أسعار الذهب لن تظل مرتفعة.. تقرير يتوقع انهيارها في نهاية العام    موعد انتهاء خطة تخفيف أحمال الكهرباء.. متحدث الحكومة يوضح    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 16 أبريل 2024    شهداء في محيط مسجد التوبة بجباليا.. وإطلاق نار كثيف بخان يونس جنوبي قطاع غزة    السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة: حان الوقت لإنهاء الصراع في السودان    حدث ليلا.. نيران تلتهم إسرائيل وفيضانات في عمان وإعصاران ببريطانيا (فيديو)    لجنة الحكام ترد على عدم صحة هدف الثاني ل الزمالك في شباك الأهلي.. عاجل    العظمى في القاهرة 31.. الأرصاد تحذر من ارتفاع درجات الحرارة اليوم    حظك اليوم برج القوس الثلاثاء 16-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    رئيس تحرير «الأخبار»: المؤسسات الصحفية القومية تهدف إلى التأثير في شخصية مصر    دعاء ليلة الزواج لمنع السحر والحسد.. «حصنوا أنفسكم»    قبل امتحانات الثانوية العامة 2024.. أطعمة تعزز تركيز الطالب خلال المذاكرة    أحمد كريمة: تعاطي المسكرات بكافة أنواعها حرام شرعاً    جامعة سوهاج تستأنف عملها بعد إجازة عيد الفطر    إسكان النواب: قبول التصالح على مخالفات البناء حتى تاريخ المسح الجوي 15 أكتوبر 2023    أسعار الدواجن والبيض الثلاثاء 16 أبريل 2024    ملك الأردن يحذر من خطورة دخول المنطقة في دوامات عنف جديدة    تحرك برلماني ضد المخابز بسبب سعر رغيف العيش: تحذير شديد اللجهة    فيلم السرب يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعد طرح البرومو    تعليق محمد هنيدي على فوز الزمالك بلقاء القمة في الدوري الممتاز    أبرزها عيد العمال.. مواعيد الإجازات الرسمية في شهر مايو 2024    مراجعات الثانوية العامة 2024.. راجع مادة التاريخ للصف الثالث الثانوي    ننشر حصاد مديرية الصحة بالمنوفية خلال عيد الفطر | صور    الاتحاد المصري لطلاب صيدلة الإسكندرية يطلقون حملة للتبرع بالدم    «حلم جيل بأكمله».. لميس الحديدي عن رحيل شيرين سيف النصر    خبير تحكيمي: كريم نيدفيد استحق بطاقة حمراء في مباراة القمة.. وهذا القرار أنقذ إبراهيم نور الدين من ورطة    الهلال ضد العين في دوري أبطال آسيا.. الموعد والقنوات الناقلة    وزير الخارجية الصيني: إيران قادرة على تجنيب المنطقة مزيدا من الاضطراب    خالد الصاوي: بختار أعمالى بعناية من خلال التعاون مع مخرجين وكتاب مميزين    مواقيت الصلاة في محافظات مصر اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024    19 أبريل.. تامر حسني يحيي حفلاً غنائيًا في القاهرة الجديدة    مصرع منجد في مشاجرة مع 3 أشخاص بسبب خلافات الجيرة بسوهاج    رئيس الوزراء العراقي يلتقي بايدن ويبحث اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع واشنطن    هل نقدم الساعة فى التوقيت الصيفي أم لا.. التفاصيل كاملة    "كنت عايز أرتاح وأبعد شوية".. محمد رمضان يكشف سبب غيابه عن دراما رمضان 2024    جمارك مطار القاهرة تحرر 55 محضر تهرب جمركي خلال شهر مارس 2024    إبراهيم نور الدين يكشف حقيقة اعتزاله التحكيم عقب مباراة الأهلى والزمالك    حسن مصطفى: أخطاء كولر والدفاع وراء خسارة الأهلي أمام الزمالك    أيمن دجيش: كريم نيدفيد كان يستحق الطرد بالحصول على إنذار ثانٍ    تفاصيل إعداد وزارة التعليم العالي محتوى جامعي تعليمي توعوي بخطورة الإنترنت    هيئة الدواء المصرية توجه نصائح مهمة لانقاص الوزن.. تعرف عليها    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة بلاك بول الدولية للإسكواش    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    الاستعلام عن صحة 4 أشخاص أصيبوا في انقلاب أتوبيس بأوسيم    رئيس مجلس إدارة «الأخبار»: ملف التعيينات مطروح مع «الوطنية للصحافة»    الإعدام لمتهم بقتل شخص بمركز أخميم فى سوهاج بسبب خلافات بينهما    خالد الصاوي: مصر ثالث أهم دولة تنتج سينما تشاهد خارج حدودها    اليوم.. فتح باب