جاءت تصريحات وزير الخارجية السعودي الجديد، عادل الجبير، التي أعلن فيها عن هدنة مؤقتة في اليمن، تستمر 5 أيام، وذلك بالتنسيق مع قوات التحالف العشري، مثيرة لاستغراب المراقبين والمحللين، بعد قيام مليشيات الحوثي بقصف مناطق في جنوب السعودية بالهاون والكاتيوشا، مما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح. هدنة إغاثية أم هدنة شاملة؟ وكان الجبير قد أكد، في مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي جون كيري في الرياض، أن الهدف من الهدنة هو السماح بإيصال المساعدات الإنسانية لبعض مناطق اليمن المتضررة بشدة، مشيرًا إلى أن السعودية خصصت مبلغ 274 مليون دولار كمساعدات إنسانية لليمن استجابة لنداء الأممالمتحدة. وأضاف أن الهدنة مشروطة بموافقة الحوثيين، على أن يلتزموا بها وألا يتعرضوا لهذه الجهود وألا يقوموا بأعمال عدائية في اليمن. ولفت مراقبون إلى أن كون الهدنة المعلنة من جانب السعوديين فقط يشير إلى ضغوط دولية مورست على السعودية بعد أن أثبت الحوثيون صمودًا كبيرًا في الدفاع عن مواقعهم والتي يسيطرون عليها في الجنوب اليمني. الحوار اليمني في ظل الهدنة: فيما اعتبر مراقبون أخرون أن هذه الهدنة قد تكون بداية لهدنة شاملة بين أطراف الحرب لإتاحة الفرصة أمام العمل السياسي ليأخذ مجراه بهدف إرساء أسس دولة ديمقراطية وقوية. وكان الملك سلمان بن عبد العزيز قد رحب في كلمته أمام القمة التشاورية لقادة مجلس "التعاون" بانعقاد مؤتمر الرياض، والذي سينعقد 17 مايو الجاري، للحوار بين كافة الأطراف اليمنية الراغبة في المحافظة على أمنه واستقراره، وذلك تحت مظلة دول الخليج. وتأتي الهدنة وسط تمسك الطرفين بشروطهما لخوض الحوار، فمن جهة تصر المملكة على انسحاب الحوثيين من المناطق المسيطرين عليها، وتسليم جميع الأسلحة التي استولوا عليها من الجيش اليمني خاصة الأسلحة الثقيلة والاستراتيجية، في حين يطالب الحوثيون بوقف كامل للعمليات العسكرية التي تقوم بها دول التحالف العربي، بالإضافة إلى رفضهم الذهاب إلى الرياض ومطالبتهم بإجراء الحوار في أي دولة أخرى في العالم. المعارضة تؤكد الفشل: ومن جانب آخر، شن عمر بن عبد العزيز، المعارض السعودي المقيم في كندا، هجومًا كبيرًا على المملكة وخاصة الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد ووزير الدفاع، حيث اتهمه بالفشل الذريع في اليمن. وقال، في تغريدات له على حسابه بموقع "تويتر": "السعودية تعرض هدنة على الحوثي!! ألا يجب محاسبة ابن سلمان على الفشل الذريع؟ تحالف من عدة دول وتبحث عن هدنة؟!". وأضاف بن عبد العزيز: "قبل أيام وبكل بجاحة كان البعض يروجون لكذبة الانتصار في المعركة أينهم اليوم من نجران وجازان"!!. ومن جهته اعتبر الداعية الكويتي حامد العلي أن توقيت الهدنة خاطئ جدا، مرجعا ذلك إلى استغلال إيران لها وإمداد الحوثيين بالأسلحة. وكتب العلي، في تدوينات له عبر حسابه بموقع "تويتر": "إيران المستفيدة من الوقت، خطأ كبير منح أي هدنة في مواجهة إيران باليمن.. كما كان ترك إيران تتمدد براحتها هي الخطيئة الكبرى التي استمرت طويلا". واستند في رأيه هذا إلى اعتزام إيران إرسال سفينة للمساعدات الإنسانية لليمن، حيث قال:" إيران تعتزم إرسال سفينة تزعم أنها "مساعدات إنسانية" - في الحقيقة تحمل أسلحة - لليمن في خطوة قد تثير توترا".