هدد الرئيس الأفغاني حامد كرازي بالانضمام إلى المقاومة مع حركة طالبان، إذا لم يدعم البرلمان القانون الجديد للانتخابات، ومن بين بنوده حق الرئيس في تعيين لجنة الشكاوى والطعون. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن كرزاي قوله أثناء لقائه مع 70 برلمانيًا أفغانيًا: إن "تمرد طالبان سيتحول إلى مقاومة" إذا لم تتخل الولاياتالمتحدة وحلفاؤها عن إملاء ما يجب على الحكومة فعله. وحذر كرزاي واشنطن من أن المقاومة المسلحة للحركة "قد تصبح شرعية" إذا تواصل التدخل الغربي في تسيير حكومته، وقال إنه سيكون مجبرًا على الالتحاق بال"مقاومة" بنفسه، على حد زعمه. يذكر أن الغرب يدعم حكومة كرزاي بمليارات الدولارات ونحو 126 ألف من جنود الاحتلال. وكان الرئيس الأميركي أثناء زيارته الخاطفة والمفاجئة إلى أفغانستان الأسبوع الماضي قد طالب لدى لقائه كرزاي بالعمل أكثر على محاربة الفساد وتجارة المخدارت. وفي السياق، وجّه زعماء القبائل في مدينة قندهار الأفغانية انتقادات لكرزاي، الموالي للاحتلال بسبب أدائه في قضايا تتعلق بالأمن والفساد، واتهمه الشيوخ العشائريون بعدم مكافحة الارتشاء والمحسوبية. وكان محللون سياسيون قد رأوا أن الحكومة الخاصة بكرزاي وإن كانت تتماشى مع مطالب الغرب بتعيين تكنوقراط يستطيعون معالجة مشكلة الفساد إلا أن حجمها الضخم سيكون بلا شك عاملاً على عرقلة جهود مكافحة الكسب غير المشروع المزمن وهو الأمر الذي يغضب الدول الغربية بشدة لأنها تضخ مليارات الدولارات لأفغانستان لدعم كرزاي. يشار إلى أن أحمد والي كرزاي الشقيق الأصغر لحامد كرزاي، وهو مسئول رفيع في قندهار، ومصدر دعم كبير بالجنوب، تلاحقه اتهامات بأنه من كبار تجار المخدرات.
القرار النهائي للغرب وعلى صعيدٍ آخر، فند أحد نواب البرلمان الأفغاني مزاعم وتهديدات كرزاي بالانضمام لطالبان قائلاً: إن "السبب الرئيس بأن طالبان وغيرها من الجماعات المسلحة التي تقاتل الحكومة هو أنها ترى أن القرار النهائي في كل شيء يعود للغرب"؛ فإذا كان سبب قتال طالبان للاحتلال هو انصياع كرزاي لأوامره، فكيف ينضم كرزاي لطالبان بعد ذلك. وقد أثار رفض البرلمان الأفغاني الأربعاء الماضي قانون الانتخابات الجديد -الذي عرضته الحكومة- غضب الرئيس الأفغاني، الذي اتهم أطرافًا في البرلمان بالعمل لحساب جهات أجنبية. وقال أمام أعضاء اللجنة الانتخابية المستقلة الأفغانية: إن "عمليات تزوير مكثفة شابت الانتخابات الرئاسية والمحلية، ولم يرتكبها أفغان بل أجانب". وأشار كرزاي تحديدًا إلى مكتب مساعد ممثل الأممالمتحدة بيتر جالبرايث وكذلك فيليب موريون الجنرال الفرنسي الذي كان يقود بعثة مراقبي الاممالمتحدة في الاقتراع. وفي المقابل، رأت واشنطن أن تلك الانتقادات التي وجهها كرزاي مقلقة وطلبت منه توضيحات، وذلك على لسان الناطق باسم الرئيس باراك أوباما روبرت جيبس. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن السفير الأمريكي في أفغانستان التقى الرئيس الأفغاني وطلب منه توضيحات بشأن انتقاداته. وبحسب وكالة فرانس برس قد قدم الرئيس الأفغاني الداعم للاحتلال هذا التوضيح عندما اتصل هاتفيًا بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينون. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي: "الرئيس كرزاي جدد التأكيد على التزامه بالشراكة التي تربط بلدينا وجدد القول إنه ممتن كثيرًا لمساهمات وتضحيات الأسرة الدولية"، وفق زعمه.