يبدو أن اعلام السيسى فقد الأمل في قدرته على تسويق توقيع مصر على اتفاقية إنشاء سد النهضة مع السودان وإثيوبيا. ولم يستطع إخفاء الآراء التي ترى توقيع السيسي على الاتفاقية كارثةً، في رد فعل مختلف عن التطبيل المعتاد الذي يُصاحب كل خطوة للنظام. هذا الأمر تجلّى في الجدل الذي وصل لحد "الخناقة" التي دارت بين عمرو أديب، وزميلته في برنامج "القاهرة اليوم" رانيا بدوي على الهواء... فبدوي هاجمت بشدة التوقيع، بينما حاول أديب الرد عليها، في ردود بدت محبطة وضعيفة، وخلاصتها "السد كده كده هيتبني غصب عننا". بدوي وقفت إلى جانب معظم الخبراء الرافضين لتوقيع السيسي لاتفاقية المبادئ، لأنها من وجهة نظرها تعني الموافقة على السد، الذي سيحرم المصريين من جزء كبير من حصتهم في مياه النيل، ما يعطي إثيوبيا الشرعية التي تفتقدها للحصول على تمويل السد، والقروض اللازمة له. وحاول أديب إقناعها بعدم خطأ التوقيع، لكنه أساء اختيار المثل الذي استند إليه بالاعتراف بإسرائيل. فبحسب رأيه، إسرائيل أمر واقع، وعدم الاعتراف بها وهْم لا يقيم ولا يقعد، ما يعني موافقته على الاعتراف بالأمر الواقع، وهو الموقف الذي يعارضه الكثير من السياسيين والناشطين المعروفين. وعن العاصمة الجديدة التي وعد بها السيسي المصريين، أحرجت بدوي أديب بسؤالها "إزاي هتعمل عاصمة إدارية وأنت ماعندكش مياه؟ وكيف أعلنت عن استصلاح آلاف الأفدنة للزراعة وأنت ستفقد مياه النيل؟". وكان رد أديب في غاية الغرابة حين قال "الاعتماد على المياه الجوفية"، وادّعى أننا "فقراء مائيًا من قبل السد". وفي النهاية اعترف أديب بضعف وفشل الجانب المصري، فقال "نحن أضعنا كل شيء، ولم نعد نملك ما نفعله". وهو ما دهشت له زميلته، حين قالت إن كل تصريحات المسؤولين كانت مطمئنة وتوحي بالعكس، وكانت إجابته تعني كذب وغش هؤلاء للمصريين.