اتهم عدد من النشطاء السياسيون وحقوقيون بدول خليجية، استغلال حكومات تلك الدول للزخم السياسي المصاحب ل عملية "عاصفة الحزم" الخليجية ضد الحوثيين، لفرض مزيد من القيود على حرية الرأي والتعبير، وتوجيه الاتهامات بالخيانة والتواطؤ ضد كل من يعارض أو ينتقد عمليات العاصفة في تصريحات صحفية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وكان منتدي البحرين لحقوق الإنسان قد اتهم في وقت سابق السلطات البحرينية باستغلال الأحداث الأخيرة التي تشهدها اليمن بعد مشارکتها في (عاصفة الحزم)، في ملاحقة المعارضين السياسيين قضائيا، معربا عن استنکاره لهذا "الاستغلال الخطير الذي يهدف إلي محاصرة حرية العمل السياسي، خصوصا مع مخالفة السلطة للمادة 36 من دستور البحرين في المشارکة بالحرب"، بحسب بيان المنتدى. اعتقالات واسعة وتشن كل من البحرينوالكويت حملات اعتقال ضد معارضين، بتهمة "الإساءة لعاصفة الحزم" تارة، أو الاتهام بالإساءة للدول المشاركة في العاصفة تارة أخرى، حيث ألقت السلطات الكويتية مساء أمس الأربعاء القبض على المحامي خالد الشطي بتهمة "التطاول على سلطات أمير البلاد، والإساءة إلى المملكة العربية السعودية"، وذلك لمجرد انتقاده موقف الكويت والسعودية من الحوثيين في اليمن. وسبق ذلك بأيام قيام السلطات البحرينية باعتقال محمد المطوع، نائب أمين عام جمعية التجمع الوطني الديمقراطي المعارضة، بعد أن وجهت إليه السلطات عدة تهم من بينها "إهانته" الدول المشاركة ب"عاصفة الحزم" عبر تغريدات سابقة بمواقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وجاء هذا القرار بعد يومين من حبس المعارض البحريني فاضل عباس، أمين عام جمعية التجمع الوطني الديمقراطي المعارضة، "احتياطيا" على ذمة التحقيق في القضية نفسها. وبحسب مراكز حقوقية بحرينية، فإن اعتقال عباس والمطوع جاء ترجمة للتحذير الذي أطلقته وزارة الداخلية، والذي توعدت فيه أي "خطاب يخالف التوجه الرسمي حيال ما يجري اليمن"، بأشد الإجراءات بحق أصحابه. إرهاب فكري للمعارضين وفي السياق ذاته يشن عدد من المغردين والنشطاء السعوديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملة هجوم شرسة وانتقادات واسعة لكل من تسول له نفسه من السعوديين، انتقاد عاصفة الحزم من قريب أو بعيد، أو حتى إبداء ملاحظات على أداء وسير المعركة حتى اللحظة الراهنة. واعتبر مراقبون أن ما يمارس حاليا يعد بمثابة إرهاب فكري للمخالفين في الرأي، متهمين حكومات الدول الخليجية باستغلال الاحتقان الشعبي من قبل "إيران" في التنكيل بالمعارضين الشيعة في البلدان الخليجية، وهو الأمر الذي يخشى المراقبون أن يعمل على زيادة الهوة والشقاق بين مواطني الخليج أنفسهم. الكويت أشد قمعا على تويتر وكانت السلطات الكويتية سبق وأن ألقت القبض على المغرد أبو عسم، والكاتب صالح عثمان السعيد، والأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة حاكم المطيري، والنائب الكويتي السابق صالح الملا، وغيرهم، بتهم متنوعة تتضمن الإساءة لدول أخرى كالسعودية والإمارات ومصر. ويعرف عمن تنتهج السلطات الكويتية سياسة الاعتقال بحقهم بآرائهم المعارضة للنظام التي يعبرون عنها، إما عبر قنوات تليفزيونية، سواء في حوارات أو عبر مداخلات هاتفية، أو بالتغريد على حساباتهم بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".