سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالتزامن مع إجازة البنوك وبداية موسم الحج    مصرع أكثر من 29 شخصا وفقد 60 آخرين في فيضانات البرازيل (فيديو)    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    الخضري: البنك الأهلي لم يتعرض للظلم أمام الزمالك.. وإمام عاشور صنع الفارق مع الأهلي    جمال علام: "مفيش أي مشاكل بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب"    "منافسات أوروبية ودوري مصري".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    كاتبة: تعامل المصريين مع الوباء خالف الواقع.. ورواية "أولاد الناس" تنبأت به    اليونسكو تمنح الصحفيين الفلسطينيين في غزة جائزة حرية الصحافة لعام 2024    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    محمد هاني الناظر: «شُفت أبويا في المنام وقال لي أنا في مكان كويس»    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    ملف رياضة مصراوي.. هدف زيزو.. هزيمة الأهلي.. ومقاضاة مرتضى منصور    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    خالد منتصر منتقدًا حسام موافي بسبب مشهد تقبيل الأيادي: الوسط الطبي في حالة صدمة    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعرّف على القصة الكاملة لشهداء عرب شركس.. وال 40 معلومة الغامضة بالتحقيقات وشهادات الشهود
نشر في الشعب يوم 21 - 05 - 2015

نفذت المحكمة العسكرية، مؤخرا حكم الإعدام على 6 من المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا باسم "أحداث عرب شركس"، والمتهم فيها 8 من المنتمين لأنصار بيت المقدس التابع للتنظيم الإرهابي داعش في سوريا والعراق.
وطبقا لما تم إعلانه فإن المتهمين الذين نفذ عليهم حكم الإعدام هم، هانى مصطفى أمين عامر، ومحمد بكرى محمد هارون، ومحمد على عفيفى، وعبد الرحمن سيد رزق (19 عاما)، وإسلام سيد أحمد إبراهيم، خالد فرج محمد، فيما لم تنفذ الأحكام على المتهم السابع حتى الآن لأنه يقضي فترة الحبس الاحتياطي على ذمة قضية أخرى متهم فيها مع 200 آخرين بالانضمام لأنصار بيت المقدس.
ورصدت البداية، 40 معلومة، من اعترافات المتهمين في النيابة العسكرية، وشهادات من بعض الحقوقيين حول القضية والمتهمين فيها من بينهم المحامي الحقوقي أحمد حلمي، والباحث والصحفي حسام بهجت وتحقيق لمدى مصر حول القضية وبيانات الجهات الرسمية وبيان تنظيم انصار بيت المقدس حولها.
بداية القضية
1- تعود بداية القضية إلى مداهمة الأجهزة الأمنية بالقليوبية في 19 مارس 2014، مخزن للمتفجرات في منطقة عرب شركس بمحافظة القليوبية، والذي أسفر عنه استشهاد اللواء ماجد صالح، والعميد ماجد شاكر إلى جانب مصرع 6 إرهابيين، والقبض على 9 آخرين.
2- جماعة «أنصار بيت المقدس»، التنظيم المسلح الذي ينشط في سيناء، وأعلن عن تبنيه عمليات إرهابية كثيرة بعد 30 يونيو 2014، أعلن عن ارتباط «خلية عرب شركس» به من خلال بيان رسمي بعد 3 أيام فقط من كشف الخلية والقبض على المتهمين، ينعى فيه القتلى ال 6 الذين لقوا مصرعهم خلال مهاجمة الخلية.
3- تفيد أوراق القضية أن قوات الجيش عثرت داخل المخزن الذي تم القبض على الخلية فيه، على قطعتي سلاح أثبت تحليل مصلحة الأدلة الجنائية فيما بعد سابقة استخدامهما في هجومي أوتوبيس الأميرية وكمين مسطرد، فضلا عن كمية هائلة من المتفجرات وأوراق تنظيمية وتدريبية تم تنزيلها من على الإنترنت.
