قررت العراق اليوم الثلاثاء 26 مايو رسيمًا بدء عملية عسكرية لتحرير محافظة الأنبار من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد , وجاء ذالك في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الرسمي بلسان "أحمد الأسدي" الناطق الرسمي باسم مقاتلي الحشد الشعبي . وأطلق على العملية "لبيك يا حسين"، في تسمية من المتوقع ان تثير الجدل في العراق. وجاءت توابع ذالك الاعلان بأثارة مخاوف من تحول الصراع الى صراع طائفى بين السنة والشيعة، يصب في النهاية بمصلحة الدولة الاسلامية, ويشار الى أن الميليشيات الشيعية ارتكبت اعتداءات في المناطق السنية التي دخلتها لا سيما تكريت التي كانت خاضعة للجهاديين. وسجلت تقارير اعدامات جماعية واعمال نهب وحرق منازل في كل من محافظتي صلاح الدين وديالى، بعد تحرير مناطق فيهما من قبضة التنظيم المتشدد. وجاء الاعلان عن بدء العملية غداة اندلاع توتر بين واشنطنوبغداد على خلفية انتقادات أميركية لأداء القوات العراقية في الرمادي، التي سقطت بايدي التنظيم منذ اسبوع تقريبا. ورفضت بغداد اتهامات وزير الدفاع الاميركي الذي قال الاحد ان الجيش العراقي لم "يبد ارادة للقتال" في الرمادي. وتعليقا على تصريحات وزير الدفاع الاميركي اشتور كارتر، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مقابلة مع بي بي سي "انا مندهش من قوله ذلك... اعني انه كان داعما للعراق بقوة. انا متاكد انه زود بمعلومات خاطئة". واعتبر كارتر الاحد ان سقوط الرمادي في 17 مايو هي اسوأ هزيمة منيت بها القوات العراقية منذ قرابة سنة وكان من الممكن تجنبها. وقال الوزير الاميركي في مقابلة مع شبكة سي ان ان "ما حصل على ما يبدو ان القوات العراقية لم تبد ارادة للقتال (...) لدينا مشكلة مع ارادة العراقيين في قتال تنظيم الدولة الاسلامية وفي الدفاع عن انفسهم". وتعد واشنطن من ابرز شركاء بغداد في الحرب لاستعادة الاراضي التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية" وهي تقود تحالفا دوليا يشن غارات جوية على مواقع التنظيم لاضعافه. لكن اكثر من ثلاثة الاف غارة لم تمنع التنظيم المتشدد من التوسع في الاراضي التي اعلن اقامة "خلافته" عليها. واثارت خسارة الرمادي تساؤلات حول جدوى الاستراتيجية المعتمدة من قبل بغدادوواشنطن كذلك، في مواجهة التنظيم الجهادي، لا سيما وان المدينة تقع على بعد نحو 100 كلم غرب بغداد وسقطت في 17 مايو في ايدي التنظيم المتطرف رغم الغارات التي تشنها الطائرات الاميركية انطلاقا من قاعدة الاسد حيث يتمركز المئات من المستشارين العسكريين الاميركيين. ولم تجد الحكومة العراقية سوى اقرارها بالتقصير متعهدة باجراء تحقيق حول اسباب الانسحاب من الرمادي ومعاقبة "المتخاذلين".