قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن تفجير القطيف الذي استهدف مسجدًا للشيعة في المنطقة الشرقية بالسعودية، مؤشر على أن تدخل المملكة في الصراع باليمن ربما يؤدي إلى تصاعد التوترات على أرضها. وأبرزت الصحيفة إعلان الدولة الإسلامية "داعش" مسؤوليتها عن هجوم الجمعة، عبر تفجير انتحاري استهدف مسجدًا للشيعة خلال الصلاة بمدينة القطيف في المنطقة الشرقية. وذكرت أن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 21 شخصًا، وإصابة أكثر من 120 آخرين، وفقًا لبيانات وزارة الصحة السعودية. وأضافت أن إعلان "داعش" مسؤوليته يبدو أنه أول إعلان رسمي عن تبني التنظيم لهجوم داخل المملكة، بعد سيطرته على كثير من الأراضي السورية والعراقية. وأشارت إلى أن "داعش" أسند مسؤولية تنفيذ الهجوم لخلية جديدة تحت مسمى "ولاية نجد"، لكن لا يعرف بعد ما إذا كان الهجوم خطط له من قبل قادة التنظيم ونفذ بشكل مستقل من قبل أحد المتعاطفين معه في السعودية، أم أن الإعلان مجرد محاولة انتهازية من قبل التنظيم لتبني الهجوم بعد وقوعه. وتحدثت الصحيفة عن أن أعضاء الأقلية الشيعية في السعودية، الذين يشكلون ما نسبته 15 % من السكان ويعيشون بشكل أساسي في المنطقة الشرقية، اشتكوا طويلًا من تعرضهم للإهانة والتمييز من قبل الأغلبية السنية والمؤسسة الدينية السنية في المملكة. وذكرت أنه خلال الحملة الجوية التي تقودها السعودية منذ شهرين، ضد الحركة الحوثية الشيعية في اليمن التي تتلقى دعمًا من إيران، قام أئمة السنة بالمساجد والمعلقون في وسائل الإعلام السعودية بشكل مستمر بحشد الرأي العام حول تلك الحرب، عبر مهاجمة الشيعة ووصفهم بالكفرة أو المشركين الخطيرين. وأضافت أن وسائل الإعلام السعودية صورت الحوثيين على أنهم وكلاء لإيران الشيعية، واعتبرت أن الحملة التي تقودها المملكة في اليمن دفاعية ضد أي توغل إيراني. وأشارت إلى أن المملكة تشارك في الوقت نفسه، في الحملة العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق وسوريا ضد "داعش"، مما أثار المخاوف من حدوث رد فعل عنيف من قبل المتعاطفين مع التنظيم داخل الأراضي السعودية، حيث سافر آلاف السعوديين للانضمام إلى "داعش". وتحدثت عن أن قادة "داعش" حثوا أتباعهم على تنفيذ هجمات داخل المملكة، متهمين حكامها بالنفاق.