فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية تقدمت بها روسيا الاتحادية من أجل وقف المعارك ووقف القصف الجوي والسماح للصليب الأحمر الدولي بإرسال طائرات ومسعفين وأطباء؛ لتغذية المستشفيات اليمنية بالأدوية اللازمة والكادر الطبي وحتى نقل الجرحى إلى الخارج وحيث يريدون العلاج وتقديم الإسعافات الأولية للجرحى المنتشرين في كل مستشفيات اليمن. المعارض الشرس للموقف الروسي، كان الموقف السعودي الذي أكد أنه لا لزوم لهدنة إنسانية، والسعودية التي حافظت طوال 8 عقود على علاقات جيدة مع روسيا حتى في زمن الحرب الباردة، وقفت ضد موسكو بشكل قوي وبلغ التصعيد بوزير خارجية السعودية سعود الفيصل حدًا كبيرًا ردًا على رسالة الرئىس الروسي بوتين إلى القمة العربية في شرم الشيخ؛ حيث اتهم الفيصل روسيا بأنها تدعو إلى «حل سياسي وتدعم سوريا بكل الأسلحة لإبادة الشعب السوري» وهذا الكلام لم يطلقه أي مسؤول ديبلوماسي سعودي ضد روسيا سابقا، التي ردت بعنف على كلام الفيصل عبر خبير عسكري روسي الذي قال «الجيش السعودي لا شيء»، أما وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف فقال: «وضعت السعودية نفسها في فخ عسكري لم تستطع الخروج منه وسيندمون على الكلام الذي وجهوه لبوتين». أما بالنسبة لمجلس الأمن ووقائع الجلسة، فقد أكدت رئيسة مجلس الأمن الدولي في دورته الحالية وسفيرة الأردن للأمم المتحدة، دينا قعوار، أن اجتماعات مجلس الأمن الدولي المغلقة مستمرة في نيويورك؛ بهدف نقاش الأوضاع في اليمن ومشروع قرار تقدمت به روسيا حول إعلان هدنة إنسانية، مستبعدة أن يتم التوصل إلى أي قرار في هذا الشأن اليوم (أمس). وأضافت قعوار أن «أعضاء المجلس أكدوا تطابق رؤيتهم حول أهمية تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة باليمن، خاصة القرار 2101، وأعربوا عن قلقهم من تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن». وحول مشروع القرار الروسي، قالت قعوار إن «أعضاء المجلس يدرسون مشروع القرار، إضافة إلى تشاورهم حول مشروع القرار السياسي الذي كانت دول التعاون الخليجي قد تقدمت به». ويرتكز مشروع القرار الروسي على أربع نقاط أساسية تتمحور جميعها حول المساعدات الإنسانية وهدنة للقتال، ويطالب القرار دول التحالف بفرض هدن إلزامية ومحددة لوقف القصف، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى البلاد. كذلك يطالب بتمكين السفارات الأجنبية من إخلاء رعاياها والدبلوماسيين المتبقين في اليمن، ويؤكد القرار أن خرق الهدنة المذكورة يمثل خرقًا للقانون الدولي. ولا يشير القرار الروسي إلى دعوات مجلس الأمن للحوثيين بالانسحاب من المقرات الحكومية، كما لا يحدد آليات توفير الهدنة الإنسانية. وبعد ذلك تحدثت قعوار بصفتها سفيرة الأردن قائلة «علينا أن ننظر إلى الأسباب التي أدت إلى تدهور الأوضاع في اليمن والوضع الإنساني وذلك بسبب إخفاق تطبيق قرارات مجلس الأمن في هذا الشأن، من قبل الحوثيين». وتعكس الأجواء المتوترة في مقر مجلس الأمن ما أكدته مصادر دبلوماسية بأنه من المستبعد الاتفاق على مشروع القرار وحتى إصدار بيان رئاسي؛ بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء. وأعرب دبلوماسي بريطاني للصحافيين، قبل بدء اجتماع المجلس، عن قلقه من تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، مضيفا «لكن علينا أن لا ننسى من هي الأطراف المسؤولة عن تدهور الوضع الأمني» في إشارة إلى الحوثيين مطالبا إياهم «بالعودة إلى الشرعية». ونفت روسيا الاتهامات التي وجهها وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، إذ اتهم روسيا بتقديم السلاح للحوثيين مع الطائرات التي قدمت لإخلاء الرعايا الروس. وناقشت دول مجلس التعاون الخليجي مشروع قرار تقدمت به قبل أكثر من أسبوع حول اليمن، واتفقت حوله مع كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا، إلا أن روسيا اعترضت على مشروع القرار، مطالبة أن يتعامل مع جميع الأطراف في اليمن بالتساوي، وأن يطالب بالعودة الفورية لطاولة المفاوضات بين جميع الأطراف من دون شروط، وكذلك عدم فرض عقوبات على الحوثيين. وكان الصليب الأحمر الدولي قد دعا إلى هدنة إنسانية لمدة أربعة وعشرين ساعة؛ بهدف إيصال المساعدات الإنسانية والطبيّة للمواطنين اليمنيين. وأشار السفير السعودي لدى الأممالمتحدة عبدالله المعلمي إلى أن بلاده لا تجد ضرورة لمشروع القرار الروسي، مؤكدًا أن التنسيق قائم مع الشرعية اليمنية، وشدد المعلمي على أن الرياض لا تمانع حصول حوار مشروط مع حركة أنصار الله مؤكدًا أن مصر دولة محورية لافتا إلى أن حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر من أولوياتنا. أما المتحدث باسم عملية عاصفة الحزم أحمد عسيري فأكد أن التحالف العربي شكل لجنة لإخلاء الأجانب مشيرا إلى أن رحلات الصليب الأحمر الدولي للإغاثة ستتم اليوم، وأكد استمرار فرض حصار على الموانئ البحرية اليمنية ومراقبة الجزر اليمنية مشدداً على استمرار عمليات إسقاط المساعدات العسكرية. فيما اتهم وزير خارجية اليمن التابع للرئيس عبد ربه منصور هادي روسيا بتزويد الحوثيين بقطع لإصلاح معداتهم العسكرية التي تضررت بالقصف. وكانت وزارة الخارجية الروسية، أعلنت أن موسكو تدعو إلى وقف القتال في اليمن في أسرع وقت واستئناف الحوار بمشاركة جميع الأطراف اليمنية المعنية. كما ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن ميخائيل بوغدانوف التقى الجمعة مع السفير السعودي في موسكو عبد الرحمن الرسي؛ حيث أكد له أن روسيا تدعو إلى تسوية الأزمة اليمنية عبر حوار. وتناول الدبلوماسيان الروسي والسعودي، أثناء لقائهما، الآراء حول الوضع الناشئ في الشرق الأوسط بالتركيز على تطورات المشهد اليمني. واشار بيان للوزارة إلى أن الطرف الروسي شدد على ضرورة وقف كافة الأعمال القتالية وتسوية النزاع الداخلي في اليمن بطرق سلمية من خلال حوار وطني واسع.