أقر الجيش الأمريكي لاول مرة بسقوط ضحايا مدنيين في الغارات الجوية التي يشنها في العراقوسوريا، مؤكدا مقتل طفلين في غارة استهدفت جماعة متطرفة في منطقة حارم في محافظة ادلب السورية في 5 و6 نوفمبر 2014. وقال قائد القيادة العسكرية للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم “داعش” الجنرال الامريكي جيمس تيري في بيان “نحن نأسف لهذه الوفيات غير المقصودة”. واوضح الجنرال تيري أن تحقيقا عسكريا اميركيا خلص الى ان “الغارات الجوية التي شنت ضد منشآت تستخدمها جماعة خراسان قرب مدينة حارم اسفرت على الارجح عن مقتل طفلين غير مقاتلين”. وشدد الجنرال تيري في بيانه على أن الجيش الامريكي اجرى قبل تنفيذ الغارات عملية “تقييم دقيقة” للمباني المستهدفة استنتج من خلالها أن هذه المباني تستخدمها الجماعة المتطرفة “حصرا لغايات عسكرية”. واضاف ان عملية الاستطلاع والتقييم “لم تشر إلى وجود اطفال في المباني المستهدفة”، مضيفا ان الغارات تسببت ايضا بإصابة “مدنيين اثنين غير مقاتلين” ب”جروح طفيفة”، وذلك بسبب وجودهما على مقربة من مكان تنفيذ الغارات. وهي المرة الاولى التي يعترف فيها الجيش الامريكي بسقوط قتلى مدنيين في الغارات التي يشنها في العراقوسوريا ضد تنظيم داعش وجماعات متطرفة اخرى والتي بلغ عددها منذ انطلاقها في اغسطس حوالى اربعة الاف غارة. واكد البيان ان الغارات نفذت بما يتفق مع مبادئ الجيش الاميركي والقواعد الدولية التي تحكم النزاعات المسلحة، ولا سيما “الحاجة العسكرية” و”الانسانية” و”التكافؤ”. من جهتها اوضحت المتحدثة باسم البنتاجون القومندان اليسا سميث ان التحقيق العسكري استند الى تقارير عدة عن حصيلة الغارات بينها تقرير للمرصد السوري لحقوق الانسان الذي اكد غداة الغارات مقتل طفلين فيها. والتحقيق العسكري الذي نشر البنتاغون نتيجته يستند ايضا الى صور وتسجيلات فيديو تظهر طفلين قتيلين، وافادات شهود عيان جمعتها خصوصا وزارة الخارجية الامريكية والوكالة الامريكية للتنمية الدولية “يو اس ايد”. ومجموعة خراسان هي مجموعة لم تكن معروفة الى حين رصدتها اجهزة الاستخبارات الامريكية في سبتمبر 2014. واكد مسؤولون امريكيون انها تضم اعضاء من تنظيم القاعدة في افغانستان وباكستان ذهبوا إلى سوريا. ويعتبر بعض الخبراء ان هؤلاء الاعضاء هم في الاساس جزء من جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.