"شر البلية ما يضحك" ربما ينطبق هذا المثل علي ما قاله وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، في حكومة الإنقلاب "أشرف العربي"، أن "الإحصاءات الخاصة بالسعادة أكدت أن الشعب المصري كان من أسعد 10 شعوب في العالم، مضيفا أن المصريين على وعد بطفرة اقتصادية بعد انعقاد مؤتمر شرم الشيخ مارس الماضي ، افتتاح مشروع قناه السويس الجديدة بعد ثلاثة شهور من الآن ، وجاءت تصريحات "العربي" في حوار له مع موقع "دوت مصر"، أكد فيه أن الحكومة تسعى لتحويل مصر إلى دولة خدمية ولوجستية بحلول عام 2030، عن طريق تحويل جميع الخدمات المقدمة للمواطنين لخدمات رقمية،
●تصريحات عجيبة ، وتقارير تكذبها جدير بالذكر أن تصريحات "العربي" تأتي على العكس تماما من كل التقارير العالمية والعربية وحتى المصرية منها، فعلى سبيل المثال: "شبكة حلول التنمية المستدامة" التي أطلقتها الأممالمتحدة، أصدرت تقريرها السنوي في نهاية عام 2014 حول مؤشر السعادة في العالم. والذي تصدرت فيه الدول الاسكندنافية، ولا سيما الدنمارك التي حلت أولى اللائحة، بينما جاء ترتيب الدول العربية بين متوسط وفي نهاية القائمة، وفي الوقت الذي تصدرت إسرائيل فيه لائحة دول منطقة الشرق الأوسط ،بحلولها متقدمة في المركز الحادي عشر، كانت الإمارات العربية المتحدة أول دولة عربية وحلت في المركز 14 متبوعة بدول الخليج، باستثناء البحرين التي توسطت الترتيب الذي يضم 156 دولة ، بينما حلت دول مثل مصر وسوريا واليمن في ذيل القائمة ،كأتعس شعوب العالم. ●مصر من أوائل الدول في التدهور بكل المجالات بينما احتلت مصر مكانا على رأس القوائم العالمية والتى رصدت فقط سوء الأحوال الصحية، المسكن، التعليم، التلوث، الفقر، والأوضاع الأمنية وغيرها من المجالات، حيث أحتلت مصر المرتبة الأولى فى معدل تدهور الوضع الصحى على مستوى العالم، ومعدل الإصابة بفيروس سى بنسبة 22% من الشعب المصرى مصابين بفيروس سى ، طبقا للإحصائيات التى رصدتها منظمة الصحة العالمية فى نهاية عام 2013، كما أنها احتلت أيضًا المرتبة الأولى عالميًا فى عدد المصابين بأمراض القولون، ووقفت فى مقدمة قائمة الدول الأسوأ فى الرعاية الصحية على مستوى العالم . والمركز الأول فى الأمية على مستوى الدول العربية ، والعاشر عالميا، وفقًا لتقرير هيئة الأممالمتحدة، الذى أكد وضع مصر فيما يتعلق بالأمية وجودة التعليم، حيث تتربع مصر على رأس القائمة بمعدل 17 مليون أمي ، ومن الجانب الأخر جاءت مصر فى المركز الأخير فى مجال جودة التعليم وذلك وفقًا لتقرير مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية فى أحدث إحصائياتها فى نهاية عام 2013، وذلك نظرًا لتدهور وضع التعليم فى مصر فى السنوات الأخيرة، كما رصدت المجلة احتلال مصر المركز الأول فى مجال "هجرة العقول". وكذلك كانت الأولى فى معدلات حوادث الطرق وسوء التخطيط العمرانى ،وفقًا للتقرير السنوى للمنظمة الدولية للتخطيط العمرانى عن حال ووضع العمران فى العالم، وأوضح التقرير أن 30% من الأسر المصرية يقيمون فى غرفة واحدة بمتوسط 6 أفراد للأسرة، كما رصدت المنظمة 3 ملايين نسمة يسكنون المناطق العشوائية فى القاهرة فقط، كما بلغت نسبة المخالفات فى البناء ال90% من المبانى الموجودة بالفعل، وفي تقرير لجهاز التعبئة العامة والإحصاء المصرية رصد وجود 2 مليون مواطن مصري يعيشون داخل المقابر. وكذلك كانت مصر الأولى في تلوث الهواء، حيث حصلت على لقب الدولة الأكثر تلوثًا فى العالم، نتيجة لحرق الفحم والقمامة، أما الحياة الاجتماعية فى مصر فلم تكن أفضل حظًا، حيث احتلت مصر المرتبة الأولى فى معدلات الطلاق على مستوى العالم، كما أكد مركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء فى مصر، وأكد المركز أن نسبة الطلاق فى مصر وصل ل40% خلال الخمسون عامًا الأخيرة فقط، بمعدل 240 حالة طلاق يومية، كما وصل عدد المطلقات فى مصر إلى 2 مليون وخمسمائة ألف مطلقة، وأن معظم هذه الحالات تقع فى السنة الأولى من الزواج. أما المرتبة الثانية فكانت من نصيب مصر فى نسبة التحرش الجنسى على مستوى العالم، حيث جاءت مصر فى المركز الثانى فى التحرش الجنسى بالنساء بنسة 64% سيدة مصرية يتعرضن للتحرش والاعتداء الجنسى بنسب متفاوتة، وذلك وفقًا لتقارير منظمات الدفاع عن حقوق المرأة العالمية، والتى أكدت أن مصر فى المركز الثانى من التحرش الجنسى بعد أفغانستان. ويبقى تصريح وزير التخطيط واحدا من عشرات التصريحات العجيبة والغريبة لوزراء ومسئولين في حكومة الإنقلاب، وهي إما تصريحات تجافي الواقع ،وتكذبها الإحصائيات والدراسات ، أو تجافي العقل والمنطق ، وتفجر حالة من السخرية الشديدة بين جموع الشعب.