حذر مسئولون فلسطينيون من حدوث مزيد من الانهيارات في محيط المسجد الأقصى المبارك بعد الانهيار الذي حدث الاثنين (18-1)، في الشارع الرئيسي جنوب المسجد الأقصى. وقال الشيخ محمد حسين مفتي الأراضي الفلسطينية في بيان صحفي "ان ما حدث (الانهيار في الشارع الرئيسي) مؤشر واضح على ما يجري في الخفاء من تلك الحفريات التي تشكل خطرا حقيقيا محدقا يتهدد المسجد الأقصى وجدرانه".
ودعا المفتي في بيانه "العالم الى ضرورة القيام بتحرك عاجل لوقف الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال ومستوطنوها أسفل المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة بالقدس".
وأوضح الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة في فلسطين "ان المسجد الأقصى يعاني تشققات وتصدعات خطيرة في جدرانه تنذر بسقوطه إضافة الى المئات من العقارات والمنازل الفلسطينية المجاورة له بفعل الحفريات الإسرائيلية المتواصلة أسفله".
وأضاف البيان الصادر عن قاضي القضاة الإثنين (18-1) "تأكيد سماحته جاء بعد الانهيارات المتتالية للعديد من المنازل والطرق والتي كان آخرها الانهيار الأرضي الذي وقع اليوم في وسط شارع وادي حلوة بعرض 3 أمتار وطول 4 أمتار في سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك".
حفريات متكررة من جهته حذر وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينى طالب أبو شعر، من خطورة الحفريات الصهيونية المتكررة التي تسببت بانهيار أحد الشوارع الرئيسة في بلدة السلوان بمدينة القدس، مشيرا إلى أن المهندسين قد كشفوا عن هذا الانهيار الأرضي الذي وقع في الشارع الرئيس من البلدة ؛ فوجدوا أن البنية التحتية لمدينة القدس بأكملها قد تتأثر نتيجة استمرار هذه الحفريات وشبكات الأنفاق المتزايدة.
وقال رئيس لجنة القدس : "إن الحفرة التي تسبب بها الانهيار جاءت بطول أربعة أمتار وبعرض مترين ونصف، وتقع في منتصف الشارع الذي يربط الحي بالبلدة"، منوها إلى أن هذا الانهيار الذي وقع صباح اليوم ليس جديدا، وإنما حدث انهيار أكبر منه في المنطقة منذ فترة وجيزة.
وأوضح أبو شعر أن شرطة الاحتلال الصهيوني قد اصطحبت في ساعات مبكرة من صباح اليوم عمال بلدية الاحتلال ؛ لترميم الشارع وإخفاء معالم جريمتهم النكراء ، تحسبا من اكتشاف الانهيار من قبل الأهالي ، مبديا قلقه وتخوفه الشديد من هذه الانهيارات والحفريات ،خاصة و أنها في تصاعد مستمر، مما يهدد مدينة القدس بأسرها .
وبين أن جمعية "ألعاد" الصهيونية بدأت تنشر حفرياتها وتبث سموم شبكات أنفاقها منذ عام 2007م، تحت المسجد الأقصى ومحيطه والبلدان المجاورة مثل سلوان و الشيخ جراح والبستان بهدف إسقاط المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم.
ولفت إلى أن الأهالي تمكنوا من استصدار قرار محكمة يمنع الجمعية من تواصل العمل في الحفر إلا أن الاحتلال الصهيوني و الجماعات المتطرفة لم تمتثل لهذا القرار.
انتشار الكنس حول الأقصى وفي السياق ذاته استنكر أبو شعر انتشار عدد الكنس اليهودية حول المسجد الأقصى، مما باتت تشكل بؤرا رئيسية لتمركز المستوطنين واليهود المتطرفين حوله. لافتا إلى أن هذه الجماعات اليهودية قامت ببناء هذه الكنس منذ عام 1967 م، حتى وصل عددها إلى 60 كنيسا وكان آخرها كنيس 'الخراب' الذي تم افتتاحه في عام 2007 م قرب باب القطانين في المسجد الأقصى.
وأضاف : "تم إنشاء وإقامة هذه الكنس اليهودية بمساعدة حكومة الاحتلال وحماية الشرطة الإسرائيلية لها لتقيم صلواتها وشعائرها وطقوسها التلمودية فيها دون حسيب أو رقيب".
وأشار الوزير إلى أن خطورة هذه الكنس تكمن بأنها تشكل تواجد يهودي دائم في البلدة القديمة وحول المسجد الأقصى، كما أنها تصبغ طابعا يهوديا على الهوية المقدسية، مبينا أن لهذه الكنس اليهودية تأثيرها الكبير على البناء العمراني للمسجد الأقصى حيث أن هذه الكنس شيدت على مبان إسلامية تم مصادرتها ووضع اليد عليها.
وطالب كافة المنظمات الإسلامية والعربية والدولية المعنية وجامعة الدول العربية بضرورة التحرك العاجل والفاعل لإنقاذ مدينة القدس والمسجد الأقصى ودعم صمود أهلها في مواجهة هذه المخططات التهويدية.
وشهدت ساحات المسجد الأقصى في الأشهر الماضية اعتداءات متعددة من قبل الشرطة الصهيونية عندما حاول متطرفون صهاينة اقتحام ساحاته إلا ان المرابطين الفلسطينيين داخل الأقصى وتصدوا لهم فاندحروا، وقد عاد الهدوء "الحذر" الى المنطقة خلال الأسابيع الماضية ولم تشهد أية أحداث تذكر.
ويعرف الصهاينة أنه حدث اي شيء للمسجد الأقصى فسيكون الشرارة التي قد تشعل المنطقة بأسرها لما يحتله هذا المكان المقدس من أهمية بالغة عند المسلمين، وقد وأدت زيارة قام بها أرييل شارون في عهد حكومة إيهود باراك إليه في العام ألفين الى اندلاع انتفاضة لم تنته بعد سقط فيها آلاف الشهداء من الفلسطينيين.