مازالت الداخلية تترنح ... فلا وفرت الأمن ولا نعمت مصر بالأمان بعد أن كثرت الانفجارات وانتشرت لتصل للقرى البعيدة في الريف المصري. عملية اغتيال ولكنها من نوع خاص، من خلال استهداف النائب العام، هشام بركات الذي قتل بالأمس، بعد انفجار طال سيارته. تساؤلات كثيرة جابت عقول المصريين بعد التفجير المفاجئ والغريب من نوعه، الذي قتل "بركات" محامي الشعب المصري على خلفيته، ورصدت "الوطن" الانقلابية عدة تساؤلات شغلت بال الشعب بعد الانفجار: 1- لماذا قالت وزارة الصحة إن إصابة النائب العام "طفيفة"؟ خرجت وزارة الصحة مصرحة بأن إصابة النائب العام طفيفة، وأنه دخل المستشفى ماشيًا على قدميه، إلا أن الشعب تفاجأ بعد قليل بوفاته، فيما أوضح حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن النزيف كان داخليًّا والتهتك في الكبد ناتج عن ضغط القنبلة، وليس عن شظايا، مشيرًا إلى أن الإصابة الحقيقية التي أدت إلى وفاته ظهرت أثناء العملية الاستكشافية التي أجراها بنجاح، قبل أن تتدهور صحته مرة أخرى ويدخل العمليات ثانية، ليفشل الأطباء في السيطرة على حالته ويموت متأثرًا بإصابته. 2- كيف زُرعت العبوة الناسفة في هذا المكان الحيوي؟ زُرعت السيارة بالقرب من منزل هشام بركات، المكان الذي وجب فيه التأمين الزائد، ليس فقط لأنها المنطقة التي يسكن فيها النائب العام، ولكن لأن هناك وعلى بعد 500 متر يقع منزل وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، المسؤول عن أمن البلاد، ما أثار الكثير من التساؤلات عن كيفية الوصول لهذا المكان القريب والحيوي؛ حيث قرب استاد الكلية الحربية، ومستشفى النزهة، وقسم النزهة، وبنك مصر، ما يستعدي حالة تأهب مستمرة في هذا المكان. 3- كيف عرف الجناة بموعد نزول النائب العام من منزله؟ من المتبع للشخصيات المهمة والمستهدفة تغيير موعد نزولهم، وذلك لزيادة تأمينهم، لأن المواعيد المعتادة تسهل على الجماعات استهداف من يريدون إياه، ولكن على ما يبدو أن الجهة التي نفذت العملية كانت على علم وتأكيد من الموعد، والذي يعد أهم أركان تنفيذ هذه العملية. 4- من المستهدف الحقيقي في العملية ؟ يقع منزل اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، على بعد 500 متر فقط من منزل النائب العام هشام بركات، فهل كان المقصود من الأساس وزير الداخلية، وتفجير موكب النائب العام بالصدفة؟، ولكن هذا الاحتمال استبعده الكثيرون، لأن جماعة "أنصار بيت المقدس" دعت في الفترة الأخيرة إلى استهداف القضاة. 5- هل تأمين موكب "هشام بركات" كافٍ لنائب عام؟ من الطبيعي أن يكون تأمين موكب النائب العام على أعلى مستوى، ولكن استهدافه، بالأمس، وسط حراسته، الذي أدى إلى وفاته هو فقط وإصابة عدد من الحراسة، جاء بالشك عند الكثير بأن الحراسة لم تكن كافية، وخاصة في هذه الفترة التي تشهد توترًا كبيرًا في البلاد، وارتفاع نسبة الاغتيالات وانتشار العبوات، والتي تستدعي حراسة على أعلى مستوى التي تحتم وجود سيارة تشويش التي لم تظهر في الموكب.