أجرى وزير الحرب الصهيونى أيهود باراك مباحثات مع الرئيس حسني مبارك بمنتجع شرم الشيخ تناولت دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإخراجها من نفق الجمود الحالي. وذلك فى زيارة إلى مصر استغرقت بضع ساعات. وتأتى زيارة باراك الأربعاء (27-1)، إلى مصر بعيد اختتام المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشيل أحدث جولاته فى المنطقة والتي زار خلالها مصر والكيان الصهيونى والأراضي الفلسطينية والأردن إلى جانب سوريا ولبنان في إطار المساعي لكسر جمود عملية السلام.
وقبل ساعات من مباحثاته مع الرئيس مبارك، صرح باراك لوسائل الإعلام الصهيونية محذرا من أن غياب اتفاق سلام مع الفلسطينيين على أساس قيام دولتين يمثل تهديدا لمستقبل إسرائيل أخطر من أي "قنبلة إيرانية"، على حد قوله.
وأكد السفير حسن عيسى، المدير السابق لإدارة الكيان الصهيونى بالخارجية المصرية، أن المباحثات تطرقت إلى الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وفي مقدمتها ضرورة استئناف عملية السلام المجمدة حيث مارست مصر ضغوطا على الجانب الصهيوني فيما يخص وقف الاستيطان بالضفة الغربية، وضرورة تعاطيها بإيجابية مع الجهود المصرية الألمانية للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود نتيجة تراجع الصهاينة عن التزامات سبق ووافقوا عليها في السابق.
وجدد عيسى تأكيده على حق مصر في إقامة أي إنشاءات على حدودها مع قطاع غزة، مشيرا إلى أن مصر تواصل جهودها لتطبيع الوضع الفلسطيني بشكل يرفع الحصار عن غزة وتمارس ضغوطا على الفلسطينيين والصهاينة لتقديم تنازلات لاستئناف عملية السلام، باعتبار أن المستفيد الأول من حالة الجمود الحالية هوالكيان الصهيونى.
مبارك مهم للضغط على عباس من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية إن الاجتماع تقرر في أعقاب الأفكار الجديدة التي طرحها المبعوث الأمريكي على رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، والتي تضمنت استخدام النفوذ المصري لاستئناف المفاوضات.
ونقلت عن مصادر سياسية قولها، إن مصر تشكل حاليا عاملا هاما في المحاولات التي يقوم بها الكيان الصهيونى والإدارة الأمريكية للضغط على محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية لاستئناف مفاوضات السلام.
وأضافت أن المحادثات بين مبارك وباراك تناولت عملية السلام بالشرق الأوسط وجهود مصر من أجل التوصل لحل النزاع الفلسطيني الصهيوني، وتضمنت أيضًا صفقة تبادل الأسرى بين الكيان و"حماس" ووقف الاستيطان الصهيوني بالضفة الغربية
ونسبت الصحيفة إلى مسئولين صهاينة لم تسمهم القول، إن الأيام المقبلة قد تحمل تطورات بشأن إحداث تقدم بالعملية السياسية، وإن الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطا على الفلسطينيين لتجديد المفاوضات مع الكيان الصهيونى.
وأشادوا بالإجراءات الأخيرة التي اتخذها الرئيس مبارك على الحدود المصرية مع قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بناء الجدار الفولاذي لمنع حفر الأنفاق وتهريب الأسلحة، معتبرين أن النظام المصري يتصرف بصورة صحيحة في منع وصول الأسلحة إلى قطاع غزة.
بدورها، قالت صحيفة "معاريف" الصهيونية إن مباحثات وزير الحرب الصهيونى مع الرئيس مبارك تناولت آخر التطورات فيما يتعلق ببناء الجدار الحدودي المصري مع قطاع غزة، علاوة على الجدار الآخر الذي يبنيه الكيان الصهيونى على الحدود مع مصر لمنع تسلل اللاجئين الأفارقة إلى الكيان، والتي قالت إنها تمثل خطرا شديد على الأمن الصهيونى.