات النزلات المعوية" يؤدى إلى فشل كلوي وتشنجات أو قد تكون هناك تسمم غذائي لهؤلاء الأطفال أو استخدام لم يكن أمثل للجرعات مع هؤلاء الأطفال، وكلاهما إهمال أدى إلى وفاة، موضحًا أن وزارة الصحة لم تهتم بالتقييم المهني لأداء الأطباء المشرفين على العلاج واستخدامهم البرتوكول العلاجي المتبع لهذه الحالات من عدمه. ومن جانبه، طالب سليم بإنشاء قسم بوزارة الصحة تحت مسمى "قسم المسئولية المهنية" والتى تهتم بتطبيق أقصى درجات الرعاية الصحية للمرضى فى المستشفيات ومراقبة عمل الأطباء تحت أسس بروتوكولات العالمية ودراسة ومعدلات الوفيات ومحاسبة كل المتسببين فى الوفاة حتى لا ننتظر حدوث وفيات لنبحث عن السبب ونحاسب المسئول, ونقلل من معدلات الوفيات بالمستشفيات. واستكمل سليم أن الصحة فى مصر تقوم على أساس السبوبة حيث إن الوزارة لا تعطى مرتبات قيمة للأطباء وهم لا يقومون بكامل أعمالهم بالوزارة، وهذا ما أدى إلى وجود مشاكل بين الأطباء وحدوث خلل بالوزارة لأن مبدأ السبوبة هو رقم واحد وليس مبدأ المواطن المصري البسيط. وأشار إلى أن المستفيد الوحيد من تدهور هذه المنظومة هم الأطباء القدامى والأخصائيون وأساتذة الجامعات أصحاب العيادات والمستشفيات الخاصة، فليس عليهم أى محاسبة مهنية داخل المنظومة الصحية وفى نفس الوقت يتمتعون بعيشة رغداء داخل عياداتهم الخاصة. وأوضح سليم, أن هناك استراتيجية غريبة فى مصر باستحواذ المستشفيات الخاصة والعيادات على النسبة أكبر بها وهى 45% من المنظومة العلاجية داخل مصر شاملة "مستشفيات الجيش والشرطة والطيران والسكة الحديد ومستشفيات الخصوبة والإنجاب" وهى نسبة كبيرة، موضحًا أن السعودية وهى البلد العربية الشقيقة تستحوذ المستشفيات الخاصة فيها على نسبة 8% من المنظومة العلاجية . وانتقد المسئول الأول بالحملة, تواجد شركة واحدة وهى شركة المتحدون والتي تستحوذ على 65% من سوق المحاليل المعقمة (جلوكوز, محلول ملح, رينجر)، مما يهدد نقص تلك المحاليل فى الفترة القادمة مما يهدد بكارثة كبيرة فى كل مصر بعد غلق المصنع بسبب تلك القضية. وطالب سليم بإنشاء هيئة عليا للدواء والغذاء فى أسرع وقت "والتى وعد وزير الصحة بها من قبل" وأن تكون تحت إشراف رئيس الوزراء بعيدًا عن وزارة الصحة حتى تستطيع هذه الهيئة العمل بدون ضغوط, وأن تتكون من أساتذة الجامعات من كليات الصيدلة قسم التصنيع الدوائي والصيدلانيات ويبرز دورها في منح تراخيص الدواء بمبدأ الفاعلية واحتياج السوق بدلاً من مبدأ التواجد بالسوق والرقابة المشددة للسوق الدوائي المصرى. ومن ناحية أخرى، طالب مدحت محيي الدين، رئيس لجنة الاتصال بالحملة, بضرورة إقالة وزير الصحة والذى تسبب فى حرق قلوب آباء وأمهات بنى سويف على أطفالهم بسبب الإهمال. وتساءل أين كانت وزارة الصحة وقت تصنيع هذا المحلول؟ لماذا لم يتم عمل اختبارات وتحاليل لهذا العقار قبل إعطائه للأطفال فى الوقت الذي شغل رئيس الوزراء إبراهيم محلب نفسه بزيارة معهد القلب ومستشفيات إمبابة للتأكد من مواعيد حضور وانصراف العاملين، فى نفس التوقيت توفي الأطفال بمستشفى بنى سويف وهذا يراجع إلى وجود تقصير من الوزير. واستغرب مما يحدث فى هذا البلد لو كنا فى بلد من البلاد المتقدمة التى تحترم آدمية شعبها لكانت تمت إقالة وزير الصحة وتقديمه للمحاكمة فورًا، من الذي سيقتص لهؤلاء الأطفال الأبرياء إلى متى سيظل الإهمال والفساد هو سيد الموقف ذنب هؤلاء الأطفال فى رقبة عادل العدوى وزير الصحة. ومن جهتها، أصدرت رابطة مرضى السرطان والأمراض المزمنة، بيانًا تطالب بكشف الإهمال والفساد اللذين تسببا في إزهاق أرواح 4 أطفال ببني سويف، وطالبت الرابطة رئيس الجمهورية بإقالة وزير الصحة، ووكيل وزارة الصحة ببني سويف.