التقديم للمدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي 2024 / 2025    يوم عيد الأضحى المبارك 2024.. البحوث الفلكية تكشف الموعد الدقيق    خطوات إضافة تابع في حساب المواطن 1445    تكريم 600 من حفظة القرآن الكريم بقرية تزمنت الشرقية فى بنى سويف    لماذا رفض الإمام أبو حنيفة صيام الست من شوال؟.. أسرار ينبغي معرفتها    رئيس تحرير "الجمهورية": لا يمكن الاستغناء عن الأجيال الجديدة من الصحفيين.. فيديو    رئيس تحرير «الأهرام»: لدينا حساب على «التيك توك» لمخاطبة هذه الشريحة.. فيديو    نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني    عبد المنعم سعيد: أكبر نتيجة حققتها إيران من عمليتها على إسرائيل إصابة طفل بشظايا    لست البيت.. طريقة تحضير كيكة الطاسة الإسفنجية بالشوكولاتة    تجديد اعتماد المركز الدولي لتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بجامعة المنوفية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق صفقات السلاح السرية لمبارك وحسين سالم
نشر في الشعب يوم 26 - 01 - 2015

فى باب المحظورات تمتلئ الصفحات التى يمكن الاطلاع عليها فى الصندوق الأسود للرئيس المخلوع والتى تفضح ولايته الكبيسة وتكشف الخفايا التى ارتكبها وتكريس ثقافة
الفساد داخل الوطن.
أما المفاجأة هنا فهى خارج الحدود وتكشفها الوثائق الأمريكية المصنفة تحت بند «منتهى السرية» التابعة لملفات الأمن القومى عالية التصنيف بعشرات القضايا والأسرار
الخاصة بالرئيس المخلوع «محمد حسنى السيد مبارك» منها ما سمح لى رسمياً بالاطلاع عليه ونسخه مع التصريح بنشره وأخرى قيد الفحص الأمريكى أنتظر التصريح
الخاص لكشفها.
هذه القضايا والأسرار حقق مجلس الأمن فى بعضها بشكل رسمى موثق بالمستندات أبرزها قضية خرق مبارك للبند الثالث عشر من الباب السابع لقرار مجلس الأمن رقم
918 الصادر بتاريخ 17 مايو 1994 بشأن حظر تصدير صفقات السلاح لدولة رواندا لمنع استخدامه فى مذابح الإبادة الجماعية والتطهير العرقى، وقضية فرع
المشتريات التابع لوزارة الدفاع الأمريكية التى حققها الكونجرس الأمريكى عام 1984 وحكم فيها على رجل الأعمال المصرى «حسين كمال الدين إبراهيم سالم» بالغرامة
المالية 20 ألف دولار مع رد ثلاثة ملايين دولار أمريكى لخزانة الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى.
رسمياً تسكن ملفات ووثائق ومستندات تلك القضايا الشهيرة شديدة الحساسية أدراج قسم وثائق الأمن القومى الأمريكى منتهى السرية تصنيف الملفات الحساسة التابعة
للأرشيف الفيدرالى بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
القضية الأولى من واقع ملف التقرير الرسمى السرى للغاية بشأن «حظر تصدير السلاح» الذى حقق فيه معهد «ستوكهولم الدولى لبحوث السلام» التابع لوزارة الخارجية
السويدية ووثق به جميع الخروقات التى تعرض لها القرار الأممى بشأن حظر تصدير السلاح إلى دولة رواندا الأفريقية خلال الفترة من عام 1994 وحتى عام .2007
ديباجة التقرير السويدى المصنف حكومياً تحت بند «سرى للغاية» المودع لدى قسم ملفات الأرشيف الفيدرالى بالعاصمة الأمريكية واشنطن تشير إلى أن تحقيقاته جرت
تحت إشراف كامل من دولة وحكومة السويد فى الفترة من نوفمبر عام 2006 حتى يوليو عام .2007
وأن التحقيقات أفرغت فى التقرير الذى سلم كوثيقة معلومات رسمية دولية اعترفت بها الأمانة العامة لمنظمة الأمم المتحدة تحت عنوان:
United Nation Arms Embargoes for Rwanda
فى البداية توصف الإبادة الجماعية فى القانون الدولى بأنها قرار سياسى تقوم به حكومات وأنظمة رسمية لتنفيذ عمليات قتل جماعى منظم لطائفة أو جماعة أو عرق محدد
ولا يمكن وصف عمليات يقوم بها الأفراد بمصطلح الإبادة الجماعية والتطهير العرقى، وتُجرِم اتفاقيات الأمم المتحدة الموقعة عام 1948 التى دخلت حيز التنفيذ الدولى عام
1951 القيام بجميع أشكال وأنواع أعمال العنف العدائية المقيدة تحت وصف وتكييف القانون الدولى والإنسانى للإبادة الجماعية والتطهير العرقى.
