قرر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مهدي عاكف، أن تكون رسالته الأسبوعية الأخيرة في فترة تكليفه موجهة إلى الإخوان المسلمين و"عموم المسلمين" في العالم بأسره؛ على أن يقوم بإلقائها في مؤتمر صحفي عالمي، يتم عقده يوم الخميس القادم 14 يناير 2009م. وأكد في تصريح خاص لموقع "إخوان أون لاين" على الإنترنت، أنه سيعلن خلال المؤتمر الصحفي عن اسم المرشد المنتخب عبر اللجنة التي قامت بالإشراف على الانتخابات؛ ليقوم بتأدية اليمين، وليقوم الإخوان بمبايعته مرشدا ثامنا للجماعة.
وقال عاكف أن الإخوان يضربون ب "شوراهم وتوحد مؤسساتهم" أروع الأمثلة على الديمقراطية التي تتم إدارتها في ظل حالة من التربص السياسي والإعلامي والقمع الأمني، والذي لولاه لتابع العالم كله؛ كيف يدير الإخوان مؤسساتهم ويكلفون قيادتهم! على حد قوله.
ومن المقرر أن يحضر المؤتمر الصحفي كل أعضاء مكتب الإرشاد وأعضاء اللجنة المشرفة على انتخابات المكتب والمرشد العام ولفيف من القيادات التاريخية والرموز السياسية للإخوان.
وكانت مصادر إخوانية مطلعة قد كشفت أن الجماعة ستعلن محمد بديع مرشدا ثامنا لها نهاية الأسبوع الحالى خلفا لمحمد مهدى عاكف المرشد الحالى، وذلك بعد موافقة مجلس الشورى العالمى الذى سينعقد نهاية الأسبوع الحالى على الإسم الذى اختاره مجلس شورى الجماعة بمصر.
وقالت المصادر إن بديع حصل على أعلى الأصوات من بين ثلاثة أسماء تم طرحها على مجلس شورى الجماعة لاختيار أحدهم لطرحه على مجلس الشورى العالمى، وهم رشاد البيومى وجمعة أمين بالإضافة إلى بديع.
وأضافت المصادر أن اختيار بديع جاء على غير رغبة عاكف الذى حاول خلال الأسبوع الماضى إقناع أعضاء مجلس الشورى ورموز الجماعة باختيار رشاد البيومى الذى ينتمى لجيل 1954 والذى يمثل حلا توافقيا بين تيار الإصلاحيين وتيار المحافظين (جيل 1965).
إلا أن مصدرا مقربا من عاكف طالب الرأى العام بالانتظار لحين اجتماع مجلس الشورى العالمى نهاية الأسبوع الحالى، وقال إن «بديع هو الاسم الأقرب لكن من المتوقع أن يفجر العالمى مفاجأة غير مسبوقة».
ويلقى بديع قبولا كبيرا من أعضاء مكتب الإرشاد الحالى، حيث يرون فيه المعبر عن التيار المحافظ. ويعد بديع واحدا من أعظم مائة عالم عربى وفقا للموسوعة العلمية العربية التى أصدرتها هيئة الاستعلامات المصرية 1999م.
وعلى الرغم من أن بديع كان أحد الإخوان الذين خاضوا تجربة انتخابات النقابات حيث كان أمين عام النقابة العامة للأطباء البيطريين لدورتين، وأمين صندوق اتحاد نقابات المهن الطبية لدورة واحدة، فإنه يؤمن بما ورد فى كتاب معالم على الطريق، وأن الجماعة لابد أن تختفى عن السطح وتظل تعمل فى السر من خلال بناء تنظيمى قوى.
ولكنه لا يعارض الدخول فى حوار لا يحدث فيه تنازل عن مبادئ الجماعة مع النظام الحاكم، ويبدو بديع أكثر تمسكا بالأفكار المحافظة داخل الجماعة وهو ما ظهر واضحا فى تحفظه على تولى المرأة وغير المسلمين للإمامة العامة "رئاسة الجمهورية".