أزمة جديدة يشهدها الوسط الرياضي، بسبب إبداء رأي معارض للنظام الحاكم وينتقد أداء عبدالفتاح السيسي، تنتهي إما بوقف اللاعب أو تغريمه، أو التحفظ على أمواله، وقد تصل هذه العقوبات إلى حد الاعتقال في أحيان أخرى. الأزمة اشتعلت هذه المرة بسبب تدوينة لاعب الزمالك السابق أحمد الميرغني، والتي تسببت في قيام نادى وادى دجلة بوقف اللاعب وشن هجومًا شرسًا من قبل مشاهير الوسط الرياضي، حتى وصل الأمر إلى السب والقذف على الهواء ومعايرته بلون بشرته السمراء. وأكد مراقبون أن النظام تحول من مرحلة الخوف من الفضائيات المعارضة والبرامج الساخرة، لمرحلة الخوف من لاعبي كرة القدم المعارضين له، مثل محمد أبو تريكة وأحمد عبدالظاهر وغيرهم كثير، تعرضوا لحملات ممنهجة لإبعادهم من الوسط الرياضى أو فرض حصار مشدد عليهم يتضمن الكثير من الوعيد المبطن حال الخروج عن النص. وكان الميرغني قد هاجم، في تديونة له عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، عبدالفتاح السيسي، قائلا:" قولت للناس انزلوا فوضوني علشان أحارب الإرهاب.. الناس نزلت وملت الشوارع رغم أن المفروض إن ده شغلكم ومش محتاج تفويض علشان تشوف شغلك، بس ماشي هنعديها ومن ساعتها والكل بيموت مدنيين وجيش وشرطة، وانت فين من كل ده !! كل اللي بنخدوا منك كلام". وتابع هجومه: "إنت فاشل ومسؤول عن كل نقطة دم في البلد دي وصحيح الرجالة اللي بتموت في سينا دي هتعمل حداد عليهم وتلغي المسلسلات ولا دول مش زي النائب العام؟". واتخذ نادي وادي دجلة، بعد هذه التدوينة، قرارًا بإيقاف اللاعب 4 مباريات لتحدثه فى السياسة، محملا اللاعب وبعض مروجى الشائعات المسؤولية، فيما تعرض له من تطاول المدافعين عن اللاعب على النادى، ظناً منهم أن النادى قد ألغى عقد لاعبه، لهجوم على أداء السيسي، بحسب بيان النادي الذي صدر اليوم الأحد لنفى ما تردد عن فسخ عقد الميرغني. ولم يشفع ل"الميرغني" تأييده لأحداث 3 يوليو، وتفويضه ل"عبدالفتاح السيسي" لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، حيث سب جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي، حينئذ، بأبشع الألفاظ، محرضا على قتلهم وابادتهم. عنصرية مرتضي وكان رئيس نادي الزمالك المثير للجدل مرتضى منصور، اليد الطولى في النيران التي وجهت ل"الميرغني"، حيث سبه بأبشع الألفاظ والتي وصلت إلى معايرته بلون بشرته السمراء، ونعته ب"البواب" وهو ما تسبب في غضب أهل النوبة. وقال منصور -في مداخلة له في برنامج "العاشرة مساء" الذي يقدمه وائل الابراشي-:" "دا عيل مطرود من النادي بسبب مشكلة أخلاقية، مين دا يا وائل؟