4- كما عثر داخل المخزن على لافتة بيضاء كتب عليها "غزوة الثأر لأبي عبيدة.. القادم أدهى وأمر.. أنصار بيت المقدس"، في إشارة إلى محمد السيد منصور الطوخي الذي كانت جماعة أنصار بيت المقدس قد أصدرت بيانا ينعي "استشهاده" على يد الشرطة في مارس الماضي، والذي قالت وزارة الداخلية وقتها أنه كان مسئولا عن تفجير مديرية أمن القاهرة في يناير من هذا العام.
معلومات حول المتهمين
5- جميع المتهمين - وفقا لتحقيق حسام بهجت في مدى مصر - اتفقوا في أقوالهم أمام النيابة على أن حربهم المعلنة هي ضد قوات الجيش والشرطة فقط لأن "الناس اللي في الشارع دماؤهم معصومة". وذهب بعض المتهمين أبعد من ذلك – طبقا للتحقيق - وقرروا أنهم يستهدفون فقط رجال الشرطة والجيش المتورطين فعليا في الاعتداء على المسلمين، لكن واقع العمليات التي اعترف بعضهم بتنفيذها يكذب هذا الادعاء ويشير إلى مدى عشوائية الاستهداف ( الملاحظة لحسام بهجت ).
6- بحسب أوراق القضية، فإن ما يقرب من نصف المتهمين اعترفوا بالانضمام لأنصار بيت المقدس والمشاركة في عدد من عملياته، وهي الاعترافات التي قاموا بإنكارها لاحقا. وجاءت اعترافاتهم الأكثر تفصيلا في تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا التي جرت معهم داخل سجن العقرب بالتوازي مع تحقيقات النيابة العسكرية ضمن إجراءات قضية التفجيرات الكبرى.
7- أربعة من بين المتهمين الثمانية أقروا للنيابة العسكرية بدرجات متباينة من التفصيل أنهم سافروا إلى سوريا عن طريق تركيا في أوقات متفرقة من العامين الماضيين، للمشاركة في القتال ضد الجيش النظامي السوري. واشترك الأربعة عند توضيح دوافعهم للسفر إلى سوريا في التعبير عن مزيج من التوجهات السياسية المعادية للأنظمة العربية الحاكمة والآراء الدينية المعادية للشيعة، فضلا عن الدوافع الاقتصادية للسفر هروبا من ضيق الحال في مصر في حالة بعض المتهمين.
8- من بين الأربعة متهمين اقر المتهم إسلام سيد أحمد إبراهيم، أحد المتهمين في القضية سبق له المشاركة في الحرب في سوريا، وتولى تدريب العناصر على استخدام الأسلحة وشارك فى تنفيذ حادث اللواء محمد سعيد وتفخيخ سيارة التنفيذ بمديرية أمن القاهرة.
9- الصحفي حسام بهجت كتب في تحقيقه عن الواقعة على موقع مدى مصر، أن أحد المتهمين سافر وشارك في الحرب ضد نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وخروجه من مصر كان بعد تعرفه على إسلاميين متشددين أقنعوه بالسفر إلى هناك ل«معرفة دينه الحنيف».
10- أحد المتهمين اعترف في إفادته الأولي فى النيابة العسكرية بالاشتراك في الهجوم على كمين مسطرد، وقال إنه انضم إلى أنصار بيت المقدس في غضون عام 2012 لأنه يرى أن نظام الحكم في مصر نظام "علماني جاهلي كافر" وإنه يرى ذلك منذ فترة طويلة "ولكن الأربع سنوات الأخيرة بلورت الرؤية بالنسبة لي حول ذلك".
-سأله المحقق: "ومن الدول التي تراها من وجهك نظرك تطبق الشريعة؟"، فأجاب: "الدولة الإسلامية في العراق والشام ودي تقع في أجزاء من العراق وأجزاء من سوريا ويحكمها أبو بكر البغدادي ومافيش دول تانية تطبق الشريعة". أدلى هذا المتهم بتلك التصريحات قبل شهور من إعلان داعش إقامة "الخلافة" في يونيو الماضي، ولم يكن من بين المتهمين العائدين من القتال في سوريا وإنما ذكر في أقواله أنه سمع عن داعش من العلماء الذين يثق فيهم وأنه قرأ عنهم على الإنترنت.
