هناك بعض الأشياء التي قد تثير مخاوفنا فى بعض الأوقات، لكن عندما يُصبح هذا الخوف مبالغًا فيه ويصل بنا إلى الدخول في نوبات من الهلع والفزع قد تصل بالبعض إلى حد فقدان الوعي والاختناق، فإن هذا الخوف والذي قد يبدو للآخرين غير منطقي وغير مبرر تمامًا ولا يُمكن التخلّص منه بسماع بعض النصائح، فإنه يُشخّص ك”رهاب” أو فوبيا/Phobia. وقد أثبتت تقنيات المعالجة السلوكية فاعليتها في معالجة بعض أنواع مرض الرهاب، كرُهاب الخلاء (Social Phobia) والذي قد يتسبب بعدم خروج المريض من المنزل إطلاقًا؛ وذلك عن طريق إضعاف عامل الخوف لدى المريض بمواجهته تدريجيًا أو اللجوء إلى تناول أدوية القلق وتخفيف التوتر ومضادات الاكتئاب. وهناك الكثير من أنواع الرهاب المعروفة والشائعة والتي تختلف درجة الإصابة بها من شخص لآخر، مثل رهاب الاحتجاز أو الخوف من الأماكن المغلقة الضيقة (Claustrophobia)، ورهاب الموت أو الخوف من الموت وانتهاء الحياة (Necrophobia)، الخوف من الأشباح أو الخوف من النظر في المرآة (Spectrophobia) وتتكون لدى الأشخاص الذين عانوا من صدمة عنيفة واعتقادهم في رؤية شبح خاصة في مرحلة الطفولة، حيث يعتقدون أن الأشباح تسكن المرايا. ورهاب الكلاب (Cynophobia) وتصل لدرجة الخوف بمجرد سماع نباح الكلاب ويُصاب الشخص بالتجمد وعدم القدرة على الفرار عند رؤيتهم. ورهاب المرتفعات أو الأماكن العالية (Acrophobia) والذي قد يكون خفيفًا كالخوف فقط من الوقوف في شرفة بناية عالية، أو حادًا كالخوف من صعود جسر أو صعود سلم. أما رهاب الظلام (Nyctophobia) فهو من أكثر أنواع الرهاب الشائعة حول العالم، حيث يبدأ المريض بهذه الفوبيا في التعرق وزيادة معدل ضربات القلب، والارتجاف عندما يجد نفسه في الظلام أو في حالة الانقطاع المفاجئ للكهرباء. كما أن هناك العديد من المشاهير المصابين بنوع معين من الفوبيا، فالممثلة جنيفر أنيستون تعاني من رهاب الطيران وركوب الطائرة (Aviophobia)، ولاعب الكرة ديفيد بيكهام مصاب بفوبيا الفوضى وعدم النظام، وجوني ديب يعاني من الخوف من المهرجين (Coulrophobia)، أما نيكول كيدمان فتعاني من رهاب الفراشات (Lepidopterophobia) بصورة حادة. في حين أن نابليون والإسكندر الأكبر وهتلر وموسوليني وجانكيز خان، كانوا يعانون جميعًا من رهاب القطط أو Gatophobia. في هذا التقرير، سنستعرض معكم أكثر أنواع الرهاب غرابة، والتي قد تُفسر لكم ردود أفعال بعض الأشخاص وضيقهم عند تعرضهم لمواقف عادية تحدث ويتعرض لها الكثيرون يوميًا. Aphephobia/الخوف من التلامس: هل سبق وأن التقيت ببعض الأشخاص الذين يُظهرون الضيق ويجفلون عند ملامستهم؟! هؤلاء الأشخاص يعانون من نوع من أنواع الرهاب الغريبة وغير الشائعة والمسماة ب Aphephobia، حيث تتفاوت درجات الإصابة بهذا الرهاب، فهناك من يتضايقون فقط من الأحضان والاتصال الجسدي الحميم، وهناك من يصل بهم الحال للدخول في نوبات هلع إذا ما قام شخص ما بلمسهم أثناء حديث عابر. Venustraphobia/الخوف من النساء الفاتنات: ويُعرف هذا النوع من الرهاب ب Caligynephobia، ويصيب الرجال والنساء على حد سواء، ويرجع هذا النوع من الخوف إلى انعدام الثقة بالنفس أو للضغط الذي مُورس على الفتاة وهي في سن المراهقة لكي تعتني بنفسها وتُصبح أكثر رشاقة كفلانة، أو السخرية من عدم كفاءة الفتى للارتباط بفتاة جميلة. Soteriophobia/ الخوف من الاعتماد على الآخرين: الأشخاص الذين يُعانون من هذا النوع من الرهاب، يرفضون الاعتماد على الآخرين أو قبول العون منهم؛ خوفًا من أن تُخيّب آمالهم أو أن يفقدوا السيطرة على مُجريات حياتهم. ويميل هؤلاء الأشخاص لأن يكونوا مستقليين تمامًا في كل ما يتعلق بهم، بدءًا من إيقاظ أنفسهم من النوم وانتهاءً بحسم القرارات المصيرية. Ornithophobia/ الخوف من الطيور: ويأخذ الرهاب من الطيور بعد الأنماط، فالبعض يخاف من الطيور الجارحة فقط، والبعض الآخر يخاف من كل الطيور حتى الأليفة التي قد تتواجد في المنزل، كالعصافير والحمام والببغاوات والدجاج. ويُعد هذا النوع من الرهاب وبرغم غرابته، نوعًا شائعًا جدًا. Anthophobia/ الخوف من الزهور: بالرغم مما يُدخله استقبال الزهور كهدية على نفوس الكثيرين من سعادة، إلا أن البعض يعاني من رهاب الزهور. والمرضى بهذا النوع من الرهاب، يُصابون بحالة من الضيق لدى رؤيتهم للزهور في أي مكان، كما يشعرون بعدم الارتياح في حالة تواجدهم في مكان به زهور حتى ولو كانت بعيدة عنهم. Selenophobia/ الخوف من القمر: ويعاني المصابون بهذا النوع من الرهاب، من حالات ضيق وقلق وتزايد في معدل دقات القلب أثناء رؤية القمر، وتصل لحالات هلع واختناق ورغبة في الغثيان عند رؤية القمر مكتملًا في منتصف الشهر العربي. Aurophobia / الخوف من الذهب: بالرغم من ولع معظم النساء بارتداء المجوهرات ولا سيّما الذهب، إلا أن هناك من يخافون بصورة مَرضّية من الذهب ويُصابون بحالة من الذعر التي قد تختلف حدتها من شخص لآخر عند رؤيتهم للذهب، سواء في صورة سبائك أو مجوهرات أو عملات. وأرجع بعض الأطباء النفسيين حالة الرهاب من الذهب إلى حساسية المريض من الذهب، الأمر الذي لابد وأنْ اكتشفه بعد مروره بتجربة سيئة رسخت في ذهنه، فتسببت له في حالة من الرهاب.