أكدت الحكومة الجزائرية على لسان وزير خارجيتها مراد مدلسي أنها تتمنى كل الخير لمصر وترغب في طي الصفحة، وذلك في إشارة للأحداث التي أعقبت مباراة مصر والجزائر في السودان في 18 من الشهر الماضي وتطورات الأزمة في البلدين. وقال مدلسي أنه يتقدم بالتهنئة بعيد الأضحى المبارك للإخوة في مصر، وأضاف أن بلاده ملتزمة بالتهدئة وانتهاء الحملات الصحفية. وقال في اتصال هاتفي مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرت تفاصيله الثلاثاء إن حكومة بلاده "لا تتعامل على الإطلاق مع ما يقال هنا أو هناك، وعلى ألسنة مختلفة لأن الجزائر تكن كل تقدير واحترام لمصر وشعبها وحكومتها". وردا على سؤال حول الوساطة التي تدخلت بها كل من ليبيا والجامعة العربية، قال "نحن نحترم لهما مبادراتهما, لكن العلاقة بين مصر والجزائر قوية ولسنا في حاجة لوساطة مع الإخوة في مصر, ونقدر كل من يقرب بين الشعبين". وردا على سؤال حول الأجواء التي ما زالت مشحونة، قال الوزير :"نحن مسؤولون عن الأجواء في الجزائر، ووزارة الخارجية المصرية مشكورة في تهدئة الأجواء ونرحب بما ذكره وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط". وحول التعويضات التي تحدث عنها أبو الغيط، وعما إذا كانت الجزائر مستعدة لدفعها تعويضا عن الأضرار التي لحقت بالمنشآت المصرية في الجزائر قال "هذه القضايا يتم بحثها عبر مستويات أخرى وهناك شركات لها تأمين ويمكن معالجة ذلك عبر التأمين وفى إطار القانون المعمول به في مصر والجزائر في هذا الشأن". وعما إذا كان يعتزم زيارة مصر قال "عندما يعقد أي اجتماع وتعطى الفرصة للوصول للقاهرة سوف تتم الزيارة"، وعن إمكانية اعتذار الجزائر لمصر أوضح المسئول الجزائري "هنا نحن طلبنا هذا، وعلى أية حال نحن نتحدث عن التهدئة وطي الصفحة في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين". وكانت مصر استدعت سفيرها لدى الجزائر للتشاور بعد تقارير عن اعتداءات تعرض لها مشجعون مصريون في الخرطوم بعد المباراة الفاصلة التي فازت بها الجزائر. وأعلن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري قبل يومين أن مصر تهدف في الوقت الحالي إلي تهدئة الوضع مع الجزائر في وجود وساطة ليبية وسودانية واهتمام من الجامعة العربية. وقال إن وزارة الخارجية ستنتهي خلال أيام من ملف خسائر الشركات المصرية للمطالبة بتعويضات عنها في الإطار القانوني المتفق عليه دوليا. وأضاف ان الاستثمارات المصرية في الجزائر تقترب من 36 مليار جنيه مصري وهناك ما يقرب من 15 ألف مواطن مصري يعملون بالجزائر. الشعب يناقش تجاوز الأزمة من جهته يناقش مجلس الشعب فى جلساته القادمة تقرير اللجنة المشتركة من لجان الشئون العربية والشباب والدفاع والأمن القومي حول التجاوزات التى حدثت عقب مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر فى تصفيات كاس العالم التى جرت فى الخرطوم فى 18 نوفمبر الماضى. وكانت اللجنة عقدت عدة اجتماعات استعرضت خلالها الأحداث التى أعقبت تلك المباراة والاعتداءات التى تعرض لها المشجعون المصريون هناك من المشجعين الجزائريين. كما استعرضت اللجنة التقرير الذي أعده الوفد البرلماني المصرى الذي حضر المباراة. وعلم أن التقرير يدعو الحكومة الجزائرية لتحمل مسئولياتها فى حماية وطمأنة المصريين بالجزائر ومتابعة ما تم من تحقيقات مع مرتكبي عمليات التخريب والاعتداء على المصريين بالجزائر وممتلكاتهم وكذلك فى السودان. ويوصى التقرير بضرورة أن تكون جماهير الكرة الحقيقية فى مصر ضمن المشجعين فى مثل هذه المناسبات حتى لو على نفقة الدولة لأنهم الأقدر على رفع الروح المعنوية للفريق، وأن يتم تعديل قانون العقوبات المصرى بحيث ينعقد الاختصاص للمحاكم المصرية فى حالة تعرض المصريين فى الخارج للاعتداء وبحيث تصدر فى مصر أحكام على الجناة حتى لو لم تنفذ فورا حيث أن الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" تستطيع القبض عليهم فور خروجهم من البلد الذى ارتكب فيه الاعتداء .