قبيل القفز إلى البيانات الرسمية الدولية الموثقة والحصرية تتشكل التركيبة السكانية فى دولة رواندا من قبيلة «الهوتو» التى يبلغ تعداد أبنائها 80٪ من نسبة السكان الكلية
مع جيرانهم من أقلية قبيلة «التوتسى» البالغ تعداد أبنائها العشرون بالمائة الباقية من نسبة التعداد الرواندى العام.
وخلال عمليات مذابح التطهير العرقى المروعة التى قام بها أفراد قبيلة الهوتو وميليشياتهم المسلحة ضد أقلية قبيلة التوتسى بداية من 11 يناير 1994 وعلى مدار مائة يوم
كاملة فُقِد أكثر من 800 ألف نسمة من أفراد قبيلة التوتسى حياتهم فيما عرف دولياً بمذابح الإبادة الجماعية فى رواندا.
تعتبر رواندا من الناحية الجغرافية منبع «نهر النيل العظيم» ويعنى اسمها فى الثقافات الأفريقية القديمة «أرض الألف هضبة» وتقع شرق القارة الأفريقية بمنطقة البحيرات
العظمى الثابت نيلها استقلالها رسمياً من دولة بلجيكا عام .1962
سيطرت قبائل التوتسى عقب نيل رواندا الاستقلال الكامل من دولة بلجيكا على مقاليد الحكم فى العاصمة الرواندية «كيجالى» بطريقة ديكتاتورية حكمت خلالها بسياسة
الحديد والنار.
حتى وقعت سلسلة من الأحداث الدموية البشعة ثارت خلالها قبيلة الهوتو على الوضع السياسى المتردى واستمرت تداعياتها اللاإنسانية فى أرجاء رواندا فى الفترة من عام
1959 حتى عام .1961
أسفرت فى نهاية الأمر عن التسبب فى عقدة الاضطهاد العرقى الجماعى لدى قبيلة الهوتو تجاه جيرانهم من قبيلة التوتسى مما دفع قبيلة الهوتو إلى محاولة القضاء بشكل
تام ونهائى بربرى على سيطرة قبيلة التوتسى السياسية والعسكرية بل والسكانية.
شهدت البدايات الأولى للمأساة الإنسانية الرواندية تسلط دول عظمى على مقدرات الدولة الأفريقية الغنية بالذهب والماس والماء والأخشاب والثمرات الاستوائية النادرة وتركزت
المصالح والأطماع الفرنسية فى دولة رواندا بشكل عام خاصة فى منطقة منابع النيل.
فى إطار الدفاع الاستعمارى الخبيث عن المصالح الفرنسية سلحت العاصمة الفرنسية باريس بعض أطراف الصراع الديموغرافى الرواندى الداخلى على حساب الأطراف
الأخرى المتناحرة حتى فضحت التحقيقات الحيادية التى أجرتها منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدور الفرنسى المشبوه فى رواندا ومنابع نهر النيل.
فى إطار السعى الدولى الحثيث لإيجاد حلول جذرية للأزمة الرواندية قررت منظمة الأمم المتحدة ومن ورائها مجلس الأمن معارضة ومهاجمة تصرفات الحكومة الفرنسية
برئاسة رئيس الوزراء «إدوارد بالادور» الذى شغل منصبه خلال الفترة من 29 مارس 1993 وحتى 18 مايو .1995
على أثر ذلك تعرضت الحكومة الفرنسية لضغوط دولية متعددة أجبرتها بتاريخ 8 أبريل 1994 على سن قانون بقرار سيادى حظر على الشركات الفرنسية المصنعة للسلاح
على الأراضى الفرنسية تصدير الأسلحة الهجومية بأنواعها إلى أطراف المأساة الرواندية.