، دا ولد خدام وبواب وجزمة وقليل الأدب". واتهم اللاعب بالعمالة والخيانة، مطالبا وائل الإبراشي بضرب اللاعب وطرده من الاستديو. ورد "الميرغني": "مرتضى منصور بيقول إني طُردت من الزمالك مع إن فيه فيديو شهير له يقول لكابتن حسام حسن: (إزاي تمشي أحمد الميرغني من الزمالك؟)". وأضاف: "هو بيقول كدة عشان يقلل من قدري.. وأنا عارف قدري كويس.. هو فاكر إنه لما يزعقلي أو يشتمني إن أنا كده هخاف"، وتابع: "حاجة تشرفني اللعب للزمالك، ومش عيب إني تركت نادي الزمالك، لكن الناس تعرف كويس مين هو قليل الأدب". غضب أهل النوبة وعقب سب مرتضى منصور ل" الميرغني"، أصدر النادي النوبي العام بالإسكندرية -بيانا رسميا- أدان فيه الهجوم، مشددا: "نستنكر ما تلفظ به مرتضى منصور تجاه ابننا أحمد الميرغني، ابن قرية قسطل النوبية، وما تحمله ألفاظه من عنصرية شديدة لمكون أساسي وأصلي في نسيج الأمة المصرية، تحمل جيناته تاريخ هذه الأمة". وتابع البيان: "وعليه.. فإننا نقدم الدعم اللامحدود لابننا الميرغني، وكافة السادة المحامين النوبيين الذين اتخذوا الطرق القانونية المشروعة للرد على هذه الإهانات، ونؤكد على التضامن الكامل معهم". وصلة ردح وشارك لاعب كرة القدم السابق مجدي عبدالغني في الهجوم على الميرغني، حيث وصفه بأنه "مش فاهم أي حاجة في أي حاجة"، مشيرا إلى أنه لم يحترم السيسي ولا يفهم شيء في السياسة. وأضاف عبد الغني -خلال مداخلة مع الإعلامي وائل الإبراشى ببرنامج "العاشرة مساءً"-: "الميرغني عمره 27 سنة، وبعد 25 يناير حدث اختلاط في المفاهيم، ومعظم الشباب الصغير مترباش"، متابعا: "الميرغني يفهم إيه في السياسة، هو مش فاهم أي حاجة في أي حاجة". أما أحمد شوبير، فقد رفع شعار "لا سياسة في الرياضة ولا رياضة في السياسة"، ورغم ذلك أيد ما تداولته وسائل الإعلام عن قرار نادي وادي دجلة بفسخ عقده مع الميرغني، مستشهدا بواقعة جماهير فريق برشلونة عندما رفعت لافتة سياسية فى إحدى المباريات، وما زال هناك تحقيق جار فى تلك الواقعة، وذلك رغم أن اللاعب المعاقب لم يصرح برأيه في الملاعب وإنما على صفحته الشخصية. وقال شوبير، الذي كان عضوا بمجلس الشعب عن الحزب الوطني قبل الثورة:" ممنوع الخلط بين السياسة والرياضة". مطاريد السيسي ولم يكن الميرغني الضحية الأولى لآراء المخالفة والمعارضة للسلطات الحالية في الوسط الرياضي، حيث شهدت الملاعب المصرية العديد من الحالات المماثلة التي أعلن فيها اللاعبون معارضتهم للنظام الحالي، وبعضهم قام برفع علامة رابعة إعلانا عن معارضتهم للمذبحة التي تعرض لها مؤيدو مرسي. ومن أبرز هؤلاء الرياضيين: اللاعب محمد يوسف رمضان، بطل مصر والعالم في الكونغ فو، والذي حولته معارضته للسلطات الحالية إلى معتقل وذلك بسبب ارتدائه "تي شيرت" عليها علامة رابعة بعد فوزه في المباراة النهائية بدورة الألعاب القتالية لمنافسات الكونغ فو، التي أقيمت بمدينة سان بطرسبرج الروسية في أكتوبر 2013، وتوج خلالها بلقب بطل مصر والعالم لمنافسات الساندا لوزن 90 كيلوجرامًا. ومحمد يوسف كما قام هشام عبدالحميد، لاعب الكونغ فو، برفع شارة رابعة بعد تأهله إلى دور الثمانية لبطولة العالم؛ اعتراضا على قيام الاتحاد المصرى للعبة بإيقاف اللاعب محمد يوسف في نفس الشهر. وهشام