ذكر تقرير أعده معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الأمريكي، الذراع البحثية لمنظمة "إيباك" كبرى منظمات اللوبي الصهيوني فى الولاياتالمتحدة إن المؤتمر المقبل للحزب الوطني الحاكم فى مصر يهدف إلى تعزيز سيطرة جمال مبارك نجل الرئيس على الحزب قبل الانتخابات الرئاسية المقررة فى 2011. ودعا المعهد إدارة أوباما إلى دعم الوطني وعدم السماح بصعود اتجاهات سياسية إسلامية سواء من الإخوان أو من غيرها، وكذلك تشجيع البرنامج الاجتماعي للحزب الوطني فى ظل غياب إصلاح سياسي حقيقي فى مصر، كما يهدف إلى ترويج برنامج الحزب الذي سيركز على موضوع "العدالة الاجتماعية" وليس الإصلاح السياسى الذي حاول كثيراً أن يتجنبه. التوريث قادم قادم لا محالة من جهة ثانية شارك عدد من الإعلاميين المقربين من النظام الحاكم مارثون الترويج لتوريث نجل الرئيس جمال مبارك، وحاول الإعلامي عماد الدين أديب إرهاب المشاهدين، بتحذيره خلال حلقة أمس الأربعاء من برنامج "القاهرة اليوم"، الذي تبثه قناة "أوربت"، ويقدمه شقيقه عمرو أديب، من خطورة ترك منصب نائب الرئيس خاليا، حيث أكد أن عدم تحديد ملامح الرئيس القادم لمصر، هى "كارثة حقيقية". وحول الجهات المنوط بها اختيار الرئيس الجديد، قال أديب :"فى ظل وجود الرئيس في الحكم، فهذه الجهات هى الرئيس نفسه والحزب الوطني، أما فى حالة غيابه، فتكون القوات المسلحة هي الجهة التي ستحسم معركة وكرسي الرئيس القادم". واستعمل أديب فزاعة ما وصفه ب"فوضى العارمة"، في حال غياب الرئيس مبارك عن الحكم، واقترح أن يبادر الرئيس ويختار نجله جمال وذلك من اجل "تجنيب مصر فتنة كبرى"، على حد قوله. وقال أديب :"إذا قال (مبارك) أن شخصا بعينه يصلح رئيسا لمصر، سواء كان هذا الرئيس المقترح هو جمال مبارك أو غيره، فهذا أفضل من ترك الأمور دون تحديد"..! وأكد أديب القريب من دوائر صنع القرار أن :"مسألة الترشيح لم تحسم بعد، سواء فى الحزب الوطني أو باقي الأحزاب والقوى السياسية". وأشار أديب إلى أن هناك من يريد أن يكون جمال مبارك هو الرئيس المقبل، وهناك من لا يريده، كما أن هناك تيارات مختلفة داخل الحزب الوطني حول هذا الشأن، موضحا أن :"هناك صراع أجنحة داخل الحزب، بصرف النظر عن المسميات". ووجه أديب انتقادات إلى مطالبة الكاتب محمد حسنين هيكل بتكوين مجلس "حكماء، للعمل على إجراء عملية انتقال سلسلة للسلطة، وقال "من حق هيكل أن يفكر ويقترح لجان فى حالة الغياب المفاجئ للرئيس، والأسماء المطروحة من جانبه كلها شديدة الاحترام، ولكن ذلك يذكرني بالاتحاد السوفيتي، مع احترامي لكلام الأستاذ هيكل، لأنه يلغى أدوار كافة المؤسسات، كما أنه لا يوجد نص دستوري يعتمد عليه فى كلامه، بالإضافة إلى أن الأسماء المختارة أصغر سن فيها هو 65 سنة، وأنا أفضل أن يقترح الأستاذ هيكل بدون أسماء، لأن فى ذلك نوع من التفضيل والهوى الشخصي فى الاختيار، والمفروض أن يترك الاختيار للشعب، وفى نهاية الأمر، لابد للفكرة أن تكون على أساس قانوني ودستوري". وكان الإعلامي عمرو أديب أكد في حلقة من برنامج "لماذا" الذي قدمه الإعلامي اللبناني طوني خليفة على قناة "القاهرة والناس" الفضائية