أعلنت وكالة الأنباء الألمانية "بلومبرج" اليوم أن البلاد تستعد لزيادة إنفاقها العسكري في العام المقبل في إطار الإجراءات التي تتخذها الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي- الناتو- لمواجهة التدخل الروسي في أوكرانيا وزيادة التدريبات العسكرية التي تقوم بها موسكو على طول حدود دول الحلف، وفقا لتقرير نشرته شبكة بلومبرج الإخبارية الأمريكية. وذكرت الشبكة في تقرير لها اليوم- الجمعة- أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد وافقت على زيادة الإنفاق الدفاعي بقيمة مليارا دولار (2.1 مليار دولار) سنويا من العام 2016. وسوف يعزز هذا الانفاق الحكومي على القوات المسلحة الألمانية إلى 35 مليار يورو سنوي بحلول العام 2019، عبر شراء المعدات والاليات العسكرية وتوسيع نطاق مشاركة برلين في حلف الناتو، بحسب ما جاء في مسودة الموازنة. وقال أندرياس شوير الأمين لحزب حلفاء الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذي ترأسه ميركل إن مزيدا من الإنفاق " ضروري للغاية في ظل الأزمات العالمية، كما أنه يبعث برسالة قوية إلى جنودنا،" مضيفا بأن ألمانيا " تحتاج وعلى نحو أكثر من أي وقت مضى إلى جيش حديث ومؤثر.” وتتيح فوائض الموازنة المتوقعة لألمانيا زيادة إنفاقها الدفاعي دون اقتراض الأموال لتغطية النفقات المخصصة لهذا الغرض، علما بأن المستشارة الألمانية هي من قادت الجهود الرامية إلى الدفع في اتجاه فرض عقوبات على روسيا من جانب الاتحاد الأوروبي، محذرة من أن حل الأزمة الأوكرانية قد يستغرق وقتا طويلا. لكن الزيادة في الانفاق لن تسمح لألمانيا بالوصول إلى المستوى الذي تعهدت به مع أقرانها في حلف الأطلسي في العام الماضي. وكان ت الدول الأعضاء ال 28 في حلف " الناتو" قد تعهدت في العام الماضي برفع مستويات إنفاقها بنسبة مستهدفة بلغت 2% من الناتج المحلي الإجمالي. وأنفقت ألمانيا ما نسبته 1.3% من الناتج المحلي الإجمالي الخاص بها على الأغراض الدفاعية في العام قبل الماضي، بحسب تقديرات البنك الدولي. ويعد زيادة الانفاق العسكري انتصارا ل وزيرة الدفاع الألماني أورسولا فون دير لاين التي كافحت من أجل تحسين رواتب وظروف الجنود وتسريع وتيرة إحلال المعدات العسكرية المتهالكة بدء من الملابس الواقية وانتهاء بطائرات الهليكوبتر. بعد ثلاث سنوات من التراجع الحقيقي، سجل الإنفاق العسكري العالمي قد سجل ارتفاعا في عام 2014 (بنسبة 1،7)، لا سيما في العديد من الاقتصادات الناشئة، فيما جاءت السعودية وإسرائيل في صدارة دول الشرق الأوسط الأكثر إنفاقاً على الدفاع، وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (آي.آي.إس.إس.) وعلى غرار السنوات السابقة، تصدرت الولاياتالمتحدة قائمة الدول ال15 صاحبة أكبر موازنة إنفاق عسكري بقيمة 581 مليار دولار أميركي، تليها الصين بقيمة 129.4 مليار دولار وفي المرتبة الثالثة السعودية بقيمة 80.8 مليار دولار، وفي المرتبة الرابعة روسيا بقيمة 70 مليار دولار وفي المرتبة الخامسة المملكة المتحدة بقيمة 61.8 مليار دولار، أما إسرائيل فجاءت في المرتبة ال13 بقيمة 23.2 مليار دولار، بحسب التقرير. وقال التقرير إنه بعد 3 سنوات من التراجع الحقيقي، ارتفع الإنفاق الدفاعي العالمي في عام 2014 (بنسبة 1.7%)، لا سيما في العديد من الاقتصادات الناشئة، وخاصة آسيا والشرق الأوسط وروسيا. ورغم ذلك، فإن التوزيع الجغرافي للإنفاق الدفاعي يتغير. وتابع "وفي الشرق الأوسط، في الوقت نفسه، هدّد التقدم السريع لتنظيم داعش في سورياوالعراق الدولة العراقية، وأدى إلى مزيد من الاهتمام العسكري من قبل الدول الإقليمية. وانتهى العام بإقدام الولاياتالمتحدة مجدداً على نشر قوات في مهمة تدريبية إلى العراق، وفي الوقت نفسه قيادة تحالف واسع متعدد الجنسيات في العمليات الهجومية ضد "داعش"”.