قامت اللاعبة راندا طارق، بطلة الكونغ فو - للمرة الثالثة في أقل من شهر - برفع إشارة "رابعة العدوية، وذلك أثناء تتويجها بالميدالية الذهبية في بطولة منطقة القاهرة تحت 18 سنة. ومن أشهر الحوادث التي شهدتها ملاعب الدائرة المستديرة، قيام أحمد عبدالظاهر، لاعب النادي الأهلي، برفع إشارة رابعة العدوية بعد أن أحرز الهدف الثاني للنادي في المباراة النهائية لكأس أفريقيا أمام أورلاندو الجنوب أفريقي. وعاقب النادي عبدالظاهر بإيقافه عن اللاعب وتمثيل مصر وعرضه للبيع. وقال اللاعب معلقا على هذه الواقعة:" تصرفي لم يكن وليد الصدفة، ولا يستطيع أحد معاقبتي، لقد عبرت عن رأيي بصراحة تضامناً مع الشهداء الذين سقطوا في عملية فض رابعة الدموية". وعبدالظاهر كما عاقب النادي نفسه اللاعب المشهور محمد أبو تريكة، بتغريمه 50 ألف جنيه، بسبب عدم رفضه تسلم جائزته من طاهر أبو زيد، وزير الرياضة السابق وأول وزير بعد أحد 3 يوليو، عقب إحراز الأهلي بطولة دوري أبطال أفريقيا على حساب فريق أورلاندو الجنوب أفريقي، حيث اكتفى بالتقاط بعض الصور التذكارية مع اللاعبين. واستمرت اضهطاد النظام الحالي للاعب المعتزل، حيث قام بالتحفظ على أمواله في إحدى الشركات السياحية، بداعي انتمائه لجماعة الإخوان. ادعموا الميرغني ومن جانبهم، أعلن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تضامنهم ل"الميرغني"، حيث دشنوا هاشتاج "ادعم اليرغني"، والذي تصدر موقع التدوينات المصغرة "تويتر"، لعدة ساعات، مؤكدين رفضهم لما يتعرض له لاعب الزمالك السابق من هجوم لمجرد إبداء رأيه فقط. وقال عمرو محمد، عبر تويتر: "هتايد السيسى وتهتف له بالعافية تبقى حلو، تقول إنه فاشل تبقى مجرم". وأضاف ضياء الدين: "لمجرد إن رأيه مش على هواهم، الناس كلها أصبحت تنهش في لحمه، بس احنا معاك ووراك عشان مبنبعش الرجالة اللي زيك". وذكر "فنديتا" أن ما حدث مع "الميرغني" يأتي ضمن مسلسل القمع الذي تمارسه السلطات الحالية، حيث قال: "عمر جابر وأبوتريكة والميرغني وغير الدكاترة والمهندسين اللي اتقتلوا واعتقلوا وكل يوم بننقص، وافضل أكون مع الرقاصات عشان أكون في الأمان". وسخر قائلا: "كل يوم يعادو ويفصلوا واحد من الكورة لغاية ما هنرجع نلعب بالخطيب وشوبير ومجدي عبدالغني، ونخلي مدحت شلبي يجيب الكورة من ورا الجون" وتابع "Mena Mohamed": "مش كل واحد هيقول رأيه في البلد دي يبهدلوه ويضيعوا مستقبله ال حرية وديمقراطية دي بلد أمن الدولة وطول ما احنا كده هنفضل دولة فاشلة من وقت الثورة وانا بقولك ابعد عن السياسة ومتتكلمش في اي حاجه لكن دلوقتي بقولك علي صوتك اكتر واكتر". وقال "شريفوفيتش" : "شكراً لابو تريكة.. شكراً لعمر جابر.. شكراً لاحمد الميرغنى.. شكرا لكل شخص رفض ينصاع وسط القطيع وخاطر بمستقبله عشان يقول كلمة حق"، وأضاف :" أحمد الميرغني مش شخص فريد بل هو يمثل الكتير من الأحرار إلي اترفدوا من اشغالهم بسبب ارائهم".