أن رئيس مصر القادم هو جمال مبارك، وقال عمرو أديب :"سأقول لك أمر لن يقوله لك أحد غير وهو أن جمال مبارك"، وأضاف أديب أن جمال مبارك :"هيمسك الحكم هيمسك الحكم"..!. يشار إلى أن علاقة وطيدة تربط عائلة الأخوين أديب بالسلطة في مصر ، حيث أنه في الوقت الذي كان فيه عماد أديب صحفي ناشئ في قسم شئون الرئاسة بالأهرام، كان الرئيس حسني مبارك نائباً للرئيس ويسعي لتكوين طاقمه الخاص، وأديب الذي لا تخطئ العين "نصاحته" كان خير رفيق لنائب الرئيس إلى العديد من دول العالم باعتباره مرافق صحفي خاص به. هذه الرفقة التي انقطعت منذ زمن طويل وقبل تولي محمد حسني مبارك مهام رئاسة جمهورية مصر العربية، وقد عادت وبقوة مرة أخرى لاستكمال طريق توريث نجل الرئيس. المعارضة تنتقد التوريث بالإكراه من جهة ثانية انتقد عدد من قيادات الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات العامة تصريحات الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، التى أدلى بها إلى وكالة رويترز، حول إمكانية ترشيح جمال مبارك، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني، لانتخابات الرئاسة المقبلة عام 2011. وقال رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع: "إن تصريحات نظيف إشارة خفية تهدف إلى تهيئة الرأي العام لقبول جمال كمرشح للرئاسة فى حالة عدم ترشح الرئيس، وإن تصريحات قيادات الحزب الوطني بشكل عام تخرج متوازنة بشكل كبير، فهي من ناحية تؤكد أن الرئيس مبارك هو المرشح المقبل، وتحافظ فى الوقت نفسه على فرص جمال، لأنه لا أحد منهم يعلم من هو المرشح المقبل". من جانبه، قال المستشار محمود الخضيرى، نائب رئيس محكمة النقض السابق: "إن الإعداد لتولى جمال مبارك الحكم فى مصر بدأ منذ فترة طويلة، لكنه يزداد حاليا بشكل تنظيمي ومخطط"، وأضاف: "الحكومة فى مصر ستبارك ذلك المشروع لأنها حكومة الرئيس وليس الشعب"، ودلل على كلامه بحديث نظيف عن إمكانية ترشيح جمال مبارك للحكم، وعلق على تصريحاته قائلا: "إذا كان يقول رأيه كمواطن فهو لا يعبر إلا عن نفسه.. لكنه كرئيس حكومة مصر يجب عليه ألا يبارك ترشيح أحد". واعتبر الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب "الجبهة"، تصريحات نظيف:"تحولا فى الحديث عن التوريث إلى احتمالات تحققه، خاصة أنها مناقضة لبعض التصريحات السابقة لقيادات الحزب الوطني التى نفت تبنى الحزب فكرة التوريث"، وأضاف "الغزالي": "رغم أن مثل هذا التصريح يأتي مبكرا ويطرح تساؤلاً حول أسبابه وهل هو مصادفة أم بالتنسيق مع الحزب الوطني، فإنه يعبر عن الحقيقة التى يحاولون إخفاءها". وقال مصطفى الطويل، الرئيس الشرفي لحزب الوفد، إن تصريحات نظيف تحصيل حاصل، لأنها تعبر عن واقع يعلمه الجميع، ففى انتخابات الرئاسة المقبلة إما أن يرشح الرئيس نفسه أو يتقدم بديله وهو جمال مبارك. وشن جورج إسحاق، القيادي فى حركة كفاية، هجوما عنيفا على رئيس مجلس الوزراء ورموز الحزب الوطني، وقال: "الحزب الوطني بدأ اللعب على المكشوف، والفرق بين تصريحات الرئيس مبارك ونجله حول التوريث وتصريحات رئيس الوزراء، أن الأخير لم يحتمل ما نقوم به من طرح أسماء