قالت المنظمة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس) التابعة للاتحاد الأوروبي، إن نسبة المهاجرين غير الشرعيين الوافدين إلى دول الاتحاد الأوروبي، زادت بنسبة 250% خلال شهري يناير وفبراير 2015، مقارنة بنفس الفترة من عام 2014. وقال رئيس المنظمة، "فابريس ليجيري"، خلال مؤتمر صحفي، في مقر المنظمة إن "الاتحاد الأوروبي يجد صعوبة شديدة في إدارة هذه الظاهرة، نظراً لعدم وجود تضامن حقيقي بين دوله بشأن مواجهة ظاهرة المهاجرين وطالبي اللجوء". ولم يقدم "ليجيري" رقماً محدداً لأعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا خلال شهري يناير وفبراير 2015، لكن "فرونتكس" كشفت في أحدث تقرير لها أن عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا ارتفع من نحو 100 ألف مهاجر غير شرعي خلال عام 2013 إلى قرابة 274 ألفاً في عام 2014، حيث ناقش وزراء الداخلية والهجرة من 28 دولة أوروبية في اجتماع لهم ببروكسل، أول أمس الخميس، هذا الرقم الذي اعتبروه صادماً. وأشار المسؤول الأوربي إلى أن ارتفاع نسبة الهجرة غير الشرعية مع بداية 2015 يعود إلى "زيادة أعداد المهاجرين الوافدين من ليبيا إلى جنوبإيطاليا والتي زادت بنسبة 42% في يناير وفبراير 2015، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2014، وتابع رئيس "فرونتكس": "ليبيا في حالة من التفكك، وأصبحت الطريق الأمثل للهجرة غير الشرعية". وأضاف أن أعداد السوريين الذين يريدون دخول أوروبا بشكل غير شرعي عبر ليبيا، انخفض بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، مرجعاً ذلك إلى خطورة دخول ليبيا، بسبب الوضع الأمني المتردي بها، كذلك بسبب اعتماد عدد من الدول المجاورة لليبيا لسياسة التأشيرات. وأعرب وزير الداخلية الإيطالي عن تخوفه من تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية في "الربيع" الذي يشهد عادة ارتفاع في أعداد المهاجرين غير الشرعيين؛ نتيجة تحسن الأحوال الجوية، وبالتالي سهولة الهجرة، مضيفاً أن ما يعزز ذلك الأوضاع غير المستقرة في أغلب الدول المحيطة بالاتحاد الأوروبي، والتي يلجأ مواطنوها للهجرة غير الشرعية؛ هرباً من تلك الأوضاع. وتابع رئيس المنظمة: "خلافاً لليبيا، يوجد سوريا وإريتريا والصومال وأوكرانيا، التي أتوقع أن ينزح كثير من سكانها في حالة تفاقم الأزمة بها"، مشيراً إلى وجود نحو مليون نازح في أوكرانيا التي تعاني حالة حرب. وتدير منظمة "فرونتكس" التعاون بين أجهزة شرطة الحدود الوطنية بالاتحاد الأوروبي، في سبيل تأمين الحدود الخارجية لهذه المنظمة الإقليمية، بما في ذلك من الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وتسلل الإرهابيين، حيث تأسست في عام 2004 ويقع مقرها الرئيسي في وارسو، عاصمة بولندا. وفي 18 أكتوبر 2013، أطلقت القوات البحرية الإيطالية عملية "مار نوستروم" بمشاركة 920 عسكرياً، و4 سفن من سلاح البحرية، واستطاعت إنقاذ آلاف من المهاجرين في البحر المتوسط، لكن الاتحاد الأوروبي أوقف نهاية العام الماضي هذه العملية "مار نوسترم" من دون توضيح الأسباب، وأطلق عملية أخرى تحت اسم "تريتون، التي تديرها "فرونتكس"، لحماية شواطئ جنوب أوروبا.