من بعد الحرب العالمية الثانية و أمريكا لم تسكت لحظة في ترديد كلمة “الديموقراطية” كشعار زائف ربطته كذبًا بمفهوم الحرية وملأ العالم بشعارات الحرية والاستقلال السياسي بل و دخلت حروب مثل حرب الخليج وحرب العراق بداعي عدم وجود نظام ديموقراطي في العراق و لكن ليس ذلك هو السبب، السبب هو معاداة نظام صدام لها و محاولة منه للاكتفاء الذاتي. و لكن أمريكا صاحبة العلاقات الوطيدة من اغلب دول العالم الاسلامي لم يلفت نظرها ان نظام القذافي في ليبيا ظل لمدة 40 عاماً ، و مبارك 30 عاماً ، و الحكم في السعودية والإمارات و قطر و الكويت ملكي ! و الحكم في سوريا وراثي ! ولماذا لا تعترض أمريكا و لو لمرة واحدة علي نظم الحكم في بلادنا ، و الإجابة باختصار أمريكا لا تنظر الي الخطوط الرفيعة أمريكا تنظر الي الاسترتيجيات و تنظر الي مصالحها هل هي مضمونة أم لا، أمريكا لا يهمها هل الشعوب تعيش حرة ؟! أم لا أو أن الشعب ممتلك بعض حقوقه أم مسلوب منها أمريكا لا تنظر الا من يحكم بل تنظر هل من يحكم يحمي مصالحها و يسير في فلك النظام العالمي أم لا . لا يوجد أي بلد من تلك الدول التي تخضع لأوامر أمريكا تسير علي نهج الديموقراطية الامريكية ! ، إن الموضوع لا يتعدي كونه مجرد شعارات فارغة و أمريكا لا تسعي الي الديموقراطية ولا حتي الدفاع عنها في ظل وجود أنظمة ديكتاتورية تخضع لمصالح أمريكا بل و تدافع عنها، و لكن هناك تغييرات قد تطرأ علي النظم كما حدث في ثورات الربيع العربي، فعندما قامت تلك الثورات قامت أمريكا بمنع الثوار من الخروج من المسارات الامريكية و تصريح توني بلير عندما قامت ثورة الخامس والعشرون من يناير اصدق تعبير عن هذا المقال عندما قال “هذه الثورة لا يجب ان نواجهها بل يجب ان نديرها” فشعور أمريكا ان الثورة المصرية في اتجاهها للخروج من المسارات المرسومة كان له حل من الجانب الأمريكي وهو إدارة تلك الثورة عن طريق جميع النخب الموجودة في الميدان السياسي، و لجأت أمريكا الي الديموقراطيين لمنع خروج الثورات علي النظام العالمي ثم استطاعت السيطرة علي كامل الطوائف السياسية الموجودة في ساحة العمل الديموقراطي وأكبر دليل علي ذلك هو أنه عندما تولي الاخوان المسلمين الحكم في مصر لم يستطيعوا حتي الوقوف أمام مصالح أمريكا بل لجأوا اليها كثيرًا و أكبر مثال علي اتباع المسار الامريكي زيارة مرسي للأمم المتحدة و طلب قرض من صندوق النقص الدولي، و نحن الآن في عهد السيسي و مازلنا ندور في فلك النظام العالمي وبصورة أسوء من ذي قبل، فمازالت فصول التبعية الامريكية تتوالي ومازال السلاح الامريكي يملئ الجيش المصري حتي نفس القرض الذي طلبه مرسي طلبه السيسي من ماما أمريكا، لم يتغير شئ و لن يتغير شئ طالما نسير في طرق الخداع الامريكي.