ورموز للترشح فى انتخابات رئاسة الجمهورية". ولفت سيد عبد العال، أمين عام حزب التجمع، إلى أن تصريحات أحمد نظيف تعبر عن "حالة من التخبط بين قيادات الحزب الوطني"، بسبب عدم معرفتهم بالمرشح المقبل، وما يزيد من حيرتهم هو دور جمال مبارك المتزايد داخل الدولة، فهو يقوم بدور "رئيس وزراء" وأحيانا يقوم بدور "نائب رئيس جمهورية". وقال أحمد فضالى، رئيس حزب السلام الديمقراطي: "إن تصريحات نظيف تلامس الحقيقة، وليس من حق أحد أن ينتقص من حق جمال مبارك فى الترشح للرئاسة، والتصريحات تؤكد احتمالية ترشيح جمال مبارك للرئاسة وليس توريث الحكم. ووصف السيناريست أسامة أنور عكاشة، تحركات جمال مبارك بأنها بداية لحملة التمهيد الحقيقية لتوريثه الحكم، موضحا أن حرص أمين السياسات على لقاء الشباب هو محاولة لاستقطابهم كفئة كبيرة ومؤثرة فى المجتمع، وقال: "الحزب الوطني يسوّق جمال ويبيعه للناس، خصوصا الشباب الذي يعتمد عليه فى حملته". وأضاف عكاشة: "الحكومة تبارك التوريث بشكل مباشر ودون مداراة، والتفكير فى سيناريوهات مختلفة عنه مضيعة للوقت، لأن التوريث هو الاحتمال الوحيد المطروح"،وتابع: "نظيف بهذه التصريحات جاب من الآخر". جدير بالذكر انه في كل المرات السابقة، التي تلقى فيها الوزراء وكبار رجال الدولة في مصر، أسئلة حول المستقبل السياسي لجمال مبارك نجل الرئيس، حاولوا جميعا التهرب من الإجابة، فأي كلمة في تصريحاتهم، ربما تتحول إلى قنبلة تنفجر في الوجوه، لكن أخيرا خرج رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف على هذه القاعدة، التي استمرت منذ بداية الصعود السياسي لمبارك الابن، داخل الحزب الوطني، والذي وصل فيه إلى منصب الأمين العام المساعد وأمين السياسات، وهو ما يجعله الرجل الثاني "نظريا" داخل الحزب، بعد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى والأمين العام، والأول فعليا باعتباره قائد الحرس "الحديدي" الجديد. الرئيس باق لآخر نفس وكان تصريح نظيف الذي تناقلته وسائل الإعلام عنه، وقال فيه إن نجل الرئيس هو مرشح "ممكن" لخلافة والده في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمقرر لها عام 2011، صادما للجميع، فقد جاءت تصريحاته على هامش قمة "رويترز" للاستثمار في الشرق الأوسط، بالتزامن مع ما اعتبره المحللون في مصر، محاولة من جانب الحزب وقادته، لإعداد الابن لخلافة والده، مع اقتراب موعد الانتخابات، وصدور إشارات من أطراف عديدة، تؤكد أن الحزب سيرشح الابن خلال المؤتمر السنوي للحزب الذي ينعقد هذا الشهر، ليكون مرشحه للرئاسة، وهو ما واجهته موجة من التأكيدات الحكومية والحزبية المضادة، بأن الحزب لم يختر مرشحه للرئاسة بعد، وان هذا الأمر ليس واردا في الفترة الحالية. واعتبر رجال الحزب الذين انبروا لنفي خبر ترشيح مبارك الابن، أن الوقت لا يزال مبكرا للغاية، على توقع إن كان الرئيس مبارك سيتخذ قرارا بشأن خوضه لانتخابات عام 2011، من عدمه، وهو نفس السياق الذي جاءت فيه تصريحات نظيف، والتي بدت كأنها جزء من منظومة النفي الرسمية، التي تؤكد على أن "الرئيس باق في منصبه لآخر نفس"، حسبما جاء على لسان الرئيس شخصيا فيما قبل.