نسبت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية لمسؤول أمني غربي بكابل يعمل مستشارًا للحكومة الأفغانية في القضايا الأمنية أن طالبان كدسوا الأسلحة والقنابل في كابل منذ فترة ولديهم الرجال لتنفيذ عملياتهم في العاصمة الأفغانية, مؤكدا أنهم "إنما يتحينون الوقت المناسب لتنفيذ هجماتهم". وأكد متحدث باسم طالبان لوكالة أسيوشيتد برس أن حركته أرسلت 20 مهاجمًا يرتدون أحزمة ناسفة إلى المدينة وأن خمسة منهم اشتبكوا بالفعل مع الشرطة الأفغانية. كما اعتبرت الصحيفة في تقريرها - الذي اختارت له عنوان "طالبان تحاصر كابل" - توجيه وزارة الخارجية الأفغانية أوامر لوسائل الإعلام بعدم بث أخبار أي حادث عنف يقع يوم الاقتراع ما بين السادسة صباحًا والثامنة ليلاً مؤشرًا على أن هجمات المسلحين ربما نجحت في تحقيق بعض ما هدفت له. وسعيًا منها لتأمين مراكز الاقتراع, حرصت الحكومة الأفغانية على عدم الكشف عن مواقع تلك المراكز حتى يوم الاقتراع, لكن وول ستريت جورنال نقلت عن مسؤولين غربيين قولهم إن أربعة من هذه المراكز في مناطق جنوب العاصمة تعرضت يومي الاثنين والثلاثاء لهجمات بأسلحة هجومية وقذائف صاروخية, كما تلقى عدد من مدرسي المدارس التي يتوقع أن تكون مراكز انتخابية بمقاطعة وردك تهديدات بالقتل حسب ما أوردته الصحيفة عن مسؤولين أفغانيين بالمنطقة. ارتفاع عدد قتلى قوات الاحتلال : وتضيف وول ستريت جورنال أنه ما من شك في أن تزايد الهجمات وما نجم عن ذلك في الفترة الأخيرة من تفاقم للقتلى بين قوات الاحتلال يهدد بتقويض الدعم الذي تحظى به الحملة العسكرية الأفغانية داخل دول حلف شمال الأطلسي التي فقدت جنودًا في الأشهر القليلة الماضية, بما في ذلك ألمانيا وكندا وفرنسا. أما بريطانيا فإن الحملة العسكرية بأفغانستان لم تعد محل اتفاق بين السياسيين بعد الاستياء الشعبي الكبير الذي أعقب مقتل 15 جنديًا بريطانيًا خلال 11 يوما في يوليو الماضي. فتور حماس الناخبين للتصويت للحكومة: من ناحية أخرى أبرزت صحيفة ديلي تلغراف اللندنية فتور حماس الأفغانيين عندما يتعلق الأمر بالتصويت, فتنقل عن مزارع أفغاني ذي لحية كثة يدعى علي سعيد قوله: إنه لن يخاطر بحياته للمشاركة في الانتخابات ويضيف: "لماذا أصوت لهؤلاء السياسيين؟ إنهم لم يجلبوا لنا الأمن ولا التنمية, ولو تجرأت على التصويت فعلاً فطالبان سيقتلونني". تزوير على نطاق واسع: وتتوقع الصحيفة أن تشوب هذه الانتخابات عمليات تزوير وشراء للذمم على نطاق واسع للغاية, وتورد في هذا السياق ما قالت: إن زعماء القبائل يقومون به للتحكم في تصويت الناخبين، كما تبرز الدور الذي يراد لأشهر زعماء الحرب الأفغانيين عبد الرشيد دوستم لعبه لضمان جلب أعداد كبيرة من الأصوات للرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حامد كرزاي. وتتوقع الصحيفة أن يفوز كرزاي في الجولة الأولى أو الثانية من هذه الانتخابات, لكنها تشير إلى أن فوزه لن يفرح كثيرًا من الأفغانيين. ويرى عدد من الأفغانيين أن الحل الوحيد لمشاكل أفغانستان يكمن في الحكم الرشيد.