خرج آلاف اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق، في مسيرة جماهيرية حاشدة، تنديداً بالمجزرة الصهيونية في بلدة بيت حانون (شمال قطاع غزة)، واستنكاراً للصمت العربي والدولي تجاه المجازر المتكررة في الضفة والقطاع، مطالبين المقاومة بالرد. وجاءت هذه المسيرة، التي انطلقت بعد صلاة الجمعة من مسجد الوسيم وسط مخيم اليرموك، تلبية لدعوة وجهتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وقد شهدت المسيرة تغطية إعلامية مكثّفة شاركت فيها العديد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية. وتقدم المسيرة الغاضبة الدكتور نواف التكروري مسؤول العمل الشعبي في الحركة، والشيخ أبو بكر عواودة مسؤول مكتب الشتات التابع للحركة والشيخ أبو محمد رامي ممثل "حماس" في مخيمات اللاجئين الفلسطينيينبدمشق، وأبو عمر مخلص ممثل الحركة في مخيمات حلب، إضافة لعدد كبير من الشخصيات السياسية والوطنية والخطباء وأئمة المساجد في المخيم. ورُفِعَت في المسيرة، التي تصدرتها صورة الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، الأعلام الخضراء وأعلام الفصائل الفلسطينية وصور الشهداء واليافطات المنددة بالمجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في بلدة بيت حانون يوم الأربعاء (8/11)، وارتقى فيها عشرون فلسطينياً جميعهم من النساء والأطفال، وأدت أيضاً إلى إصابة أكثر من ستين فلسطينياً، جراح بعضهم خطيرة. وصاح المشاركون في المسيرة بهتافات منددة بالمجازر الصهيونية، وبالصمت العربي والدولي إزاء تلك المجازر، كما أكدوا تمسكهم بالمقاومة كخيار استراتيجي لدحر الاحتلال ورفع الظلم والعدوان عن الشعب الفلسطيني، مشددين على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وتصعيد المقاومة ضد الاحتلال في الضفة والقطاع والأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948. وجابت المسيرة الجماهيرية الحاشدة شارع اليرموك وصولاً إلى مقبرة الشهداء، حيث ترقد جثامين آلاف الشهداء من أبناء المخيم الذين سقطوا على درب المقاومة لتحرير فلسطين. وألقى الدكتور نواف التكروري في ساحة مقبرة الشهداء كلمة حركة "حماس" شدد فيها على تمسك الحركة بالمقاومة حتى دحر الاحتلال عن جميع الأراضي الفلسطينية، معتبراً أن مجزرة بيت حانون تأتي تعبيراً عن الهزيمة العسكرية الصهيونية أمام المجاهدين والمقاومين في قطاع غزة. وجدد التكروري التأكيد على حرص حركة "حماس" على تعزيز وترسيخ الوحدة الوطنية، لافتاً النظر إلى أن الوحدة الوطنية هي الضمانة لاستمرار المقاومة ضد الاحتلال، وكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، داعياً الأمة العربية والإسلامية إلى نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه لتعزيز صموده في وجه العدوان الصهيونى.