بالتحقيق فى تطورات الأحداث شكلت الجبهة الوطنية الرواندية التى أطلق عليها اسم RPF فى الأول من أكتوبر عام 1990 جيشاً مسلحاً داخل حدود أوغندا تكون من
ألفى وخمسمائة مقاتل من شباب قبيلة التوتسى ارتدوا الملابس العسكرية المشابهة للزى العسكرى الخاص بالجيش الأوغندى ثم عبروا الحدود وهاجموا شمال رواندا رداً على
الانتهاكات الإنسانية التى تعرض لها أبناء عرقهم على أيدى ميليشيات قبيلة الهوتو.
فى المقابل شكلت قبائل الهوتو ما عرف باسم جيش رواندا المسلح FAR الذى حصل على سلاحه غير المشروع بطرق سرية عبر وسطاء وسماسرة وأطراف عدة جاء
على رأسها إسرائيل وفرنسا واليونان وبولندا وجنوب أفريقيا.
المثير فى الملف أن الرئيس المصرى الأسبق محمد حسنى السيد مبارك ورد باسمه وبياناته وبشخصه ضمن ملفات الاتهامات والتحقيقات الدولية التى وثقت ورصدت
تداعيات قضية التطهير العرقى فى رواندا والمتسببين فى تفاقمها، بل جاء اسم مبارك على رأس قائمة السماسرة وسطاء مصادر السلاح المشبوه المستخدم فى مذابح
التطهير العرقى بعد أن وفر طبقاً لمعلومات التقرير السويدى الرسمى من خلف الكواليس لجيش رواندا المسلح FAR الصفقات السرية للغاية من أسلحة العتاد العسكرى
الصينى والروسى الصنع.
أدى القلق الأممى الدولى والأفريقى إلى ممارسة ضغوط سياسية جماعية دولية انتهت بتوقيع اتفاقية إقليمية أفريقية قضت بوقف إطلاق النيران فى رواندا مع حظر تصدير
السلاح للجانبين - القبيلتين - المتناحرين بتاريخ 12 يوليو ,1992 بعدها وثق مجلس الأمن ضد الإرادة الدولية توقيع صفقة أسلحة جديدة بين مبارك بشخصه واسمه وبين
جيش رواندا المسلح FAR واكتشف المجلس أن الصفقة وقعت بالفعل بالقاهرة بتاريخ 30 مارس 1992 مقابل مبلغ 6 ملايين دولار أمريكى.
عليه رفضت ميليشيات الهوتو المسلحة الإذعان لشروط اتفاقية الحظر واستمرت فى عمليات القتل المنهجى والإبادة الجماعية والتطهير العرقى ضد قبائل التوتسى فانفجر
الصراع الرواندى فى يناير عام .1993
عندما خرقت الجبهة الوطنية الروانديةRPF من جانبها وقف إطلاق النيران وحركت قواتها فى اتجاه العاصمة الرواندية كيجالى محققة تقدماً نوعياً استراتيجياً ملحوظاً هدد
خطوط الهوتو وجيش رواندا المسلح، فشعرت فرنسا بالخطر على مصالحها وقررت تسليح جيش رواندا المسلحFAR بالمدفعية والرشاشات الثقيلة فأصدر مجلس الأمن فى
شهر يونيو عام 1993 القرار رقم 846 بشأن تشكيل قوة مراقبة أممية لمراقبة الوضع بين أوغندا ورواندا.
مجلس الأمن تدخل للمرة الثانية وعزز المجلس الأممى الموقف الدولى بالقرار رقم 872 القاضى بتكوين قوة دولية لمراقبة اتفاقية «أروشا» الموقعة بين قادة طرفى النزاع
بمدينة أروشا التنزانية بتاريخ 4 أغسطس ,1993 وخلال تلك الفترة وبالتحديد من يناير إلى فبراير 1994 وثقت قوة المراقبة الأممية أربع صفقات سلاح غير شرعية
لأطراف النزاع الرواندى تمت بالمخالفة للقرارات الدولية القاضية بحظر تصدير السلاح بشكل شامل إلى دولة رواندا، ثم جاءت حادثة قصف الطائرة الرئاسية للرئيس -
الهوتو- «جوفينال هابيارمانا» الثابت توليه رئاسة رواندا فى الفترة من 5 يوليو 1973 حتى مصرعه بتاريخ 6 إبريل 1994 لتفجر الصراع الدموى والمذابح العرقية من
جديد ضد قبيلة التوتسى فى أبشع صورها.
