بدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم أول زيارة له لإقليم كردستان العراق منذ توليه منصبه، يجري خلالها مباحثات مع الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الإقليم مسعود البارزاني تتركز على إيجاد حلول للقضايا الخلافية العالقة بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان. وتتناول المباحثات مستقبل المناطق المتنازع عليها، وفي مقدمتها كركوك، فضلا عن قضيتي وجود قوات البشمركة في هذه المناطق وقانونية ودستورية العقود النفطية التي أبرمها الإقليم مع شركات أجنبية.
وتعقد الاجتماعات في منتجع دوكان التابع لمحافظة السليمانية، وأعرب مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة كردستان العراق صلاح مصطفى عن تفاؤله بنجاح المباحثات.
وقال مصطفى إن المباحثات ستتطرق لكافة الملفات بما فيها الشراكة والتفاهم بين الطرفين، والمناطق المتنازع عليها، وعائدات النفط والغاز، ومليشيات البشمركة، والاستعدادات للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها العام المقبل.
أما النائب الكردي محمود عثمان فاعتبر الزيارة "إيجابية جدا وتشجع الحوار لبحث المشاكل العالقة بين المركز والإقليم والعمل على حلها".
وكان في استقبال المالكي في المطار الرئيس العراقي جلال الطالباني ونائب رئيس إقليم كردستان كوسرت رسول علي، ونائب رئيس الوزراء العراقي برهم أحمد صالح.
أميركا تحث وكانت الإدارة الأميركية أبلغت بغداد وأربيل ضرورة إيجاد حلول للمشاكل العالقة بينهما قبل انسحاب القوات الأميركية من العراق في عام 2011 طبقا للاتفاقية الأمنية بينها وبين الحكومة العراقية، مؤكدة أنها ستساعد فقط على إيجاد مثل هذه الحلول ولن تفرضها على أي من الجانبين.
وكان البارزاني قد أعلن الأربعاء إثر لقاء مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في أربيل قرب فتح مفاوضات مع حكومة بغداد لحل الخلافات التي يمكن أن تؤدي إلى نزاع مسلح بين العرب والأكراد في العراق.
وقال القائد الأميركي في العراق الجنرال راي أوديرنو إن التوتر بين العرب والأكراد حول الحدود وعائدات النفط، يعد التهديد الأكبر للاستقرار في البلاد.
وتراقب القوات الأميركية الموقف عن كثب وأنشأت مكاتب اتصال وثيقة مع قادة المليشيات الكردية والحكومة في بغداد لمنع تصاعد التوتر.
وكان المالكي رأى خلال زيارته واشنطن الأسبوع الماضي أن الخلافات بين بغداد والأكراد تمثل "إحدى المشاكل الأكثر خطورة" بالنسبة للعراق، وقال "قد تكون هذه المسألة إحدى المشاكل الأكثر خطورة التي تقلق كل الحكومة العراقية".
ويطالب الأكراد بإلحاق كركوك الغنية بالنفط بإقليم كردستان في حين يعارض التركمان والعرب ذلك.