صرح اليوم القصر الملكي السويدي أن الملك كارل السادس عشر غوستاف سيلتقي وزيرة الخارجية السويدية مارغو والستروم غداً (الإثنين) للبحث في تبعات الأزمة الديبلوماسية التي أثارتها تصريحات أدلت بها الوزيرة واعتبرتها السعودية مسيئة لها وتمثل انتهاكاً لسيادتها. وأوضحت صحيفة «ذي لوكال» السويدية التي تصدر بالإنكليزية أمس أن ملك السويد قلق من احتمالات تردي الأزمة بين بلاده والسعودية التي استدعت سفيرها من ستوكهولم، وقررت وقف منح تأشيرات دخول لرجال الأعمال السويديين. وذكر بيان للقصر الملكي السويدي أمس (السبت) أن عاهل البلاد سيلتقي والستروم غداً «للمساعدة في التوصل إلى حل للأزمة» بين البلدين. وقال الملك كارل غوستاف: «من الضروري أن يكون هناك حوار وعلاقات جيدة بين الدول». وأشار إلى أنه لم يتصل بالمسؤولين في السعودية بشأن الأزمة الراهنة. وقالت المتحدثة باسم القصر الملكي مارغريتا ثورغرن أمس إن العاهل السويدي يدير حواراً مع حكومة بلاده، لكنها رفضت التعليق على ما سيبحثه الملك مع وزيرة الخارجية. ويذكر أن السويد مملكة دستورية ليس فيها للعاهل السويدي سلطات تذكر على الحكومة. وفي سياق ذي صلة؛ ذكر معهد غايتستون الأميركي المعني بدرس السياسات وتقديم النصح للسياسيين أمس أن الأزمة الحالية بين الرياضوستوكهولم كشفت جهل الحكومة السويدية بالإسلام والشؤون الإسلامية. وأشار المعهد على موقعه الإلكتروني إلى أن تصريحات الوزيرة السويدية حدت بعشرات الدول العربية والإسلامية إلى التنديد بها، والتلويح بإمكان اتخاذ إجراءات ضد السويد. وأضاف أن والستروم عقدت اجتماعاً في 19 الجاري برؤساء نحو 30 شركة سويدية تتعامل مع السعودية، أبدوا لها قلقهم من تبعات التردي في العلاقات بين البلدين. وكتب معهد غايتستون أنه تأكد من جهل السلطات السويدية بالإسلام، بعدما اتصل المعهد بالمتحدث الصحافي باسم والستروم أريك بومان الذي أقرّ بأنه لا يعرف شيئاً عن العقوبات في الشريعة الإسلامية، وذكر أنه لم يسمع بإعلان القاهرة حول حقوق الإنسان في الإسلام الصادر في عام 1990. وسأل المعهد الخبير الهولندي في شؤون الإسلام البروفيسور هانس جنسن عما إذا كان بمستطاع وزيرة خارجية السويد انتقاد الأحكام القضائية الشرعية من دون توجيه إهانة إلى الإسلام، فرد جنسن بأن ذلك مستحيل. وأضاف أن أسوأ ما تضمنته تصريحات والستروم وصفها العقوبات القضائية السعودية بأنها «ممارسات من القرون الوسطى». وقال إن السعودية ظلت تخدم الإسلام ومقدساته منذ القرن السابع الميلادي، ولا يجوز أن تقال لها نعوت من ذلك القبيل. وخلص المعهد الأميركي إلى أن عدداً متزايداً من المراقبين ومحللي الشؤون السياسية يرون أن وزيرة الخارجية السويدية يجب أن تسدل الستار على الأزمة التي أثارتها بتقديم استقالتها من الحكومة، وأن على السويد أن تقبل أنها لن تستطيع القيام بدور عالمي ما لم تزد معرفتها بالشؤون العالمية.