المثير أن التحقيقات الدولية التى تدخل فيها مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة كشفت أن طائرة الرئيس هابيارمانا أصابها صاروخ فرنسى الصنع استخدم قبلها سراً فى
تجربة عسكرية فرنسية نوعية أثناء حرب الخليج عام ,1991 وأثبتت التحقيقات الفنية أن قوات ميليشيات التوتسى لم يكن لها علاقة بالحادثة ومع ذلك اندلعت المذابح فى
كل أرجاء رواندا.
وعلى مسار متوازى أثبتت نفس التحقيقات الدولية أن صفقات شحنات السلاح الذى شارك فيها مبارك بشخصه فى التخطيط والتصدير وتوفير نوعيات السلاح المطلوبة إلى
جيش رواندا المسلح FAR، قد وقعت جميعها ضد قرارات الحظر الإقليمية الأفريقية والدولية وذلك خلال الفترة من فبراير عام 1990 حتى 6 إبريل عام ,1994 وأن بينها
صفقة توصل مجلس الأمن إلى تفاصيلها جرت عام 1992 بقيمة 6 ملايين دولار أمريكى لشراء ألفى لغم أرضى ضد الأشخاص وألفى صاروخ من نوعRPG-7 السوفيتى
الصنع، بالإضافة إلى مائتى كيلو جرام من المتفجرات البلاستيكية الصينية شديدة الانشطار مع 2,3 مليون طلقة ذخائر حربية من أنواع وعيارات مختلفة.
الغريب أن جيش الجبهة الوطنية الروانديةRPF صادر على الأرض مبلغ تمويل الصفقة التى وقع عليها مبارك بصفته الشخصية قبيل دخولها فى صندوق حساباته
الأوروبية مما هدد بتوقف الشحن، فعلمت الحكومة الفرنسية التى راقبت الوضع عن كثب بالمشكلة وقررت الأجهزة الفرنسية التدخل سراً حيث قامت بتحويل المبلغ المطلوب
من حساب فرنسى حكومى سرى لدى بنك «كريديه ليونيه»- تأسس عام 1863 فى مدينة ليون وأمم عام 1900- فرع باريس وبعدها شحنت الصفقة التى سلمت إلى جيش
رواندا المسلح FAR.
بناء على المعلومات التى وثقتها لجان تحقيقات مجلس الأمن المختصة والمخولة بتتبع تنفيذ القرارات الدولية توصل المحققون إلى تورط فرنسا فى توريد صفقات سلاح سرية
مشابهة لحكومة بريتوريا العنصرية.
عليه وجه مجلس الأمن إلى الرئيس المخلوع مبارك بشخصه والحكومة الفرنسية بصفتها الرسمية تهمة إذكاء وتأجيج المأساة الإنسانية وتمويل الحرب الأهلية الرواندية فى
الفترة من أكتوبر عام 1990 حتى يونيو عام .1992
لجان التتبع والتحقيق الأممية لم تتراجع بل واستمرت فى عملها لتكتشف بعد ذلك تورط مبارك بصفته الشخصية فى صفقة أسلحة أخرى بقيمة 12 مليون دولار أمريكى.
آخر صفقة وقع عليها مبارك فى تلك الفترة بشخصه سجلت فى خضم عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقى الذى شهدته العاصمة كيجالى فى فبراير 1994 فى شكل
تعاقد سرى للغاية بقيمة مليون دولار أمريكى.
فضيحة مذابح الإبادة الجماعية والتطهير العرقى لقبائل التوتسى أذهلت العالم، ناهيك عن خرق القرار الأممى الصادر لحظر تصدير السلاح إلى الأطراف فى رواندا
وبالوقت نفسه رفض جيش رواندا المسلح FAR وقف عمليات العنف المنهجية ضد أقلية التوتسى.
