زدادت التكهنات والتوقعات في مدينة رام اللهالفلسطينية بشأن ما أثير عن قرب تقديم الرئيس الفلسطيني صاحب ال80 عاماً محمود عباس أبو مازن استقالته، لتفتح الباب أمام خيار قد تتغير بموجبه خريطة فلسطين في الأيام القادمة.. "من سيخلف عباس"؟ ففي الوقت الذي نشرت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ أيام قرب استقالة الرئيس عباس من منصبه كرئيس للسلطة الفلسطينية بسبب الجمود السياسي وما وصلت إليه الأمور من انغلاق الأفق على أكثر من صعيد، روجت أيضاً الخيارات المتاحة للتغيير على مستوى القيادة الفلسطينية ومن يمكن أن يتولى منصب الرئيس إذا صحت تلك الأنباء. حاشية عباس وكانت القناة العبرية الأولى قالت إن أيام الرئيس محمود عباس باتت معدودة وأن حاشيته تعتقد بنيته الاستقالة خلال شهرين، الأمر الذي نفاه قيادات من الحركة. وأوضحت القناة، أن أبو مازن جاد هذه المرة في ترك منصبه بعد مسيرة طويلة من العمل السياسي ومع إكماله عامه الثمانين. صائب عريقات الرجل صاحب ال80 عاما والذي تولى السلطة الفلسطينة قبل 10 سنوات، بدأت حالة من التذمر تضرب قيادات حركته، بحسب مراقبين. وذهبت بعض التقارير، أن محمد دحلان وصائب عريقات ومصطفى البرغوثي ومحمد فرج مدير المخابرات ومروان البرغوثي أبرز المتوقعين لخلافة أبو مازن. المراقبون أوضحوا في تصريحاتهم ل"مصر العربية" أن اختيار الرئيس الفلسطيني يأتي حسب التوازنات السياسية الإسرائيلية والأمريكية، مضيفين أن عباس استنفذ أغراضه التي أتى من أجلها، وبالتالي هذا حال الرؤساء الفلسطينيين، مشيرين إلى أنه يصعب تحديد خليفة أبومازن الآن. قرار إسرائيلي المفكر السياسي الفلسطيني عبد القادر يس قال إن النظام السياسي العربي ظل لسنوات طويلة يقوم بدور المحدد الرئيسي لمصالح القيادة الفلسطينية، إلا أنه منذ أن دنف الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفاترام الله في 4 يوليو 1994، أصبح اختيار الرئيس الفلسطيني خاضع للتوازنات السياسية الأمريكية والإسرائيلية. وأوضح المفكر الفلسطيني أن الرئيس عرفات حينما خرج عن النص قتلته إسرائيل، وها هو الأمر يتكرر مع محمود عباس الذي استنفذ أغراضه التي أتى من أجلها، وبالتالي هكذا يتعامل الكيان والأمريكان مع رؤساء فلسطين. وتابع: أبو مازن أوصل القضية الفلسطينية إلى الحضيض، ومن ثم يصعب على خليفته أن يفعل شيئاً مهما كان اسمه. وأشار إلى أن الخلافات التي وقعت منذ فترة بين عباس وياسر عبد ربه، والذي أقاله الأول من منصبة كأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأتى ب" صائب عريقات" مكانه كشفت المستور، وأوضحت أن المنظمة تُديرها "عصابة" بقيادة عباس ورفاقة، وأن هناك تذمر ا بدأ يضرب قياداته. مروان البرغوثي بدوره قال المحلل السياسي، طلال عوكل إن هذه الأنباء صدرت من وسائل إعلام إسرائيلية ولا تستند على مصادر معلوماتية، وإنما أقرب إلى الشائعات، على حد قوله. وبحسب عوكل، فإن موضوع استقالة عباس مطروح على الطاولة منذ فترة قصيرة، مستدركاً: لكن متى يمكن أن يتخلى الرئيس عن مسؤولياته وكيف ولمن؟ هذا غير معلوم". وأوضح ن عباس فقد الثقة بإمكانية تحقيق السلام واستئناف المفاوضات، بالإضافة إلى عدم وجود انتخابات ومصالحة مع حركة حماس، لافتاً إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى ترتيبات واسعة ليس فقط في حركة فتح وإنما ترتيبات على مستوى أوسع. وأضاف: موقع الرئاسة الفلسطينية ليس موضوعاً فلسطينيا 100%، بل هو موضوع يتداخل مع دول أوربية وأمريكية وعربية"، وفقاً ل"شمس نيوز. جيل جديد وتابع: الرئيس ليس موضوعا محسوما كما كان أيام ياسر عرفات بعد أن خلفه محمود عباس، وهو ما تبقى من الجيل القديم، وهو عملياً كان نائب أبو عمار آنذاك، ، ولكن الآن ليس هناك أي شخصية محسومة، ومن الصعب الحسم خلال شهرين". وكانت مصادر عبرية كشفت أيضاً عن أسماء شخصيات مرشحة لخلافة عباس في منصبه، وهم: صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، ومحمد دحلان القيادي المفصول من فتح، وماجد فرج مدير جهاز المخابرات في الضفة. محمد دحلان وفي تطور ملحوظ يعزز نسب مشاركة محمد دحلان في خلافة أبو مازن، كانت محكمة استئناف فلسطينية قضت باستمرار تمتع محمد دحلان المسؤول السابق بحركة فتح بالحصانة البرلمانية، وبالتالي يزيد هذا من احتمالات أن يعود دحلان الذي تم فصله من الحركة عام 2011 ويعيش حاليا بالخليج إلى رام الله لدحض الاتهامات في خطوة ستعزز مسوغاته بوصفه المنافس الرئيسي لعباس. في السياق، قال جرانت رملي خبير الشؤون الفلسطينية بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن العاصمة "لا أتوقع إجراء انتخابات في أي وقت قريب لكنني أتوقع مكيدة ما في مؤتمر فتح في نوفمبر." وأضاف: "اختيار عريقات ليكون أمين السر القادم لمنظمة التحرير الفلسطينية قد يكون تلميحا بأنه سيعين نائبا للرئيس" مشيراً إلى أن نجاح القيادة الفلسطينية يتوقف في نهاية المطاف على قدرتها على التفاوض مع إسرائيل. لكن مصادر فلسطينية تقول إن عريقات لا يصلح لخلافة عباس معللة ذلك بأنه ليس متعمقا بالدرجة الكافية في شؤون حركة فتح والقضايا الأمنية. وقد يعينه عباس في منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بينما يتصارع آخرون على منصب الرئيس. استطلاع رأي في غضون ذلك، كشف استطلاع أجراه مركز فلسطيني، أن مروان البرغوثي هو الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية في حال لم يترشح عباس.
وكشفت النتائج أن الرئيس عباس حصل على 38% مقابل 21% لخالد مشعل في حال إجراء سباق رئاسي مفترض بين الاثنين. ومن ناحية جغرافية سيحصل محمود عباس في قطاع غزة على 42%، بينما في الضفة يحصل على 36%. أما خالد مشعل فيحصل في غزة على 23% بينما في الضفة يحصل على 20%. وينطبق نفس السيناريو على أي انتخابات بين عباس وهنية. وفي سباق ثنائي بين مروان البرغوثي وإسماعيل هنية كشف الاستطلاع الذي أجراه معهد العالم العربي للبحوث والتنمية والذي "أوراد" أنه من بين 10 حتى 14 يوليو ، أن البرغوثي يحصل على 46% مقابل 20% لهنية، و34% لا يعرفون أو لن يصوتوا. وجغرافيا، يحصل مروان في قطاع غزة على 54%، بينما يحصل في الضفة على 42%. أما هنية فيحصل في غزة على 22%، بينما يحصل في الضفة على 19%. وفي سباق بين ست شخصيات، وفي حال اصرار الرئيس محمود عباس على عدم الترشح، يحصل مروان البرغوثي على أعلى شعبية (42%) ويتبعه خالد مشعل بحصوله على 18%، ويتبع ذلك سلام فياض بحصوله على 5% ومصطفى البرغوثي واحمد سعدات على 3% لكل منهما ويحصل رمضان شلح على 2%، وصرح حوالي من ثلث المستطلعين (28%) بأنهم لا يعرفون لمن سيصوتون أو لن يصوتوا. وكان الدكتور صائب عريقات القائم بأعمال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كبير المفاوضين الفلسطينيين نفى ما تداولته تقارير إعلامية إسرائيلية حول عزم الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" تقديم استقالته في سبتمبر المقبل. وأوضح عريقات في تصريحات صحفية: "هذا كلام تعودنا عليه من الصحف الإسرائيلية بشكل يومي بهدف الإساءة للسلطة الفلسطينية".