قام لصوص مجهولون بسرقة رفات الرئيس القبرصي السابق تاسوس بابادوبولوس المتوفى قبل سنة من قبره قرب نيقوسيا، على ما اكدت وسائل الاعلام القبرصية ومسؤولون. وقطع التلفزيون العام قاطعا برامجه الاعتيادية لاذاعة النبأ. واوضحت وكالة الانباء القبرصية ان حارسا مكلفا اضاءة شمعة كل يوم عند ضريح الرئيس السابق في مقبرة قرية دفتيرا جنوب غرب العاصمة نيقوسيا، اكتشف عند الفجر ان القبر انتهكت حرمته وسرقة الرفات. وتوجهت عائلة بابادوبولوس على الفور الى الموقع وكذلك رئيس الشرطة ميخاليس بابايورغيو الذي يشرف على التحقيق، على ما افادت الوكالة. وقال الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس في تصريح نقلته وكالات الانباء القبرصية "انه عمل همجي ومخجل لثقافتنا، انها جريمة بشعة تثير مشاعر الرعب". واضاف خريستوفياس الموجود في بروكسل للمشاركة في قمة اوروبية "انه تدنيس، وعمل مدان ينتهك ثقافتنا وقيمنا وتقاليدنا واحترامنا للموتى". ودعا الرئيس القبرصي مواطنيه الى "التزام الهدوء ازاء هذه الاستفزازات" مبديا تعاطفه ومساندته لعائلة الرئيس الراحل. وندد اندروس كيبريانو رئيس حزب اكيل الشيوعي الحاكم بهذه الجريمة التي اقترفت عشية ذكرى وفاة بابادوبولوس. وقال "لا ادري اي صنف من الناس يمكن ان يرتكبوا مثل هذه الجريمة الفظيعة ويسرقوا رفاتا" مضيفا "ليس لدي ما اقوله اكثر من ذلك". كما استنكر ماريوس غارويان الزعيم الحالي لحزب ذيكو (وسط يمين) الذي كان بابادوبولوس يتزعمه، هذا العمل ووصفه بانه "جريمة مشينة حاقدة". وقالت وكالة الانباء القبرصية، ان القداس المقرر السبت في كنيسة دفتيرا سيقام في موعده. وتوفي الرئيس السابق في 12 كانون الاول/ديسمبر 2008 اثر اصابته بسرطان في الرئة. وكان بابادوبولوس المولود في كانون الثاني/يناير 1934، هزم قبل ذلك بتسعة اشهر في الانتخابات الرئاسية التي ترشح فيها لولاية ثانية وفاز فيها الشيوعي ديمتريس خريستوفياس. وعرف بابادوبولوس خلال عهده الذي استمر خمس سنوات على انه مدافع متصلب عن القضية القبرصية اليونانية في مواجهة محاولات تسوية مسألة تقسيم الجزيرة. وفي 2004 ظهر بابادوبولوس وهو يبكي امام كاميرات التلفزيون ليحض مواطنيه على رفض خطة التوحيد التي طرحها الامين العام للامم المتحدة انذاك كوفي انان. وبعد وقت قصير، رفض القبارصة اليونان الخطة فيما وافق عليها القبارصة الاتراك في استفتاءين نظما في شطري الجزيرة المقسومة منذ ان اجتاحت تركيا ثلثها الشمالي عام 1974 ردا على انقلاب دبره قوميون متطرفون من القبارصة اليونانيين في محاولة لالحاق الجزيرة باليونان.