فى 19 يوليو عام 1994 عقب دحر ميليشيات قبيلة الهوتو أرت حكومة الجبهة الوطنية الرواندية RPF قسم اليمين حيث تولى الرئيس «باستيور بيزيمنجو» خامس رؤساء
الدولة الرواندية مقاليد السلطة وذلك خلال الفترة من 19 يوليو 1994 حتى 23 مارس .2000
فى أعقاب ذلك نزح 2 مليون نسمة من أبناء قبيلة الهوتو خارج البلاد خوفاً من انتقام قبيلة التوتسى وفى الأثناء طالب بيزيمنجو الرئيس الرواندى الجديد وقتها من نظيره
الزائيرى الديكتاتور «موبوتو سيسيسيكو» الثابت سيطرته على الحكم ببلاده خلال الفترة من 24 نوفمبر 1965 حتى 16 مايو 1997 ضرورة نزع سلاح وعتاد ميليشيات
الهوتو المسلحة المتواجدة على الأراضى الزائيرية ومنعها من مهاجمة حدود دولة رواندا عبر الحدود المشتركة للبلدين الأفريقيين، فصدر القرار الأممى رقم 997 عن مجلس
الأمن بتاريخ 9 يونيو 1995 ثم تلاه القرار الدولى رقم 1013 فى سبتمبر عام 1995 للتأكيد على قرار حظر تصدير السلاح ووقف جميع أشكال التعاون الدولى المسلح
مع ميليشيات الهوتو المتواجدة على الأرض الزائيرية.
طبقاً لمعلومات التقرير السويدى الرسمى استمرت بعد ذلك كل من ليبيا وألبانيا وبلغاريا والصين وفرنسا وإسرائيل وجنوب أفريقيا وزائير ويوغوسلافيا فى خرق الحظر الدولى
لتصدير السلاح إلى دولتى رواندا وزائير، بينما زار العاصمة المصرية القاهرة فى سرية تامة فى الفترة من 17 يناير حتى 23 يناير 1994 وفد رفيع المستوى من جيش
رواندا المسلح FAR ترأسه العقيد «جراتينك ابيليجى» بصحبة رئيس عملياته المقدم «كيبرين كايومبا» للتفاوض مع مبارك على صفقات جديدة دون علم الدولة المصرية،
حتى رصدت معلومات المتابعة والتحقيق التابعة لمجلس الأمن تلك الزيارة وعلم المجلس الأممى أن الوفد الرواندى المتخفى فى القاهرة أودع فى سرية تامة مبلغ 61 مليار
دولار أمريكى فى شكل سبائك ذهبية سرقت من المناجم والبنك المركزى الرواندى لدى أحد البنوك السويسرية.
وفى 25 مايو عام 1994 حقق مجلس الأمن بشكل سرى للغاية فى علاقة اسم الرئيس المصرى مبارك بشحنة وزنت يومها 39 طن أسلحة متنوعة ضبطت فى طريقها جواً
من إسبانيا عبر مالطا إلى مدينة جوما فى زائير.
كما حقق مجلس الأمن بعدها بأعوام قليلة فى علاقة اسم مبارك بطائرتى شحن مدنيتين سجلت بياناتهما دولياً فى هيئة الطيران الأوكرانية كانتا فى طريقهما من بلغاريا
مروراً بالقاهرة إلى مدينة كينشاسا.
المعروف أنها كانت عاصمة دولة زائير الأفريقية التى حملت اسم زائير بداية من عام 1971 حتى عام 1997 عندما تحول اسمهما إلى جمهورية الكونجو الديمقراطية.
وذلك بعدما ضبطت قوات مراقبة منظمة الأمم المتحدة المتمركزة وسط أفريقيا على متن الطائرتين شحنة أسلحة متنوعة زنة 30 طناً وتبين من أوراقهما توقفهما بتصريح
خاص من مبارك شخصياً فى مطار القاهرة فى شهر يونيو عام .1996
هددت صفقات السلاح غير المشروعة بقوة المصداقية السياسية الدولية للرئيس المخلوع وقتها محمد حسنى السيد مبارك وحققت وزارة الدفاع الأمريكية- تأسست بتاريخ 10
أغسطس 1949- فى نفس التوقيت بشكل سرى للغاية وفى الخلفية فضيحة مماثلة، جرت فصولها خلال عام 1982 أشير بين سطورها مرات إلى اسم مبارك ورجل
الأعمال المصرى- الإسبانى حسين سالم ويكفى دليل التحقيقات الفيدرالية عالى التصنيف الصادر عن وزارة العدل - تأسست بتاريخ 1 يوليو 1870 - بموجب البند رقم
603 من القانون الفيدرالى الأمريكى لسنة ,1978 الذى عرض وسط إجراءات سرية كاملة وتكتم تام على لجنة الأمن القومى التابعة لمجلس الشيوخ - تأسس بتاريخ 4
يوليو 1776 - الأمريكى فى بداية شهر يناير عام 1983 ومعه ملف حقيقة الرئيس الأسبق محمد حسنى السيد مبارك وقصة عشقه لصفقات السلاح غير الشرعية التى
حقق من ورائها أصول ثروته الحقيقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.