72 يوماً مضت على غياب صيادى المطرية بالدقهلية بعد حبسهم فى السودان، وأعلن الأهالى حالة حداد بعد انقطاع أملهم فى قرب عودة ذويهم، بعد علمهم برفض السلطات السودانية الإفراج عنهم إلا بعد إفراج مصر عن سودانيين تم القبض عليهم وهم ينقبون عن الذهب داخل الحدود المصرية. تستقبل أسر 100 صياد شهر رمضان بلا طعم ولا رائحة بعد حبس عائلهم فى السودان، خرجوا على مراكب الصيد فى البحر الأحمر فى رحلة على متن مراكب «الأميرة مريم» و«الأميرة ملكة» و«هدى الرحمن» فى رحلة تمتد إلى شهر يعودون منها ليوفروا لأسرهم نفقات شهر رمضان، وتكاليف المعيشة ولكن حبستهم السلطات السودانية منذ 7 أبريل الماضى بعد أن ألقت السلطات السودانية القبض عليهم بالمجرى الملاحى الدولى وهم فى طريقهم للصيد بالمياه الإقليمية لدولة إريتريا وبحوزتهم تصاريح الصيد اللازمة. 300 جنيه فقط، قيمة ما صرفته 64 أسرة من أهالى الصيادين «كمعونة شتاء» من الشئون الاجتماعية بعد عمل بحث اجتماعى لهم، هذا كل ما حصلوا عليه منذ أن تم القبض على الصيادين.. هكذا قال طه الشريدى، رئيس النقابة المستقلة للصيادين بالمطرية. وأضاف أنهم لم يحصلوا عليهم إلا بعد استغاثات أرسلناها إلى حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية، وبعد بحوث اجتماعية قامت بها الشئون الاجتماعية ورأوا حالة أسر الصيادين، صرفتهم لمرة واحدة فقط، وباقى الأسر لم يحصلوا على أى مساعدة رغم أنهم لا يمتلكون أى مصدر للدخل وعوائلهم فى السجن بالسودان. وأضاف «الشريدى»: أعلنا الحداد فى المدينة التى يعمل معظم أهلها بالصيد منذ أن تم القبض عليهم وقلنا إن حدادنا مستمر حتى يعود جميع الصيادين، فجميع هذه الأسر تختلف عن أى أسرة مصرية فطبيعة أهل المطرية أن المرأة هنا لا تعمل إلا نادراً أما الرجل فيعمل فى الصيد وإذا مرض أو غاب انقطع دخل الأسرة بالكامل إلا إذا كان له أولاد يعتمد عليهم فى الصيد. وأشار إلى أن لقاءً تم بين عدد من أسر الصيادين والسفير بدر عبدالعاطى، بوزارة الخارجية، هذا الأسبوع وأكد أنهم متواصلون مع السلطات السودانية والدولة تبذل أقصى ما فى وسعها للإفراج عنهم. «ناعسة أحمد الزينى»، زوجة الصياد عبده محمد على شتا، 49 عاماً، قالت: «لدينا 4 أبناء وزوجى معرفش عنه أى حاجة منذ أن تم القبض عليه رغم أنه طباخ على المركب وهو مريض بالسكر والغضروف وعنده مرض الفيل، ذنبه إيه يرضى مين أن يحصل كده، ومش عارفه إذا كان بيتعالج أم لا، ذنبه إنه رايح علشان يأكل أولاده، أكثر من شهرين ونصف مروا ولا أعرف عنه شىء، وأطالب من الرئيس السيسى أنه ينظر لنا ولأولاده ذنبه إيه يتحرموا من أبوهم، وهو لا يتحرك من مكانه». وأضافت شروق محمد السيد (10 سنوات): «بابا رايح علشان يجيب لنا فلوس علشان ناكل ويجيب لنا هدوم العيد، وأخوالى الثلاثة معاه وهم أعز حاجة عندى فى حياتى نفسى أشوفهم». وقالت سميرة محمود القماش (48 عاماً)، والدة الصياد على عبدالنبى ضرغام (20 عاماً): «ابنى هو العائل الوحيد للأسرة ويعمل بالصيد من أجل أن يوفر تكاليف علاج والده المريض بالكلى والغضروف والخشونة فى رجله والسكر وكل هذا يحتاج لعلاج مستمر وليس له تأمين صحى، كما أن ابنى يقوم بالإنفاق على شقيقه حمادة، 25 عاماً، لأنه مريض نفسياً، وهو يسدد ديون زواج شقيقته». «مستعدة أبوس رجليهم علشان يسيبوا عيالى الثلاثة، فلو كان الواحد منهم له دخل يومى 20 جنيه فى المطرية ما كنت تركتهم يسافروا أبداً».. هكذا قالت فاطمة عبدالقادر السويركى (52 عاماً)، والدة «محمد» و«السيد» و«جمال» السيد سمرة.