بات مضيق باب المندب والذي يُعد أحد أهم المضايق البحرية بين خليج عدنوالبحر الأحمر، في قبضة الحوثيين، بعد سيطرتهم على مناطق كبيرة في تعز جنوبي اليمن منذ أيام، ما أثار مخاوف بعض الدول، خاصة مصر والخليج والتي ستتأثر اقتصادياً وسياسياً بحسب الخبراء. ويقع باب المندب على مسافة 150 كيلومترًا غرب مدينة عدن، كما أنه يتمتع بأهمية استراتيجية بالنسبة لعدد من الدول مثل مصر، إضافة إلى دول الخليج، وهو ما يعطي أهمية لغالبية تلك البلدان، كما أنه يُعطي احتمالات لتدخل عسكري من تلك الدول دفاعاً عن مصالحه. ويشهد جنوب اليمن منذ أيام، اقتتالاً ضاريًا بين جماعة أنصار الله الحوثي، والقبائل المناصرة للرئيس عبد ربه منصور هادي ، على الحدود الجنوبية، في محاولة من الأول للسيطرة على عدن. الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء نبيل فؤاد، قال إن سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب يُشكل خطرا على مصر وغالبية دول العالم، وخاصة دول الخليج مضيفاً أن التدخل العسكري المصري والخليجي حال إغلاق المضيق متوقع وأوضح الخبير العسكري أن الدول الكبرى لن تترك الحوثيين يسيطرون على المضيق، فالمصالح ستدفع تلك الدول بالتحرك العسكري المباشر، مشيراً إلى أن هناك قوة عسكرية دولية متعددة الجنسيات مزودة بحاملات طائرات وسفن حربية وجنود من أجل حماية الملاحة في البحر الأحمر، وبالتالي ستتحرك حال إغلاق المضيق وأشار إلى أن القوات المصرية السعودية المتواجدة في البحر الأحمر، والتي تقوم بعمل مناورات متواصلة تحت مسمى مرجان، ستكون أول من سيصد هجوم الحوثيين. وتابع أن هناك قوات جوية تابعة لفرنسا والولايات المتحدة موجودة في جيبوتي من أجل مساعدة المقاتلات والقطع البحرية الموجودة في البحر الأحمر، لافتاً أن إيران هي من تدير الحوثيين، وبالتالي فيستبعد عليها أن تقع في صدام مع القوى الدولية اقتتال على حدود عدن بدوره قال المحلل السياسي اليمني باسم الحكيمي، في حالة سيطرة الحوثيين على المضيق، ستكون إيران المستفيد الرئيسي.. وستمتلك ورقة للضغط على القوى الكبرى في مفاوضاتها حول الملف النووي. وأضاف المحلل أن دول الخليج بدورها ستواجه مشكلة لأنها تصدر جزءاً من نفطها عبر باب المندب، مضيفا أن إيران ستحظى بهذه الطريقة بوسيلة ضغط على مجلس التعاون وفي تصريحات صحفية، قال السفير المصري لدى اليمن يوسف الشرقاوي. إن "أكثر من 38 في المائة من الملاحة الدولية تمر عبر هذا المضيق، مشدداً على الأهمية الاستراتيجية الكبرى لباب المندب. وأضاف الدبلوماسي المصري بعد لقائه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن أن الأمن القومي لليمن مرتبط بشكل وثيق بأمن البحر الأحمر والخليج وباب المندب، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. من جهتهتا اتخذت السعودية إجراءات وقائية تحسباً لهجوم الحوثيين على المملكة، فوزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان وجه أوامره "بالبدء فوراً ببناء القاعدة البحرية بجيزان، وإنشاء مبان للقوات المسلحة في نجران، كما وجه أوامر عاجلة لإكمال إنشاءات المعسكرات الإضافية في جازان ونجران، بالإضافة إلى البدء فوراً بدراسة وتصميم إنشاء وحدات سكنية إضافية في جازان ونجران، وتوسعة مستشفى جازان، وفقاً لقناة العربية. كما تعهد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بأن تتخذ دول الخليج العربية "الإجراءات اللازمة" ضد الحوثيين في اليمن إذا فشلت جهود التوصل لحل سلمي للوضع في البلد المضطرب، منتقداً "التدخل" الإيراني في اليمن. وكانت حذرت الأممالمتحدة من أن اليمن على حافة حرب أهلية، فيما يحاول الحوثيون إحكام قبضتهم على السلطة، وأدى سقوط مدينة تعز، التي سيطر الحوثيون على مطارها، إلى وقوع المضيق تحت تأثيرهم، وتدور معارك ومواجهات ضارية بين مقاتلي الحوثي وموالين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.