أجرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية، مقابلة مطولة مع الشاب افنداف بيجن حفيد رئيس حكومة إسرائيل السابق مناحيم بيجن وابن الوزير الحالي في حكومة نتنياهو، بيني بيجن، من حزب الليكود، كشف فيها النقاب عن أنّه يرفض الوقوف لدى سماعه النشيد الوطني للكيان الصهيوني (هتكفا)، ولا يرى في نفسه يهوديا ولا صهيونيا، ولا يعتقد بان جده صنع سلاما حقيقا مع مصر، ولا يوافق على درب والده، كما انه لا يرفع علم الكيان الصهيونى، ولا يرتدع عن المشاركة في المظاهرات المناوئة لجدار الفصل العنصري في بلعين ولا يتخوف من إلقاء بيض فاسد عليه بعد نشر هذه المقابلة معه. وقال بيجن في المقابلة "تتدفق في عروقنا جميعا دماء قتلة".
وقالت الصحيفة في تقرير مطول "يبحث افنداف بيجن في مؤلفه الجديد إنهاء الصراع الذي نشر في هذه الأيام باللغتين العبرية والعربية عن الجذور النفسية للصراع اليهودي - العربي ويقترح حلا راديكاليا يقضي بتحييد جميع الأطر الدينية والقومية والأيديولوجية، أي التحرر من جميع ما يحدد هويتنا وذلك من اجل التعايش معا كبشر.
ورغم ترعرعه في بيئة قومية جدا، ولربما لهذا السبب بالذات، فانه لا يوافق على نظريات والده وجده، كما يرفض القيم التي عملا وفقا لها والتي تشكل بؤرة إجماع وطني لدى معظم الإسرائيليين".
وكتب بيجن في مؤلفه "اليهودية عنف، والصهيونية عنف، والعربية عنف والإسلام عنف والعلم عنف، والنشيد الوطني عنف. لا يوجد ما هو خاص بإسرائيل، والمسلم والإيراني والأمريكي هم أنا، إنهم بشر ولديهم بالضبط مثلما لدي بدون فوارق. وهناك فقط ستار ثقافي وانجذاب لأحداث في وقت معين ومكان معين".
وسألته الصحيفة "هل ترفع علم إسرائيل في عيد استقلالها؟" فرد "لا ارفع أي علم. لا علم إسرائيل ولا علم فلسطين ولا علم الحب. الأعلام تعبير عن أفكار والأفكار أكاذيب".
الصحيفة "وعندما ينشدون 'هتكفا' هل تقف؟" بيجن "لا، إذ لا يوجد له أي معني بنظري".
وحول السؤال "لماذا تعيش في إسرائيل إذن؟" قال "أهلي هنا وأخواتي هنا وأصدقائي هنا. لدينا في أذهاننا خريطة سياسية يقسم العالم فيها إلى دول وأشاهد خريطة جيولوجية كهذه مع الأهل والتلال بدون كيان سياسي".
الصحيفة "هل ازدادت أفكارك حدة في أعقاب وفاة أخيك؟" بيجن "هذه مسألة خاصة لا استطيع مشاركة ألآخرين بها".
وفيما إذا كان يشعر بالألم جراء مقتل حوالي 700 شخص في حرب العام 1982 التي بادرت الكيان الصهيونى بقيادة جده بها، قال "ليس 700 قتيل بل 30 ألف قتيل لبناني وفلسطيني معظمهم غير مسلحين، بشر ماتوا بدون أي ضرورة، ولا يمكن مقارنتهم بجنود إسرائيليين، لان الحديث يدور عن أشخاص لم يحاربوا بتاتا، اشعر بالذعر جراء حقيقة إطلاق أشخاص النار على أنفسهم وأطفالهم في الوقت الذي يعتقدون فيه بأنهم يطلقون النار على آخرين. اعتقد أن جميع الحروب لا حاجة لها، بما في ذلك حرب يوم الغفران (حرب 6 أكتوبر 1973)".
وكشفت الصحيفة أنّ بيجن انضم قبل أربعة أعوام، في أعقاب قراءته إعلاناً في شبكة الانترنت، إلى جولة أجريت قرب الجدار الفاصل في بلعين وأقام علاقة حميمة مع وجيه عرنيط الأب لعشرة أولاد والذي عمل مقاولا في الكيان الصهيونى وأصيب ابنه راني كما يبدو بجروح من عيار أطلقه جندي صهيوني وظل مشلولا وأصبح عرنيط صديق العائلة.
هل تعتقد بأن الصراع سيستمر؟ قال "إذا أردت عدم إلغاء قنابل هنا، فيجب عليك العمل على عدم انفجار قنابل في بريطانيا وفي سراييفو، إذ أن مسئوليتك تشمل جميع العالم. إن انخفاض معدل الحياة في سيراليون إلى 42 عاما أمر متعلق بك أيضا، إذ أن هذه الدولة ليست في الفضاء".
ومع ذلك نتظاهر في بلعين وليس في بريطانيا ولا في سراييفو؟ فرد قائلاً "أتظاهر في بلعين لأنني اقطن هنا وليس في كوسوفو، إنها على بعد ساعة سفر من منزلي ولأنني أريد إزالة الجدار وان يعود وجيه عرنيط لزراعة حقله".