أكد الدكتور تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، على حرمة العمل في الحفريات التي تجريها سلطات الاحتلال الصهيونية تحت مدينة القدس والرامية إلى تهويدها وهدم مبانيها وعمائرها التاريخية والأثرية بهدف طمس معالمها العربية والإسلامية وإلغاء هويتها الوطنية. وأوضح الدكتور التميمي في تصريح صحفي اليوم حرمة العمل في الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك وفي محيطه والتي تهدف إلى تقويض بنيانه .. مشيراً إلى أن هذا المسجد بوصفه مسرى الرسول، صلى الله عليه وسلم، يمثل جزءً لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية وان أي عمل من شأنه تهديد هويته وبنيانه هو مساس بالعقيدة وطعن في الدين ولا يجوز صدوره عن أي فلسطيني.
وقال سماحته إن هذا الحكم الشرعي ينطبق أيضاً على العمل في بناء الكنس اليهودية في المدينة المقدسة أو بالقرب من المسجد الأقصى المبارك وفي بناء المستوطنات وشراء أي من منتجاتها ..موضحا أنها تقام على الأرض الفلسطينية التي تصادرها سلطات الاحتلال الصهيونية من أيدي أصحابها الشرعيين وتملِّكها للغاصبين واليهود المتطرفين الذين يعتدون على أبناء الشعب الفلسطيني وممتلكاته وأرزاقه وأن العمل في ذلك هو تمكين للاحتلال من أرض الإسراء والمعراج .
وأضاف "أن الواجب الديني والوطني يقتضي أن ندافع عن وجودنا وقضيتنا العادلة بوسائل الدفاع المدنية، وأن نقاوم التوسع الاستيطاني على حساب وطننا ومرابطتنا فيه، وألاَّ نمكن السلطات الصهيونية من ترسيخ احتلالها لأراضينا وممتلكاتنا وبناء دولتها الغاصبة فيها".
وأوضح قاضي قضاة فلسطين إن سبل الكسب المشروع كثيرة ومتعددة.. وأكد أن كل من يقوم بهذه الأعمال التي يحرم العمل فيها هو خائن لله ورسوله والمؤمنين تجب معاقبته ونبذه وتقديمه للمحاكمة وإيقاع أقسى العقوبات الرادعة بحقه. مصادرة أراض بالقدس وفى شان متصل، تقارير صهيونية قد أفادت السبت (30-1)، بأن اللجنة المحلية للتنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس أصدرت قرارًا بتحويل ما مساحته 660 دونمًا من أراضي بلدة العيساوية إلى ما يسمَّى ب"حديقة قومية".
وأوضحت التقارير أن هذا التوجه من شأنه أن يحرم البلدة من إمكانية التوسع والبناء على أراضيها.
وقالت صحيفة "يروشاليم" الأسبوعية الصهيونية "هذه اللجنة أفشلت وبصورة شبه نهائية إمكانية إقامة مبان للفلسطينيين في العيساوية بالقدس من خلال مصادقتها على تحويل 660 دونمًا من الأراضي الواقعة على سفح جبل القدس إلى (حديقة قومية) والتي كان جزء منها معدًا لتوسيع البلدة الفلسطينية".
وأضافت الصحيفة "لا يوجد أفضل من التذرع بالمواقع الأثرية لتحقيق وقائع سياسية، ووفقًا لهذا المخطط سيُعلن عن المنطقة "حديقة وطنية" تتضمن مركز زيارات وتوجيه للسواح ومرافق عامة".
وكانت اللجنة قد قررت قبل حوالي عامين تقليص المساحة المخصصة للبناء بحجة وجود بقايا مقبرة قديمة كشف عنها في المنطقة المخصصة للبناء.
دعوة لتوحيد الصفوف ونبذ الفرقة جدير بالذكر أن آلاف المُصلين من مدينة القدسالمحتلة، ومن داخل أراضي العام 1948، أموا أمس المسجد الأقصى رغم انتشار العشرات من الحواجز العسكرية والشرطية في المدينة وعلى مداخل بلدتها القديمة، وفي شوارعها الرئيسة، وعلى مداخل أبواب المسجد الأقصى.
وكانت قوة معززة من شرطة وحرس حدود الاحتلال الصهيونى انتشرت في كافة أنحاء المدينة، وبلدتها القديمة، وخاصة في منطقتي باب العامود وباب الأسباط وشارع الواد المؤدي إلى المسجد المبارك، فضلاً عن التمركز على بوابات المسجد الأقصى وبالقرب منها.
وأوقفت عناصر الشرطة وحرس الحدود عشرات الشبان على بوابات المسجد واحتجزت بطاقاتهم الشخصية إلى ما بعد انتهاء صلاة الجمعة.
ودعا فضيلة الدكتور محمد سليم محمد علي المواطنين المقدسيين إلى رصّ الصفوف والوحدة ونبذ الفرقة والخلافات وتفويت الفُرص على الاحتلال وأعوانه والانتباه إلى ما يحاك ضد القدس والمسجد الأقصى من مؤامرات.