قال اللواء محمود زاهر، الخبير الاستراتيجي، إن مصر لو تدخلت بريا في اليمن فإن ذلك يعد "غباء عسكري"، للمخاطر التى ستواجهها القوات المصرية خاصة التضاريس اليمنية الصعبة والتى لا يصح معها إلا حرب العصابات، مضيفا أن تجربة مصر "السيئة" –حسب وصفه- في الستينات أثناء عهد الرئيس جمال عبد الناصر خير دليل على ذلك. وأشار إلى أن التدخل البري على الشعب اليمني نتائج سيئة سياسيا حتى مع مؤيدي تحالف عاصفة الحزم، بالإضافة إلى أن التدخل البري يعد استنزافا للأرواح والمال والجهد. ولفت إلى الدخول في الحرب البرية ممكن لكن الانتهاء منها معقد للغاية، مطالبا مصر بألا تسمح بدخول جندي مصري الحدود اليمنية وإذا قررت قيادة العاصفة حزم ذلك فعلي القوات المسلحة المصرية ألا تدخل الحدود اليمنية وأن تقف في موقف دفاعي على الحدود السعودية لحمايتها .
استنزاف للأرواح والأموال
اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق، أكد أن الحملة البرية في اليمن محفوفة بالمخاطر نظرا لطبيعة الأراضي الجبلية هناك ولذلك لا يجب أن تتورط مصر في مثل هذا المأزق الذى سيسبب الكثير من التعقيدات والخسائر في الأرواح والأسلحة، حسب قوله. ولفت مساعد وزير الدفاع الأسبق، إلى أن التدخل الجوي يساعد كثيرا في شل حركة الحوثيين وقصف معسكراتهم ومخازن الأسلحة وإحداث أكبر خسائر ممكنة، لكنه على الرغم من ذلك لا ينهي الحرب ويتطلب الأمر التواجد على الأراض لتحقيق الهدف المطلوب من الحرب. وأضاف أن السعودية قائدة العاصفة حزم لم تتخذ قرارا بالحملة البرية بعد، لكنها قد تتخذه لإرغام الحوثيين علي القبول بالتفاوض في ظل استمرار الحملة الجوية أسبوعا كاملاَ، مشيرا إلى أن تواصل القصف الجوي للحوثيين سيؤدي نفس الغرض ويجبرهم في الفترة المقبلة على الرضوخ لمائدة التفاوض.
تكرار لتجربة سيئة
ووصف العميد علاء عابد، الخبير الأمنى، التدخل البرى من قبل القوات المصرية فى اليمن بأنه يعني الغوص في المستنقع اليمني والجبال والمرتفعات الجبلية حيث التضاريس الوعرة التى سيصعب معها سير الدبابات والعربات المدرعة، لافتا إلى أن مصر خاضت هذه التجربة فى بداية الستينات فى عهد عبد الناصر وكانت تجربة سيئة، كما أنها ستكون حربا طويلة الأمد باهظة التكاليف المادية والبشرية وغير مضمونة النتائج. ورأى عابد، أن التدخل البرى من قبل الدول المشاركة فى عاصفة الحزم أمرا مستبعدا في الوقت الراهن، مشيرا إلى أنه لو أصرت القوات على الدخول بريا لليمن فلابد من الاستعانة بقوات الجيش اليمنى نفسه، حيث يكون دليلا لأنه أعلم بطبيعة بلاده وتضاريسها من غيره.