جددت حركة حماس في تصريح نشر في تونس اليوم رفضها البات لأي مبادرة تتضمن الاعتراف بالكيان الصهيونى معتبرة مثل هذا الأمر "خطا احمر غير قابل للمساومة والتفاوض". وقال محمد نزال عضو المكتب السياسي للحركة في تصريح لصحيفة الشروق "لو حصل هذا الاعتراف لكانت الولاياتالمتحدة قد تعاملت معنا واعترفت بنا منذ زمن".
واتهم نزال كلا من الكيان الصهيونى والولاياتالمتحدة بالتدخل لعرقلة جهود المصالحة الفلسطينية التي قال عنها أنها وصلت الى طريق مسدود، مشيرا في هذا الصدد الى "الموقف الأمريكي الذي ابلغ الى الوسيط المصري والقاضي بالفيتو على التوقيع على اتفاق المصالحة ما لم تلتزم حركة حماس بشروط اللجنة الرباعية". علي حد قوله.
ورأى ان تهديد الصهاينة بشن عدوان جديد على قطاع غزة ليس بجديد وقال ان جزءً منه يندرج ضمن الحرب النفسية التي تهدف الى إخضاع حماس والشعب الفلسطيني لشروط العدو الصهيونى.
واستبعد نزال ان تطرح الإدارة الأمريكية مبادرة أو تصورا أو برنامجا يمكن ان يؤدي الى تحقيق أماني وتطلعات الشعب الفلسطيني، وقال ان تجربة ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي مضى عليها عام "أثبتت انه غير قادر على تجاوز مراكز القوة الحقيقية في الولاياتالمتحدة الخاضعة لنفوذ وتأثير اللوبي الصهيوني".
صمت لا مبرر له ومن جهته، طالب القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" صلاح البردويل النظام المصرى بتفعيل مساعيه لإنهاء الانقسام وتحقيق وحدة الصف الفلسطيني لمواجهة تحديات الاحتلال، مشيرًا إلى أن المرونة التي أظهرتها حركته يجب أن تدفع الراعي المصري إلى تعجيل المصالحة.
ونفى البردويل في تصريحات صحفية الأحد (31-1)، أن تكون قيادة "حماس" قد سعت لاستبدال الوساطة المصرية في المصالحة الفلسطينية، وأشار إلى أن الترويج لمثل هذه الأنباء ليس له هدف إلا الوقيعة بين "حماس" والقاهرة، وقال "ليس صحيحًا على الإطلاق أن حركة "حماس" سعت لاستبدال الوسيط المصري، كل ما سعت إليه "حماس" في جولتها العربية والإسلامية هو شرحُ موقفها، وهذا من حقها كحركة تمثل الشعب الفلسطيني وفق انتخابات شهد العالم كله بنزاهتها، وهي لا تزال متمسكةً بالثوابت الفلسطينية وحريصةً على الأمن القومي العربي، من حقها أن تصل كلمتها إلى الآذان العربية وتشرح موقفها لقادة الأمة العربية، وأن تزيل الصورة المغلوطة عنها".
وقال "جميعنا يدرك دور مصر كدولة عربية كبرى، ولها علاقة تماس مباشرة مع القضية الفلسطينية، واختلطت دماء المصريين والفلسطينيين منذ أقدم المعارك العربية مع الاحتلال (الإسرائيلي)، ولذلك من واجبها أن تكون سندًا للشعب الفلسطيني وحكمًا بين فرقائه لإنجاز المصالحة، وأعتقد أنه لا يوجد ما يبرِّر الموقف المصري الصامت إزاء المصالحة، لا سيما بعد أن أبدت "حماس" مرونةً كلفيةً، حتى إن الدكتور محمود الزهار طلب ضمانات مصرية لتنفيذ البنود التي تضمَّنتها الورقة، حتى الآن مصر صامتة، وهو صمت غير مبرَّر، اللهم إلا إذا كان من أجل استكمال بناء الجدار".
العودة إلى القطاع وأضاف: "ما هو مطلوب أن تتحرك مصر بسرعة من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، بعد أن أصبحت حياة الفلسطينيين مهدَّدةً في الدول العربية، وبعد أن ازداد التعنُّت (الإسرائيلي) إزاء الحقوق الفلسطينية من حيث تمسكه ب"الاستيطان" ورفض مشروع الدولة الفلسطينية وعدم تخليه عن القدس".
على صعيد آخر أكد البردويل حقَّ أي فلسطيني خرج من قطاع غزة بعد الانقسام أو العدوان بالعودة إليه؛ لأنه حق لا يستطيع أحد أن ينتزعه، وقال: "موقفنا في (حماس) واضحٌ لا لبس فيه.. نحن لا نستطيع أن نمنع مواطنًا فلسطينيًّا خرج من غزة بالعودة إليها، ولكن هناك ظروفًا أمنيةً بحتة، تستوجب منا التأكد من هوية كل عائد، وهو إجراءٌ أمنيٌّ بحت لا علاقة له بأي موقف مسبق من حركة "فتح" أو من أي تنظيم سياسي آخر، فحركة "فتح" جزءٌ من النسيج السياسي الفلسطيني".
استقالات فى فتح وقدم عشرة قيادات فتحاوية مساء أمس السبت (30-1)، استقالتهم رسميًّا من قيادة إقليم الحركة بنابلس؛ احتجاجًا على سلب القرار التنظيمي للحركة واحتكاره، وعدم تطبيق قرارات المجلس الثوري؛ في مؤشرٍ على انشقاقات عميقة داخل الحركة.
وقال حازم ذوقان أحد أعضاء إقليم "فتح" ومقرر لجنة الإقليم في تصريحاتٍ صحفيةٍ اليوم الأحد (31-1): "نعم قدَّمنا استقالاتنا مساء السبت إلى العميد محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، بعد أن فشلت كافة طرق الحوار، والتي كان آخرها يوم الخميس الماضي".
وأضاف ذوقان: "لقد قدمنا ستة مطالب شرعية إلى اللجنة المركزية لحركة "فتح"، من بينهما تطبيق قرارات المؤتمر السادس الخاص بثنائية المهام، إضافةً إلى تغيير طاقم الإقليم السبعة وتصويب الأمور المالية للإقليم، إلا أنه لم تحدث استجابة".
وأكد ذوقان أن المستقيلين هم: "حازم ذوقان، وغسان دغلس، وخالد أبو عزيز، ويحيى الجمال، ويحيى عكوبة، وأحمد المصري، وزياد بني شمسة، ومحمود أشتية، ومحمد الشرقاوي، ويوسف خضير".
وقال ذوقان: "بهذه الاستقالات لم يبقَ أيُّ تمثيل للمخيمات الفلسطينية بنابلس بإقليم "فتح" بعد تقديم الاستقالة"، وناشد ذوقان أعضاء المجلس الثوري وأعضاء اللجنة المركزية ل"فتح" التدخلَ للحفاظ على وحدة الحركة وتطبيق قراراتها الأخيرة من أجل الإصلاح.