قال مصدر بهيئة الطيران المدني اليمني، أن مئات وربما آلاف اليمنيين عالقون في مطارات العالم، نتيجة الحظر الجوي والبحري المفروض على البلاد، عقب إطلاق عملية "عاصفة الحزم". وأضاف المصدر ل "العربي الجديد" أن مئات اليمنيين محتجزون في مطارات القاهرة وعمان والرياض، ولم يتمكنوا من العودة إلى اليمن؛ بسبب إغلاق المطارات والموانئ اليمنية من قبل التحالف العشري. وعلى خلفية الأحداث الأمنية التي يشهدها اليمن، أصدرت السلطات المصرية والأردنية، الخميس الماضي، قرارات تمنع دخول اليمنيين دون تأشيرات وموافقة أمنية، بعد أن كان اليمنيون يدخلون هذه الدول بدون أي تأشيرات. وقال محمد أمين، أحد المسافرين ل "العربي الجديد"، إنه كان عائداً من اليابان إلى اليمن عن طريق مصر، وأنه تم إنزالهم في مطار القاهرة، ولم تسمح لهم السلطات المصرية بالدخول، وظل مع عائلته محتجزين في مطار القاهرة منذ 26 ساعة. وقال غمدان اليوسفي، أحد اليمنيين العالقين بمطار القاهرة، ل "العربي الجديد": "تم احتجاز حوالي 250 يمنياً قادمين من مطارات دول عربية وأجنبية في صالة في مطار القاهرة، وتم سحب هواتفهم النقالة والحواسيب المحمولة التي كانت لدى بعضهم، وكل وسائل التواصل بدون إبداء أي أسباب". وأصدرت مصلحة الهجرة المصرية، الخميس، تعميما على جميع المطارات المصرية باشتراط دخول اليمنيين إلى مصر، بموجب تأشيرات وموافقات أمنية مسبقة. وبدأ تطبيق التعليمات في المطارات والموانئ المصرية منذ الخميس، مع استثناء اليمنيين المتزوجين بمصريات، أو من تحمل والدته الجنسية المصرية. وأكد مصدر في مطار صنعاء الدولي أن العشرات محتجزون في مطار صنعاء، معظمهم حالات إسعافية تتطلب نقلها إلى الخارج وبينهم طلاب وتجار. وأوضح المصدر أن بعثة أممية من موظفي منظمات الأممالمتحدة تتكون من 170 موظفاً عالقون في مطار صنعاء منذ صباح الجمعة ولم يتمكنوا من المغادرة، وأرسلت البعثة نداءً إلى السلطات السعودية، وفجر السبت أرسل وزير الدفاع السعودي ثلاث طائرات لنقلهم إلى أديس أبابا، لكنّ الحوثيين منعوهم من المغادرة. وتسيطر جماعة الحوثي على مطار صنعاء، منذ سيطرتها على العاصمة في سبتمبر/أيلول الماضي، وقامت في فبراير/شباط الماضي بتوقيع اتفاقية مع الخطوط الإيرانية لتسيير رحلات يومية من وإلى المطار. وأعلن مصدر مسؤول في شركة الخطوط الجوية اليمنية، الخميس، تعليق رحلاتها الجوية حتى الأحد، وأوضح المصدر، في تصريحات صحافية، أن التعليق جاء حرصاً من الشركة على سلامة الركاب، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتردية التي يشهدها الوطن. وتمتلك السعودية نسبة 49% في شركة الخطوط الجوية اليمنية، فيما تمتلك الحكومة اليمنية 51% من رأس مال الشركة. وأكد مصدر مسؤول في مطار صنعاء الدولي، أن الرحلات الجوية من وإلى المطار لا تزال متوقفة منذ الخميس الماضي، بعد بدء السعودية وعدة دول عربية عملية عسكرية جوية على جماعة الحوثيين في اليمن، أطلقت عليها اسم "عاصفة الحزم". وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، في تصريحات لمراسل "العربي الجديد" أن الخطوط اليمنية وشركات طيران أخرى ألغت عشرات الرحلات التي كانت ستنطلق من وإلى المطار، وهو ما يكبد الشركة ملايين الدولارات. وتواصل طائرات تحالف من نحو عشر دول، تقوده السعودية، منذ منتصف ليل الأربعاء - الخميس، قصف مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن، ضمن عملية "عاصفة الحزم" التي قالت السعودية إنها تأتي استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً ل "حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية". وأعلنت القوات الجوية السعودية حظرا جويا وبحريا على مطارات وموانئ اليمن، عقب تنفيذ الضربة الأولى لعملية "عاصفة الحزم". وأكد نائب رئيس الغرفة التجارية بعدن عبد الله سالم الرماح أن العمل في ميناء عدن متوقف، وأن الميناء مغلق لدواع أمنية. وقال مصادر ملاحية إن جميع الموانئ الرئيسية أغلقت منذ يوم الخميس، بسبب العملية الجوية. وتسببت العملية العسكرية، التي تقودها السعودية ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثي) في اليمن، في توقف حركة الطيران المدني بجنوب السعودية، كما أوقف الرحلات الجوية بين كل من مصر والبحرين وبين العاصمة اليمنية صنعاء. لكن الطيران المدني السعودي، أعلن أول من أمس الجمعة، استئناف الرحلات الدولية والداخلية في خمسة من بين ستة مطارات، جنوبي البلاد، متاخمة للحدود مع اليمن. وعلّقت شركة طيران الخليج "الناقلة الوطنية لمملكة البحرين"، رحلاتها الأسبوعية الخمس ما بين المنامة ومطار صنعاء الدولي، منذ الخميس، وحتى إشعار آخر، نتيجة الأحداث الأمنية الأخيرة. وفي القاهرة، قالت شركة مصر للطيران، في بيان لها، إنها أوقفت الرحلة الجوية التي كانت تسيرها إلى صنعاء يوميا. وقالت مصادر ملاحية مصرية إنه تم وقف جميع رحلات مصر للطيران إلى صنعاء؛ جراء الأوضاع المتدهورة في اليمن والعمليات العسكرية العربية ضد الحوثيين.