عبد الرحمن سيد رزق أبو سريع .. أصغر متهم في القضية..
11- سافر المتهم مرتين إلى سوريا أولهما في 2013 أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، أما الثانية فكانت في شهر يوليو من نفس العام، بعد عزل الرئيس الإخواني، وكانتا للمشاركة في القتال ضد الرئيس السوري بشار الأسد في صفوف الجماعات الإرهابية هناك.
12- في 14 نوفمبر 2013 – أي قبل أي من القضايا بأكثر من 4 أشهر -، نشرت الصحف المصرية التحريات في قضية اغتيال وزير الداخلية السابق محمد ابراهيم وجاء عبد الرحمن رزق اصغر المتهمين – 19 سنة - ضمن التحريات .. ودارت التحريات عن قيادة نبيل المغربى أحد قيادات تنظيم الجهاد والضالعين فى اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات لإحدى المجموعات الجهادية الضالعة فى عملية محاولة اغتيال وزير الداخلية وعمليات أخرى، من خلال تكوين بؤر تنظيم عنقودية وسرية، وضمت المجموعة التى يقودها «المغربى» كلاً من: عبدالرحمن سيد رزق أبوسريع، وشهرته كيمو، مواليد 1994 ويقيم ب9 حارة سليم الديب من شارع أحمد إسماعيل، عين شمس.
13- قال أثناء تحقيقات النيابة، معه في قضية عرب شركس أنه يتبع آراء الإمام ابن تيمية، المتوفي في القرن الثالث عشر الميلادي، بشأن وجوب قتال "الطوائف الممتنعة بشوكة" والتي تشير إلى الطوائف الحاكمة الممتنعة عن تطبيق الشريعة. "وهل هناك من أفراد الشرطة والجيش بجمهورية مصر من طائفة ممتنعة بشوكة؟" سأله المحقق، فأجاب: "نعم وهم الذين يقومون بقتل الناس بدون وجه حق".
14- عن سبب انجذابه لأنصار بيت المقدس قال: "لأن فكري من فكرهم وهو الفكر الجهادي"، وأهداف الجماعة هي "إعادة الخلافة الإسلامية وتطبيق شرع الله". وفي نهاية التحقيق نفسه قالها عبدالقادر صراحة لضابط الجيش الذي يحقق معه: "فكري فكر إرهابي..لأني باحمل فكر التيار الإرهابي وهو الاعتداء على أي حد دفاعا عن نفسي أو غيري".
علاقة المتهمين بالتنظيمات الجهادية
15- اثنان من المتهمين التسعة فقط كانا قد تعرضا للاعتقال أثناء حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، بموجب قانون الطوارئ، وكان أحدهما قد خضع للاعتقال الإداري في الفترة من 2006 إلى 2009 على يد مباحث أمن الدولة أثناء البحث عن أحد أصدقائه الذين عبروا إلى غزة عند فتح معبر رفح في بداية تلك الفترة، في حين أن الآخر تم تسليمه من السلطات اليمنية إلى المخابرات المصرية حسب أقواله في النيابة العسكرية التي سلمته لوزارة الداخلية المصرية لاعتقاله منذ نهاية 2007 حتى قام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإخلاء سبيله في 25 فبراير 2011، ضمن مئات آخرين من المعتقلين الإسلاميين الذين أمر المجلس العسكري بإطلاقهم.
16- جميع المتهمين أدلوا بإفادات حول الاتهامات الموجهة لهم و بعدها بشهر أدلوا بإفادات أخرى أنكروا فيها كافة الاتهامات الموجهة إليه بعدما تم نقل المجموعة بأكملها إلى سجن طرة شديد الحراسة المعروف بالعقرب، بينما رفض جميع المتهمين الحديث أمام المحكمة العسكرية على مدار جلسات محاكمتهم بدعوى عدم اعترافهم بالقوانين "الوضعية".
