حالة من الغليان تشهدها شركتا "سياك" و"جاما" للمعمار العاملتان بمصنع أسمنت العريش، بعد مقتل أحد العمال على يد قوات الأمن أمس الثلاثاء، بسبب اعتراضهم على سوء معاملتهم من قبل الإدارة المتمثلة في المهندس أحمد خليل رئيس مجلس الإدارة، وعدم وجود خدمات طبية أو سلامة مهنية، بعد حادث بتر ساق زميل لهم. وروى العمال ل"مصر العربية" أنهم يتعرضون منذ فترة كبيرة إلى ظلم في العمل، بالإضافة إلى إهمال كبير في كل شيء، سواء في الخدمات الطبية أو السلامة والصحة المهنية، أو حتى نظام العمل ككل. وأوضحوا أن سبب احتجاجهم وزيادة وتيرة الغضب، هو إهمال الإدارة واستخدامها أشياء في غير محلها، مما نتج عنه مقتل زميلهم صباح أمس الثلاثاء، حيث سمحت الإدارة باستخدام عربات "القلاب" التي تحمل الحجارة في حمل أطنان من الحديد، وهي غير مخصصة لذلك، ما نتج عن سقوط 300 طن من الحديد على ساق العامل الذي يعمل "صبان"، وأدت إلى بترها. وأضاف العمال - الذين رفضوا الإفصاح عن هويتهم - أنهم تواصلوا مع الإدارة، إلا أنها لم تتحرك، وبعدها اتصلوا بالإسعاف التي تم تفتيشها وتعطيلها من قبل قوات الجيش عبر الكمائن، وبعد أكثر من ساعة ونصف تم إخراجه، ولكن كانت ساقه قد بترت ودخل في غيبوبة. وأشاروا إلى أنهم استدعوا قوات الأمن لتنصرهم من الإدارة، إلا أنهم فوجئوا بإطلاق الرصاص الحي عليهم، مما أسفر عن إصابة 5 ومقتل هشام رمضان السيد، من مركز تركي بالجيزة، وهناك أنباء عن وفاة عامل آخر، الأمر الذي دفع العمال إلى التعامل معهم بإلقاء الحجارة، حتى غادروا المنطقة. ولفتوا إلى أنهم يعانون من معاملة قوات الأمن السيئة؛ حيث قتل عاملان في أحد أكمنتهم خلال الموجة الحارة التي مرت بمصر الفترة الماضية، ولم يتحركوا لإنقاذهما، مرجعًا سبب هذا الإهمال إلى أنهم يسكنون منطقة العريش، التي طالما ظهرت للإعلام بأنها إرهابية. وتابعوا أنهم كانوا يعملون بنظام "اليوم والنصف"، وهذا كان أفضل لهم، حيث كان عملهم يبدأ 6 صباحًا حتى ال 12 ظهرًا ثم يحصلون على راحة لمدة ساعة، ويعملون من الساعة الواحدة ظهرا حتى السادسة مساءً، ولكن في الأشهر الأخيرة تم تغيير نظام عملهم ليصبح "اليوم وساعة"، الذي يبدأ العمال فيه عملهم من 6 الصبح حتى 12 ظهرًا، ثم يحصلون على راحة لمدة 3 ساعات، ثم يعاودون العمل من 3 العصر حتى 7 مساء.