اهتمت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية بمسيرات النصر التى شهدتها مدينة بالتميور الأمريكية بعد توجيه الاتهام لستة شرطيين فى واقعة وفاة فريدى جراى بعد احتجازه على يد الشرطة. وقالت إن الغضب العام حول وفاة جراى أثناء احتجازه قد بدأت فى تغيير الكيفية التى تواجه بها السلطات فى الولاياتالمتحدة مزاعم انحياز الشرطة وسوء التصرف. وقالت الصحيفة إن الاحتجاجات الغاضبة تحولت إلى مسيرات مبتهجة فى بالتميور أمس السبت بتوجيه اتهامات جنائية ضد ستة من رجال الشرطة. وبعدما رفض المدعون والمحلفين اتهام ضباط قتلوا رجلين أسودين غير مسلحين فى مدينة فيرجسون العام الماضى، فإن قرار المدعى العام فى بالتيمور مارلين موسى، بالتحرك سريعا وتقديم الضباط للمحاكمة يشير إلى اختلاف كبير فى إذعان أعضاء الإدعاء العام إزاء رواية الشرطة للأحداث، ويأتى بعد شهر من رفض المدعين فى شمال شارلستون توجيه اتهامات بالقتل ضد ضابط أبيض أطلق النار على رجل أسود من الظهر. وقال سام واكر، أستاذ فى علم الجريمة بجامعة نبراسكا الأمريكية، إنه يعتقد أن كل الأحداث التى وقعت منذ أغسطس الماضى قد غيرت الطريقة التى يفكر بها الناس بشأن محاسبة الشرطة.. وأضاف أنهم يشهد مجموعة ناشئة من أفضل الممارسات بشأن كيفية ضمان الحصول على الحقيقة فى تلك القضايا. وتابعت الصحيفة قائلة إن ثمانية وتسعين ضابطا أصيبوا مع اندلاع أعمال الشغب فى بالتيمور يوم الاثنين الماضى بعد جنازة جراى، وعجت الشوارع بالاحتجاجات منذ وفاة جراى فى 19 إبريل بعد أسبوع من كسر رقبته وتحطم حنجرته أثناء احتجازه من قبل الشرطة. لكن أمس السبت، سيطر شعور بالراحة على الاحتجاجات المخطط لها التى تحولت إلى مسيرات انتصار. وتم اتهام الضابط الأسود كاسير جودسون، الذى كان يقود حافة للشرطة التى تعرض فيها جراى للضرب، بالقتل من الدرجة الثانية، مما يعنى أنه يقضى عقوبة السجن 30 عاما. ويواجه جودسون وثلاثة ضباط آخرين اتهامات بالقتل غير العمد، بينما ألقى القبض على ضابطين آخرين بتهمة الاعتداء. والضباط الستة بينهم ثلاثة بيض وثلاثة سود، خمس رجال وامرأة، وتم إطلاق سراحهم جميعا بناء على تعهدات خاصة بهم. ويقول الخبراء القانونيون إن أحد التغييرات الهامة فى النهج تتمثل فى الكيفية التى قامت بها المدعى العام موسبى بخطوة غير عادية بإجراء تحقيق مستقل من جانبها فى وفاة جراى بدلا من مجرد القبول بتقرير قسم الشرطة حول الحادث. وتأتى الاتهامات بعد يوم من تسليم الشرطة تقرير حول روايتها للأحداث، وأيضا تقرير الطبيب الشرعى. وقال واكر إن إجراء تحقيق منفصل كان أمر غير معتاد، لكن فيما يتعلق بسلوك ضباط بالتيمور، فعندما تنظر إلى ما نعرفه عن تاريخها الحديث، فالأمر ليس مفاجئا. ففى تلك المدينة وغيرها، هناك تاريخ معروف لضباط تآمروا لاختلاق قصص للتغطية على أفعالهم. وبالتأكيد فإن الأبعاد العنصرية للنقاش بشأن أساليب الشرطة كانت فى خلفية تلك الاتهامات. فممثلو الإدعاء الذين فشلوا فى توجيه اتهامات ضد الضباط فى ميسورى ونيويورك كان بيض. بينما موسبى مسئولة منتخبة من أصل أفريقى. ورغم أنها تنتمى لعائلة من الضباط، إلا أن ترشحت لمنصبها على أساس ملاحقة وحشية الشرطة. مكافحة الإرهاب مسئولية دول الشرق الأوسط وليس واشنطن قالت صحيفة نيويورك تايمز إن مع توسع تنظيم داعش خارج سورياوالعراق، فإن العديد من الدول ال60 أعضاء التحالف الدولى لمكافحة التنظيم، يضغطون على الإدارة الأمريكية لنقل المعركة لتستهدف الجماعات التى أقسمت بالولاء لداعش. ومن الناحية النظرية، تقول الصحيفة فى إفتتاحيتها، الأحد، أن هذا قد ينطوى على امتداد عمليات قوات التحالف الدولى، الذى تقوده الولاياتالمتحدة، إلى ليبيا، حيث أرسل داعش مجموعة من المقاتلين لتأسيس فرع له من المسلحين فى البلاد، وكذلك سيناء حيث بايعت جماعة أنصار بيت المقدس تنظيم داعش فى العراقوسوريا. ويقدر مسئولو الاستخبارات عدد المقاتلين المتطرفين التابعين لداعش داخل سورياوالعراق بنحو 31 ألف مقاتلا، بالإضافة إلى ما لا يقل عن مئتى من المتطرفين فى الأردن ولبنان والسعودية وبلدان أخرى تعهدوا بالولاء للتنظيم الإرهابى. وترى الصحيفة أنه من الضرورى مناقشة أى توسع فى الحملة ضد داعش أو غيره من الجماعات الإرهابية، بدقة وعلنا، من قبل واشنطن وشركائها فى التحالف. وتضيف أنه أمر خطير وغير حكيم افتراض أن التعهد بالولاء للتنظيم من قبل الجماعات الأخرى، يعنى تقاسم الموارد أو خضوع هذه الجماعات لسيطرة التنيظم. لذا سيكون خطأ فادحا أن يجرى التعامل مع جميع الجماعات المنشقة على أنها نوع واحد من التهديد. وتذهب الصحيفة الأمريكية للقول بأن المشكلة لا تنحصر على داعش او غيره من الجماعات، فهناك العديد من التهديدات التى تعصف باستقرار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا، حيث الصراعات الطائفية المستعصية وبعض الدول الفاشلة مثل ليبيا واليمن بسبب الإنهيار شبه الكامل للسلطة الحكومية والنظام المدنى. وهذا ما يجعل السبيل لإيجاد استراتيجية متماسكة وفعالة للتعامل مع التحديات، أصعب كثيرا. وتخلص للقول أن فى حيت تلعب الولاياتالمتحدة دورا قياديا، فإن المسئولية الرئيسية فى مواجهة الجماعات المتشددة وإنهاء الحروب الطائفية تقع على عاتق دول المنطقة، بما فى ذلك السعودية وإيران. وهو ما يطلب منهم تنحى عداواتهم جانبا والتعاون معا بل والقتال جنبا إلى جنب ضد المتشددين. كما سيتطلب ذلك إجراء إصلاحات داخلية حيث الأيديولوجية الراديكالية والحكم القمعى يشجعا التشدد.