الاتهامات الموجهة للمتهمين..
17- يحاكم المتهمون في القضية على عدة تهم سواء بالاشتراك أو التحريض على القتل، لما شملت اعترافاتهم بالانضمام لتنظيمات إرهابية في سيناء "أنصار بيت المقدس"، أو السفر والمشاركة في التنظيم الإرهابي داعش في سوريا والعراق.
18- اتهمت النيابة العسكرية المتهمين التسعة بتخطيط وتنفيذ هجوم مسلح في 13 مارس 2014 استهدف حافلة تقل جنودا في الجيش في منطقة الأميرية بالقاهرة، وأسفر عن مصرع مساعد بالقوات المسلحة، ثم تصفية ستة مجندين بعدها بيومين في كمين للشرطة العسكرية في منطقة مسطرد بجنوب القاهرة، ثم قتل عميد وعقيد بالقوات المسلحة أثناء قيام قوة من الجيش بمحاولة إلقاء القبض عليهم في 19 مارس أثناء اختبائهم داخل مخزن مهجور بمنطقة عزبة شركس بمحافظة القليوبية، ما دعا لإطلاق اسم "خلية عرب شركس" على هذه المجموعة. وتقول النيابة العسكرية إن ستة أشخاص من المتهمين بتنفيذ هجومي الأميرية ومسطرد قد لقوا مصرعهم خلال تبادل إطلاق النار.
19- ووفقا لقرار الاتهام الصادر بحق المتهمين، فإن أربعة منهم قد تواصلوا مع قيادات أنصار بيت المقدس في شمال سيناء واتفقوا معهم على تأسيس خلية تابعة للتنظيم في محافظات أخرى بالقاهرة الكبرى والدلتا وضموا إلى عضويتها باقي المتهمين. ويضيف القرار أن المتهمين استهدفوا من وراء هجماتهم على القوات المسلحة "التأثير في الروح المعنوية للقوات ومن ثم في كفاءتها القتالية بما ينتج عنه إضعاف القدرة على ضبط الأوضاع بالبلاد".
20- وفي يوم 19 مارس 2014 وعلى ضوء بعد اعترافات ومعلومات من المقبوض عليهم علمت الشرطة مكان تمركز الخلية المنفذة للعمليات السابقة وكانت في منطقة عرب شركس في القليوبية وتم مداهمة المكان وحصلت معركة نقل الإعلام بعضها واستشهد فيها اتنين من خبراء المتفجرات بالقوات المسلحة برتبة عميد وعقيد ومصرع 6 من العناصر الإرهابية وإصابة واعتقال آخرين.
المحاكمة
21- المتهمون التسعة في «عرب شركس» هم جزء من قائمة تضم مجموعة أكبر تشمل 200 متهم أحالهم النائب العام في شهر مايو الماضي إلى محكمة جنايات مدنية، بتهم المسئولية عن عدد من الهجمات البارزة التي أعلنت أنصار بيت المقدس مسئوليتها عنها، بما في ذلك تفجير مديريتي أمن القاهرة والدقهلية واغتيال عدد من قيادات وضباط الشرطة ومحاولة اغتيال وزير الداخلية وغيرها.
22- القضاء العسكري اختار المتهمين التسعة لإخضاعهم للمحاكمة العسكرية بالتوازي مع المحاكمة المدنية، وبدأت المحكمة العسكرية في مطلع شهر يونيو الماضي، لاتهام التسعة بالتورط في ثلاث هجمات نفذها التنظيم في مارس 2014
23- على مدار ست جلسات، بدأت في مايو وانتهت في أغسطس الماضي، قررت المحكمة العسكرية، إحالة أوراق 6 من المتهمين إلى فضيلة مفتي الجمهورية لاستطلاع رأيه الشرعي في حكم إعدامهم، وأبدى المفتي رأيه بالموافقة في 21 أكتوبر 2014، قضت المحكمة العسكرية، بإعدام 7 متهمين، والسجن المؤبد لاثنين.
