على عدد من المستويات، لا يبدو أن النظام السياسي المصري في حالة جيدة من الاستقرار على الإطلاق. وتظهر في مصر مشاكل وأمراض المجتمع المعرض للتحديث؛ حيث الطبقة الوسطى التي تريد أكثر، ولكنها تخاف من الحصول على أقل وأقل، والنخبة القديمة العازمة على الحفاظ على امتيازاتها، والتنمية الاقتصادية غير المتوازنة، والتمدن السريع. وعند إضافة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وزيادة تكاليف الوقود، وانقطاع الكهرباء، وانهيار البنية التحتية، وانعدام شبكة الأمان الاجتماعي منذ فترة طويلة، والتمرد القوي، إلى هذا المزيج، يصبح لدينا خليط يرقى لأن يكون وصفة سحرية من السياسة المتنازع عليها، وعدم الاستقرار، والعنف، وبحس بموقع التقرير. وربما لأنه مبتدئ، لم يقم السيسي بعمل جيد حتى الآن في إدارة هذه التحديات المعقدة ومتعددة المستويات. ويحكم السيسي من خلال تركيز شديد على الإكراه والمحسوبية، ومع القليل من الرؤية الأصيلة أو الإيجابية لمستقبل مصر الذي من الممكن أن يوافق عليه معظم المصريين. ولو كان لدى القيادة مثل هذه الرؤية، لما كانت وسائل الإعلام والمسؤولون بحاجة إلى التشكيك بأولئك الذين يختلفون معهم، أو اتهام كل نقادهم بأنهم من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، أو من المتعاطفين مع الإرهابيين، أو من عملاء قطر وتركيا وحماس وإسرائيل وإيران، وبطبيعة الحال، الولاياتالمتحدة.