24- كل المتهمين رفضوا الخضوع للمحاكمة ليس لطبيعتها الاستثنائية والعسكرية ولكن لأنها محكمة غير شرعية على حد وصفهم ورد كل واحد منهم على القاضي اثناء توجيه الاتهام له قائلا " أنا لا أحتكم لقوانين وضعية ولا أعترف إلا بمحاكم شرعية تقيم شرع الله"
25- شاركت هيئة دفاع في الدفاع عن المتهمين، وحضر أقاربهم جلسات المحاكمة التي رفض حضور وسائل الإعلام بها، ورغم ذلك حضر الزميل حسام بهجت، من موقع مدى مصر، الجلسة السادسة والأخيرة، وكتب عنها قائلا: «بدأ أحد القضاة الثلاثة في تلاوة الاتهامات التفصيلية الموجهة للمتهمين بتدبير عدة هجمات مسلحة على أفراد وأهداف عسكريين انتهت حصيلتها إلى مصرع تسعة من ضباط وجنود الجيش. كان القاضي يتوقف بعد كل مجموعة اتهامات وينادي من ميكروفون صغير أمامه على المتهم المعني ليسأله "حصل؟". واحدا تلو الآخر رفع كل من المتهمين الثمانية صوته من داخل القفص بعبارة اختلفت قليلا في صياغتها: "أنا لا أحتكم لقوانين وضعية ولا أعترف إلا بمحاكم شرعية تقيم شرع الله".
26- عقب التصديق على الحكم تقدم المحكوم عليهم بطعن على الحكم، ولكنه قوبل بالرفض، وأيدت المحكمة العسكرية العليا للطعون يوم الثلاثاء 24 مارس الماضي، حكم الإعدام الصادر ضد 7 من المحكوم عليهم في قضية "عرب شركس"، والمؤبد لاثنين منهم، مرة أخرى.
شكوك حول القضية وانتهاكات المحاكمة.. واتهامات بتلفيق الأدلة
27- في مرافعات كافة محاميّ الدفاع أمام المحكمة، تكرر الإصرار على أن أيًا من المتهمين لم يكن داخل مخزن عرب شركس عند اقتحامه، حسبما تتهمهم النيابة العسكرية. فثلاثة من المتهمين يؤكدون أنهم ألقي القبض عليهم في مارس الماضي بعد مغادرتهم شركة للسياحة في منطقة 6 أكتوبر كانوا يترددون عليها للحصول على تأشيرة لتركيا تمهيدا للسفر مجددا للقتال في سوريا.
28- تقول شقيقة عبد الرحمن سيد رزق أصغر المتهمين إنها ذهبت إلى الشركة بعد إحالة شقيقها للمحاكمة، وأن صاحبة الشركة أخبرتها بصدور تعليمات من الأجهزة الأمنية بإخطار الأمن الوطني مؤخرا عند تقدم أي شباب من الذكور للحصول على تأشيرة سياحية لدخول تركيا، وأن السيدة أبلغت عن المتهمين الثلاثة تنفيذا لهذه التعليمات، ولكنها رفضت المثول أمام المحكمة العسكرية للإدلاء بشهادتها حول مكان وملابسات القبض عليهم. بينما ألقي القبض على متهمين اثنين آخرين في منطقتي رمسيس وغمرة خلال بضعة أيام من القبض على متهمي شركة السياحة، أثناء توجههما لمقابلة أعضاء من التنظيم، فيما بدا أنه عملية أمنية ناجحة لاستدراجهما للقبض عليهما.
29- المتهمون الثلاثة الباقون، أكدوا في أقوالهم للنيابة العسكرية وكرر محاموهم أمام المحكمة أنهم أُلقي القبض عليهم منذ شهري نوفمبر وديسمبر من العام الماضي، قبل قرابة ثلاثة أشهر من ارتكاب الجرائم التي يحاكمون بشأنها، وأنهم ظلوا طيلة تلك الشهور محتجزين في سجن العزولي العسكري بمحافظة الإسماعيلية قبل أن تتم إحالتهم للتحقيق ونقلهم إلى سجن العقرب. وذكر المتهمون الثلاثة المقبوض عليهم منذ العام الماضي أنهم تعرضوا للاحتجاز والتعذيب في العزولي قبل شهور على ارتكاب الجرائم التي تتهمهم السلطات بالتحريض عليها
30- جميع محاميّ الدفاع عن هؤلاء المتهمين الثلاثة طالبوا المحكمة العسكرية في جلسة يوليو الماضي بتنحية اعترافات موكليهم الأولية جانبا وعدم الاعتداد بها نظرا لانتزاعها نتيجة التعذيب، وقالت إحدى محاميات الدفاع إن موكلها كان معتقلا داخل العزولي "الذي تحول إلى أبو غريب مصر" وقت ارتكاب الجرائم المزعومة. في حين شدد محامو الدفاع على أن الفاعلين الأصليين في الهجمات الثلاثة محل المحاكمة هم الستة الذين قتلتهم قوات الجيش خلال تبادل إطلاق النار في مخزن عرب شركس، وأن المتهمين الثمانية المحبوسين ينتمون إلى ما سماه أحد المحامين في مرافعته "المخزون الاستراتيجي لوزارة الداخلية" في إشارة إلى متهمين كانوا في السجن أصلا وقت ارتكاب الهجمات، أو ألقي القبض عليهم في مواضع أخرى بعدها من أجل تقديمهم للمحاكمة.
31- تُظهر أوراق القضية أن تعذيب المتهمين لم يقتصر على سجن العزولي. فالمتهم خالد فرج الذي يقول إنه قد ألقي القبض عليه في منطق غمرة في يوم 19 مارس الماضي، مثل أمام النيابة العسكرية على كرسي متحرك في اليوم التالي لضبطه، وأخبر المحقق بأنه تعرض للتعذيب في اليوم السابق عن طريق الضرب في رأسه وأنحاء متفرقة من جسده في مكان لم يستطع تحديده نظرا لأنه كان معصوب العينين. ودوّن المحقق العسكري في محضر التحقيق أنه "بمناظرة المتهم تبين وجود سحجات وكدمات بالوجه والفم ووجود آثار سحجات باليد اليسرى واليد اليمنى" وأنه سأل المتهم عن سبب وجوده على كرسي متحرك فأفاد "بوجود كسر بقدمه اليسرى بسبب ضربه أثناء القبض عليه".
32- اتهم أهالي المتهم الثاني محمد بكري هارون، قوات الأمن باعتقاله بتاريخ 28/11/2013 أي قبل ارتكاب أي من الوقائع الثلاثة بأشهر، وقالوا إنه اعتُقل في مدينة الزقازيق بالشرقية مع وزوجته وأبنائه واحتجزت زوجته 10 أيام في الأمن الوطني بالزقازيق ثم أطلق سراحها واستمر اخفاؤه قسريا حتى تاريخ الإعلان عن ضبطه في مؤتمر وزير الداخلية 30 مارس 2014، وتقدمت الأسرة ومحامو الدفاع بأوراق بذلك للمحكمة.
33- محامو المتهم الثالث هاني مصطفى أمين عامر قالوا إنه اعتقل بتاريخ 16/12/2013 وتم إلقاء القبض عليه مع صهره أحمد سليمان من مكتب رئيس حي ثالث بالإسماعيلية وتم اقتيادهم إلى سجن معسكر الجلاء بالجيش الثاني الميداني والشهير بالعزولي حيث خضعا لعمليات تعذيب شديدة، ليواجه كل منهما تهما مختلفة لوقائع حدثت بعد اعتقالهما، كما قال محامو محمد علي عفيفي انه اعتقل بتاريخ 19/11/2013.
34- والدة عبدالرحمن سيد رزق أبوسريع اصغر متهم في القضية اشارت إلى انه تم القبض عليه قبل واقعة عرب شركس ب ثلاثة ايام.. واشارت إلى أنه وقت القبض عليه كان حدثا .. وأن هيئة المحكمة لم تلتفت للدفوع الخاصة به
35- منظمات حقوقية طالبت بمحاكمة المتهمين أمام قاضيهم الطبيعي وليس محاكمة عسكرية يكون القاضي خصما وحكما في نفس الوقت .. كما تم شن حملة لوقف تنفيذ حكم الإعدام في القضية حتى البت في بقية القضايا .. كما دعت منظمات أخرى لضرورة وقف عقوبة الإعدام نهائيا باعتبارها جريمة تعادل جريمة القتل
36- اعتبر البعض توقيت تنفيذ الحكم مؤشر على الروح الانتقامية وللاسف فإن جميع مانشيتات الصحف المصرية خرجت لتؤكد نفس المعنى وضعت تنفيذ الحكم باعتباره رد على الإرهاب مما أعاد للأذهان ما جرى في الأردن عقب حرق الكساسبة
شهادات محامين حول القضية ودائرة نظرها في تصريحات للحقوقي حسام بهجت..
37- طبقا للافادات التي نشرها محامو المتهمين فإن التحقيقات تجاوزت تعذيبهم في سجن العازولي العسكري كما تجاهلت المحكمة الدفوع التي طرحها المحامون حول القبض على بعض المتهمين قبل المحاكمة بعدة اشهر
38- مدى مصر نقلت شهادة المحامي أحمد حلمي عضو لجنة الحريات بنقابة المحامين ومحامي أربعة من المتهمين الثمانية، وقال في حديثه إلى «مدى مصر» قبل صدور الحكم أن "الدائرة سمعتها جيدة" وأنها تضم ثلاثة من أكبر القضاة العسكريين في المنطقة المركزية العسكرية التي تضم القاهرة الكبرى ويحتلون مناصب رفيعة بإدارة القضاء العسكري، مضيفا أن المحكمة قد استجابت لجميع طلبات دفاع المتهمين بصورة أفضل كثيرا من محاكم الجنايات المدنية في قضايا الإرهاب المنظورة في الفترة الأخيرة.
39- حلمي قال ل مدى مصر " ايضا قبل صدور الحكم إن أحد أسباب تفاؤله بنتيجة المحاكمة أنه سبق ترافعه أمام نفس الدائرة في قضية شبكة «رصد»، التي واجه فيها عدد من المتهمين اتهامات “الحصول بطريقة غير مشروعة على سر من أسرار الدفاع عن البلاد، وإذاعة سر من أسرار الدفاع على شبكة الإنترنت على موقع (شبكة رصد الإخبارية)”، وذلك على خلفية تسريب فيديو لوزير الدفاع عبدالفتاح السيسي أثناء لقائه بعض الضباط قبل توليه الرئاسة. وفي شهر إبريل 2014 أصدرت الدائرة حكما مخففا ببراءة موكل حلمي وحبس متهم آخر سنة واحدة.
موقف قيادات بداعش من المتهمين في القضية
40- نقلت تقارير عن حساب منسوب ل عبيدة المصري "مسئول المعاهد الشرعية في داعش"على موقع فيسبوك تعليقا يبدو منه أنه كان من أفراد مجموعة عرب شركس قبل سفره إلى سوريا، حيث قال: "إخوة ملحمة عرب شركس كلما تذكرتهم ترجع بى الذكريات إلى الخلف فأتذكر رجال أتمنى لو أفدى أحدهم بنفسى، أبطال وليس هذا عن قريب بل والله منذ أن عرفت أحدهم ما علمت عنه إلا أنه شرس مجاهد موحد لا يستسلم للطواغيت، إما النصر أو الموت، يعمل بأقل الأمكانيات، فعل بالمرتدين أفاعيل لم يعرفوا إلى الآن من فعلها".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.